• العودة إلى مقالات
  • /
  • زيادة الوزن بشكلٍ صحّي أثناء الحمل، ومتى تكون هذه الزيادة أكثر من اللازم؟

زيادة الوزن بشكلٍ صحّي أثناء الحمل، ومتى تكون هذه الزيادة أكثر من اللازم؟

يُعتَبَر الحمل وقت التغيير، إذ قد تُجري الحامل خلال استعدادها لولادة الطفل تغييرات في نمط حياتها وفي منزلها. وقد تَجِد أنَّ مشاعرها وعواطفها غير مُستَقِرة إلى حدّ ما، كما قد تقوم بإعادة تقييم الأمور المُهمّة بالنسبة لها كغيرها من النساء في هذه الفترة. وربما تكون التغييرات الأكثر وضوحاً ظاهرياً هي تلك التي تُؤثّر على جسم الحامل كالبطن المُتنامية والثديين الكبيرين، وهي تَغييرات مُتَوقّعة، كما قد تُرافِقها تغييرات أكثر إثارة للدهشة كتغيّر حجم القدم (وبالتالي مقاس الحذاء) واكتساب بعض الإنشات الإضافية في أماكن آخر.

تَستَمتِع بعض النساء بفترة الحمل وفترة ما بعد الولادة مُباشرةً، ويَستَغرِقنَ بعض الوقت في الاسترخاء وعدم الالتزام بأنظمة غذائية صارمة ومُمارسة التمارين الرياضية ويَعمَلنَ على الاستفادة القصوى من زيادة الوزن المشروعة. أمّا بالنسبة لبعض النساء الأخريات، فيُشَكّل عدم التحكّم في وزنهنَّ الزائد وتَوسّع محيط خصرهنّ باستمرار مصدراً للضغط والقلق، مُحَوّلاً ما يجب أن يكون فترة من الحماس واللهفة إلى فترة من القلق الذاتي وقلّة الثقة بالنفس.

هناك أشياء يجب مُراعاتها حول زيادة الوزن أثناء الحمل:

1.   لا تُوجد توصيات معيارية بشأن مقدار الوزن الذي يجب أن تَكتَسبه المرأة أثناء الحمل.

في وقتٍ ما، كانت هناك إرشادات صارمة تدعو إلى أنَّ زيادة الوزن أثناء الحمل يجب أن تَقتَصِر على بضعة كيلوجرامات. لحسن الحظّ، تمَّ إحراز تَقدّم في مجال الرعاية الصحية للمرأة ويُشَجّع الأطبّاء الآن على اتخاذ نهجٍ أكثر فردية. ومن المعروف أنَّ زيادة الوزن أثناء الحمل تَختَلِف اختلافاً كبيراً بين النساء وتَعتَمِد كثيراً على مُؤشّر كتلة الجسم قبل الحمل.

نَشَرَ معهد الطبّ الأمريكي (IOM) إرشادات تَربِط زيادة وزن الحمل مع مُؤشّر كتلة الجسم قبل الحمل:

●     مُؤشّر كتلة الجسم < 18.5. الوزن قليل، ويُوصى بأن تكون زيادة الوزن أثناء الحمل من 12.5 إلى 18.0 كيلوجرام.

●     مُؤشّر كتلة الجسم 18.5 – 24.9. الوزن طبيعي، ويُوصى بأن تكون زيادة الوزن أثناء الحمل من 11.5 – 16.0 كيلوجرام.

●     مُؤشّر كتلة الجسم 25 – 29.9. الوزن زائد، ويُوصى بأن تكون زيادة الوزن أثناء الحمل من 7.0 – 11.5 كيلوجرام.

●     مُؤشّر كتلة الجسم > 30. سُمنة، ويُوصى بأن تكون زيادة الوزن أثناء الحمل من 5.0 – 9.0 كيلوجرام.

في حين أنَّ هذه الإرشادات أمريكية، إلّا أنّه يتم استخدامها من قِبَل الأطبّاء في جميع أنحاء العالم، وينبغي أن تَنطَبِق على مُعظم النساء في البلدان المُتقدّمة الأخرى. ولكن من المُهمّ اعتبار حالة كلّ امرأة على حدة، لا سيما في البلدان التي لا تتلقّى فيها المرأة رعاية شاملة قبل الولادة وفي المناطق التي تُواجه فيها المرأة صُعوبات نفسية وجسدية.

ويجب على النساء الحوامل بتوأم ثنائي أو ثلاثي أو أكثر، بطبيعة الحال، تَوَقّع اكتساب وزن إضافي خلال فترة الحمل.

2.   الطفل النامي ليس هو المصدر الوحيد لزيادة الوزن

تُشير تقديرات الخدمة الصحية الوطنية إلى أنَّ مُتَوسّط ​​اكتساب الوزن أثناء الحمل يتراوح من 10 إلى 12.5 كيلوجرام. ويكون وزن المولود الجديد بين 2.5 و4.5 كيلوجرام. فلماذا هذا التناقض؟ ما الذي يُسَبّب الزيادة الإضافية في الوزن أكثر من كتلة الطفل النامي؟

تُساهم العوامل التالية جميعها في زيادة الوزن أثناء الحمل:

●     المشيمة

●     السائل الأمنيوسي الذي يُحيط بالجنين

●     الماء الإضافي

●     نمو الثدي

●     زيادة إمدادات الدمّ

●     زيادة حجم الرحم

كما يقوم الجسم بتخزين الدهون استعداداً للرضاعة الطبيعية

3.   عواقب اكتساب الوزن الزائد …

تُواجه النساء اللاتي يَكتَسِبنَ الكثير من الوزن أثناء الحمل خطراً كبيراً للإصابة بسكّري الحمل وتسمّم الحمل. فإذا كان الوزن المُكتَسَب أكثر من 0.5 كيلوجرام كلّ أسبوع أو تَحدُث زيادة سريعة جداً في الوزن (≥ 1 كيلوجرام في الأسبوع) فيجب طلب المشورة الطبية. يُمكِن أن يكون هذا علامة مُبْكِرة على تسمّم الحمل، والذي يُمكِن أن يَتَطوّر بسرعة إلى مُضاعفات خطيرة ويَتَطلّب مُراقبة دقيقة طوال الفترة المُتَبقّية من الحمل.

كما يُمكِن أن يزيد الوزن الإضافي المُكتَسَب من احتمال الحاجة لعملية قيصرية وولادة طفل يزيد وزنه عن المُتوسّط ​​(المعروف باسم العملقة). ومن المُرَجّح أن تُواجه النساء صُعوبة أثناء ولادة أطفال أكبر حجماً ويَتَطلّبن في النهاية تدخّلات طبية ويكون أطفالهنّ أكثر عُرضة للإصابة بجروح عند الولادة.

يُعَدُّ فقدان هذا الوزن الإضافي المُكتَسَب خلال فترة الحمل مُشكلة مُهمّة للعديد من الأمّهات الجدد، بل قد تَجِد أولئك النساء اللاتي اكتَسَبنَ وزناً إضافياً كبيراً صُعوبة في فقدانه بعد الولادة، وإذا اتّبَعنَ نظاماً غذائياً صارماً جداً، فقد يَتَعرّضن لخطر انخفاض إمدادات الحليب.

4.   ……وعواقب عدم اكتساب الوزن الكافي

تُواجه بعض النساء صُعوبة في اكتساب الوزن أثناء الحمل، خاصةً أولئك اللاتي لديهنَّ جسم نحيف قبل الحمل. من المُعتاد أن يكون اكتساب الوزن في حدّه الأدنى أو حتّى لا وجود له خلال الأشهر الثلاثة الأولى. كما قد تَفقِد أولئك النساء اللاتي يُعانين من غثيان الصباح في الأشهر القليلة الأولى من الحمل بعض الوزن في البداية. ولا يكون هذا سبباً للقلق عادةً، على الرغم من أنّه من المُحتمل أن يُراقب الطبيب حالة الحامل عن قرب للتأكّد من أن تبدأ زيادة الوزن مع تقدّم الحمل. إذ من الطبيعي اكتساب المزيد من الوزن في نهاية الحمل أكثر من بدايته.

وتَتَمثّل المخاطر الرئيسة المُرتَبِطة باكتساب وزن قليل جداً أثناء الحمل في حدوث مخاضٍ مُبْكِر وانخفاض وزن الطفل عند الولادة. علاوة على ذلك، قد تَجِد النساء اللاتي لا يُخَزّن جسمهنّ كميات كافية من الدهون خلال فترة الحمل صُعوبة في الرضاعة الطبيعية. وتُوصي مُنظّمة الصحّة العالمية (WHO) بالرضاعة الطبيعية حصراً لجميع الأطفال خلال الأشهر الستة الأولى.

5.   كيف يُمكن تدبير زيادة الوزن أثناء الحمل؟

في سيناريو مثالي، تَكتَسِب جميع النساء زيادة بطيئة وثابتة في الوزن أثناء الحمل، ممّا يُقَلّل من المخاطر الصحية على كلّ من الأمّ والطفل ويزيد من احتمال فقدان تلك الكيلوجرامات الإضافية بعد الولادة. وتكون الطريقة المُثلى للقيام بذلك هي اتّباع نظام غذائي مُتوازن وغني بالمواد المُغذّية ومُمارسة التمارين الرياضية المُعتدلة بشكلٍ مُنتظم. ويجب أن تبدأ المرأة الحامل يومها بفطورٍ صحّي ومُتوازن، وتناول أطعمة غنية بالألياف، واختيار، متى أمكن، خبز، وأرز، ومعكرونة من الحبوب الكاملة، فضلاً عن تناول 5 حصص من الخضار والفواكه يومياً على الأقلّ مع الانتباه إلى حجم الحصص. وبالتأكيد، لا يكون الحمل الوقت المُناسب لبدء نظام غذائي مُنخَفِض السعرات الحرارية (أو في الواقع اتّباع نظام غذائي من أي نوع) أو مُمارسة تمارين رياضية شديدة بشكلٍ روتيني. ولكن، يجب أن تقوم النساء البدينات (مُؤشّر كتلة الجسم أعلى من 30 قبل الحمل) بإجراء تغييرات في نظامهنَّ الغذائي ومُمارسة الرياضة بوتيرة أعلى من أجل تقليص خطر الإصابة بسكّري الحمل.

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم. 

المصدر: 

Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share