دليل مُبسّط حول مرض التهاب الحوض

مرض التهاب الحوض هو عدوى في الجهاز التناسلي العلوي للإناث. يعني هذا أنّه يصيب الرحم (بما في ذلك بطانة الرحم) وقنوات فالوب والمبيضين. ويعود سبب مرض التهاب الحوض عادة إلى عدوى بكتيرية تنتشر صعوداً من المهبل أو عنق الرحم.

ومن الصعب تحديد مدى انتشار مرض التهاب الحوض لأنَّ عدداً كبيراً من الأشخاص يُصابون بهذا المرض دون أن يُدركوا ذلك. ولكن تُشير التقديرات إلى أنَّ حوالي 5% من النساء في الولايات المتحدة سوف يتلقّين علاجاً لمرض التهاب الحوض في حياتهنّ.

ما الذي يُسبّب مرض التهاب الحوض؟

لا يتم تحديد سبب مرض التهاب الحوض دائماً. ويعود سبب حالة من كل أربع حالات من مرض التهاب الحوض إلى عدوى منقولة جنسياً. وأكثر ثلاث أنواع من البكتيريا تُسبّب مرض التهاب الحوض هي:

  • الكلاميديا. سوف تُصاب حوالي 1 من بين 10 نساء يُعانين من كلاميديا لم تتم مُعالجتها بمرض التهاب الحوض خلال سنة.
  • عدوى السيلان.
  • المَفطورة التناسليّة.

وقد تُصاب أيضاً المرأة بمرض التهاب الحوض عندما تنتقل بكتيريا طبيعية من المهبل إلى الجزء العلوي من الجهاز التناسلي. ومن المُرجّح أن يحدث ذلك بعد:

  • تضرر عنق الرحم خلال الولادة أو الإجهاض التلقائي على سبيل المثال.
  • عملية جراحية لفتح عنق الرحم مثل فحص الرحم أو إدخال لولب رحمي.

وتتمثّل إحدى صعوبات علاج مرض التهاب الحوض في احتمال أن تكون أنواع متعددة من البكتيريا تُسبّب هذا الالتهاب.

مَنْ الأكثر عرضةً؟

تُشير التقديرات إلى أنَّ واحدة من كل خمس حالات من مرض التهاب الحوض في الولايات المتحدة تُصيب النساء ما دون 19 عاماً. وتُعتبر النساء الناشطات جنسياً ما بين 15 و24 عاماً الفئة الأكثر خطراً. وتكون الأسباب وراء ذلك على الأرجح بيولوجية وسلوكية. من الناحية البيولوجية، تمتلك النساء الأصغر سنّاً مساحة أكبر تسمح للبكتيريا بالالتصاق بها والنمو. ومن الناحية السلوكية، تدخل النساء الأصغر سنّاً على الأرجح في علاقات قصيرة الأمد مع شركاء مختلفين. وعندما لا يستخدمن وسائل منع الحمل المناسبة، يرتفع حينئذٍ خطر إصابتهنّ بمرض التهاب الحوض.

ما هي الأعراض الأكثر شيوعاً؟

تكون الأعراض عادة ضئيلة وخفيفة. وفي ما يلي قائمة بالأعراض الأكثر شيوعاً:

آلام حول منطقة الحوض

وفي بعض الحالات الشديدة، قد تُعاني المرأة المصابة بمرض التهاب الحوض من حمّى عالية وآلام شديدة وغثيان أو قيء. وتُعتبر هذه الأعراض نادرة ولكن في حال كنت تُعانين منها، يجب عليكِ طلب مساعدة طبية فوراً إذ قد يرتفع خطر تعرّضكِ لمضاعفات طويلة الأمد. 

كيف يتم تشخيص ومعالجة مرض التهاب الحوض؟

قد يكون من الصعب تشخيص مرض التهاب الحوض لا سيما أنَّ الأعراض الرئيسية مثل الألم ونزيف الرحم غير الطبيعي ليست فقط خاصة بهذا المرض. 

أولاً، سوف يطلب منك طبيبكِ على الأرجح تاريخك المرضي المُفصّل وسوف يُجري لكِ فحصاً للحوض ومن ثمَّ سوف يستخدم الإثنين معاً للقيام بالتشخيص استناداً إلى أعراضكِ. وبما أن السبب الكامن وراء مرض التهاب الحوض هو العدوى، سوف تُأخذ عادة عيّنات من عنق الرحم والمهبل. ولكن لا تستبعد النتيجة السلبية احتمال الإصابة بمرض التهاب الحوض.

يُمكن استخدام فحوصات الدم والبول والسونار المهبلي لاستبعاد أمراض أخرى. ويتشارك مرض التهاب الحوض ومرض بطانة الرحم المهاجرة عدداً من الأعراض الشائعة لذلك قد يرغب طبيبكِ في استبعاد هذا المرض أولاً من خلال إجراء تنظير للبطن للتحقّق من بقايا بطانة الرحم. وفي حالات مرض التهاب الحوض الأكثر شدّة، يُمكن استخدام تنظير البطن لاستبعاد التهاب الزائدة الدودية.

تتم معالجة مرض التهاب الحوض بواسطة المضادات الحيوية ويتم عادة استخدام مزيج من هذه المضادات لاستهداف أنواع البكتيريا المختلفة التي يُمكن أن تُسبّب هذه العدوى. ويجب البدء بالعلاج في أسرع وقت ممكن لأنّ أي تأخير في البدء بالعلاج بالمضادات الحيوية لمرض التهاب الحوض يُؤدّي إلى ارتفاع خطر التعرّض لمضاعفات. وتُعطى عادة المضادات الحيوية عن طريق الفم أو الوريد في الحالات الشديدة. ويكون هذا العلاج في أغلب الأحيان العلاج الوحيد المطلوب. وفي حال ظهور خُراجات البطن (تجمّع مؤلم من القيح)، يجب عليكِ تجفيف هذه الخُراجات بواسطة منظار البطن. 

يجب أن يُجري الأشخاص الذين أقمتِ معهم علاقة جنسية قبل 6 أشهر من قبل أن تظهر الأعراض لديكِ، وإذا كانت النتيجة إيجابية، عليهم الخضوع للعلاج لتجنّب الإصابة بالعدوى مرّة جديدة أو نقل مرض التهاب الحوض إلى الآخرين. وقد يظهر أيضاً مرض التهاب الحوض في العلاقات الطويلة الأمد حيث لم يُقم الشريكان علاقة جنسية مع أي شخصٍ آخر.

ما هي المضاعفات الناجمة عن مرض التهاب الحوض؟

تُعتبر المضاعفات الأكثر شدّة لمرض التهاب الحوض هي ألم الحوض المزمن والحمل خارج الرحم والعقم. ويُشكّل الحمل خارج الرحم والعقم خطراً في حال أدّى التهاب قنوات فالوب بشكلٍ مستمر إلى تشوّه هذه القنوات وظهور ندوب فيها. وتُواجه واحدة من بين عشر نساء مُصابات بمرض التهاب الحوض صعوبة في الحمل.

وترتبط معظم المضاعفات الناجمة عن مرض التهاب الحوض بتكرر المرض. ويتكرر المرض عند حوالي 21% من النساء اللواتي يُعانين من مرض التهاب الحوض ويحدث ذلك عندما تُصاب المرأة بنوبات متعددة. وتكون النساء اللواتي يُعانين من مرضٍ مُتكرر أكثر عرضة للإصابة بألم مزمن وعقم.

ويحدث المرض المتكرر عادة عندما لا تتم معالجة العدوى الرئيسية بشكلٍ صحيح. لهذا السبب، سوف يُشجّعكِ طبيبكِ بشدّة على إكمال جرعة المضادات الحيوية الموصوفة حتى لو اختفت الأعراض لديكِ. ولكن ثمة احتمال إصابتكِ مجدداً بالعدوى عن طريق شريكٍ يُعاني من عدوى منقولة جنسياً لم تتم مُعالجتها.

 وتُعتبر ممارسة العلاقة الجنسية مع استخدام وسائل وقاية أفضل طريقة لحماية نفسكِ من مرض التهاب الحوض.  

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم. 

المصدر:

  • Peipert, Jeffrey F. “Genital Chlamydial Infections.” New England Journal of Medicine, vol. 349, no. 25, 18 Dec. 2003, pp. 2424–2430., doi:10.1056/nejmcp030542.
  • “Pelvic Inflammatory Disease.” NHS Choices, NHS, www.nhs.uk/conditions/pelvic-inflammatory-disease-pid/.
  • Trent, Maria, et al. “Pelvic Inflammatory Disease: Improving Awareness, Prevention, and Treatment.” Infection and Drug Resistance, vol. 9, 19 Aug. 2016, pp. 191–197., doi:10.2147/idr.s91260.
Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share