لقد تمّ تشخيص فقد النطاف عند زوجي: ما الذي يجب فعله بعد ذلك؟

يتم تشخيص فقد النطاف إذا لم يتم الكشف عن أيّة حيوانات منوية في عيِّنتَيْن من السائل المنوي يَفصل بينهما 2-3 أشهر. يُؤثّر فقد النطاف على حوالي 15% من الرجال المصابين بالعقم، وإذا لم يكن متوقعاً, سيكون تشخيصاً مزعجاً. لحسن الحظ، سيُساعد التقدّم في الطب الحديث عدداً كبيراً من الرجال الذين يعانون من هذه الحالة على الإنجاب.
قبل تحديد نوع  العلاج الأنسب، من المهم أولاً تحديد إذا كانت حالة فقد النطاف انسدادية (OA) أو غير انسدادية  (NOA).

فقد النطاف الانسدادي(OA)

يُصيب حوالي 40% من الرجال المصابين بفقد النطاف, ويحدث عندما يتمّ انسداد جزء من الجهاز التناسلي حيث تكون الخصيتان عادةً بحجم طبيعي ومستويات الهرمونات في المعدّل الطبيعي. من الممكن أن يحدث الانسداد نتيجة استئصال الأسهر سابقاً أو عن طريق جراحة سابقة أو بسبب حدوث رضّ في تلك المنطقة من الجسم. كذلك, يمكن أن يكون الانسداد خلقي، حيث يكون التليّف الكيسي أكثر الأمثلة المعروفة للعقم الخلقي. تكون الجراحة الترميمية خياراً متاحاً وفق الجزء المُصاب من الجهاز التناسلي. يُمكن علاج الانسدادات في البربخ أو الأسهر عن طريق إجراء مفاغرة أسهرية بربخية أو مفاغرة أسهرية (المعروفة أيضاً باسم استئصال الأسهر العكسي)، أمّا انسداد القناة القذفية, فيمكن علاجه باستئصال مجاري البول عبر الإحليل. يتمّ القيام بذلك عبر إجراء شقّ صغير في القناة القذفية يَسمَح للحيوانات المنوية بالوصول إلى السائل المنوي. في بعض الحالات، حتى لو بدت عملية إزالة الانسداد ناجحة، يتمّ تطبيق تقنيات إضافية للمساعدة على الإلقاح لأنّ الحيوانات المنوية تكون عرضة للمعاناة من ضعف الحركة.

إذا كانت التقنيات الترميمية غير مناسبة أو لا تعمل، فقد يتم محاولة تنفيذ تقنيات استرداد الحيوانات المنوية، مثل:
– TESE استخراج الحيوانات المنوية الخصيوي
– TFNA استخدام إبرة شافطة خصيوية
– PESA الشفط البربخي للحيوانات المنوية عن طريق الجلد
– MESA الشفط البربخي المجهري للحيوانات المنوية

يَعتَمد اختيار التقنية المناسبة إلى حدّ كبير على ما يُفَضّله المريض وعلى الخبرة المحلية. إذا لم تنجح المحاولات الأولية في إنتاج ما يكفي من الحيوانات المنوية, يُمكن للطبيب أن يحاول استخراجها من مكان بديل. ويتمّ ذلك غالباً في نفس الوقت, ممّا يجعل الإجراءات الإضافية في حدّها الأدنى. يَنجَح استرجاع الحيوانات المنوية في أكثر من 90% من حالات فقد النطاف الانسدادي. بمُجَرّد استخراج الحيوانات المنوية, يُمكن استخدامها مباشرة للحَقن داخل الهيولى (ICSI) أو حفظها بالتبريد للاستخدام في وقت لاحق.

فقد النطاف غير الانسدادي

يَحدث عادةً نتيجةً لقصور الخصية. تتنوّع الأمراض الكامنة وراء حدوثه وتتضمّن: التشوّهات الوراثية والخلقية ودوالي الخصية (أوردة الخصية المتضخّمة) والاضطرابات الهرمونية وتناول الأدوية والتعرّض للسموم. تكون الخصيتين غير طبيعيتين ومستويات الهرمونات غير طبيعية عند الرجال المصابين بفقد النطاف غير الانسدادي. يَرتَبِط فقد النطاف غير الانسدادي أحياناً بنقص جزء دقيق في كروموزوم Y (AZFa وAZFb) الذي يُعطي تَنبّؤاً ضعيفاً حول استرجاع الحيوانات المنوية. لذلك، قد يتمّ إجراء اختبارات جينية للأجزاء الكروموزومية الناقصة في هذه المنطقة عند الرجال المصابين لتحديد احتمال العثور على حيوانات منوية قابلة للحياة قبل إخضاعهم لأيّ إجراءات إضافية.

تكون الخيارات المتاحة قليلة أمام الرجال المصابين بفقد النطاف غير الانسدادي. حيث لا تكون كلّ تقنيات استرجاع الحيوانات المنوية مناسبة، ولكن يمكن استخدام تقنيّة استخراج الحيوانات المنوية الخصيوي. إذا لم ينجح ذلك، يمكن محاولة استخراج الحيوانات المنوية بجراحة الخصية (micro-TESE). تتطلّب هذه الطريقة ممارساً ماهراً وتخديراً عاماً وتَكمُن مزاياها في الحفاظ على إمدادات الدم وفي قدرة الجراح على تحديد واختيار الأنابيب المنوية الكبيرة؛ أيّ التي من المحتمل أن تحتوي على الحيوانات المنوية. توجد الحيوانات المنوية لدى 40-50% من الرجال الذين يعانون من فقد النطاف غير الانسدادي بما فيهم الرجال الذين يعانون من فقد النطاف الناتج عن العلاج الكيميائي السابق.

قد يَرغَب هؤلاء الرجال الذين تمّ تشخيص إصابتهم بدوالي الخصية في التفكير بالخضوع لقطع القيلة الدوالية، حيث ثَبُتَ أنّ هذ الإجراء يُحَسّن مستويات قذف الحيوانات المنوية عند 20-55% من الرجال المصابين بفقد النطاف غير الانسدادي.

بأحسن الأحوال، يَجب استخدام الحيوانات المنوية المُستَخرَجة من رجل مُصاب بفقد النطاف غير الانسدادي مباشرة، لأنّ استخدامها بعد حفظها وذوبان الجليد عنها يُهَدّد استقرارها وسلامتها. تكون الحيوانات المنوية الناتجة عن فقد النطاف غير الانسدادي أكثر عرضة لتلف الحمض النووي مقارنةً مع الحيوانات المنوية الناتجة عن حالة فقد النطاف الانسدادي. يجب على الرجال الذين يعانون من حالة وراثية أنْ يُفَكّروا بحرص حول فرص نقل هذه الحالة إلى ذريّتهم في حال تم الخضوع  لأي علاج للخصوبة باستخدام الحيوانات المنوية الخاصة بهم.

التقنيات المساعدة على الإنجاب  (ARTs)

بمُجرّد استخراج الحيوانات المنوية، فإنّ الخطوة التالية هي محاولة إلقاح بويضة الأنثى. يُعتَبَر الإلقاح في المختبر (أطفال الأنابيب) التقنية المساعدة على الإنجاب الأكثر شهرة. خلال التلقيح الاصطناعي, يتمّ استخراج بيوض الأنثى وخلطها مع الحيوانات المنوية لزوجها في طبق بتري. بمُجرّد حصول الإلقاح، يتمّ وضع البيوض مرّة أخرى في رحم الأنثى. الحقن المجهري هو أحد أنواع التلقيح الاصطناعي الذي ينطوي على حقن نطفة واحدة في بويضة. يُعتَبَر هذا مثالياً في الحالات التي يُمكن فيها الحصول على كمّيات صغيرة فقط من الحيوانات المنوية القابلة للاستخدام من التقنيات المذكورة أعلاه.

إنّ مُعدّل  الإلقاح في الحقن المجهري هو 45-75% لفقد النطاف الانسدادي و20-65% لفقد النطاف غير الانسدادي. أمّا مُعدّل الولادة الحية بعد نجاح الحقن المجهري هو 18-55% لفقد النطاف الانسدادي و8-35% لفقد النطاف غير الانسدادي.

قد يبدو فقد النطاف تشخيصاً مخيفاً إلى حدّ ما، ولكن من المهم تَذكّر أنّ قلّة الحيوانات المنوية لا تعني العقم التام. لا يزال الكثير من الرجال ينتجون الحيوانات المنوية في هذه الحالة, وقد أصبحت تقنيات جمعها أكثر دقّة وفعالية. بغض النظر، قد يَستَفيد المصابين بفقد النطاف الانسدادي وغير الانسدادي من العمليات الجراحية لتصحيح المشكلة. إذا نجحت العملية الجراحية، فهناك فرصة جيّدة لأنْ يحدث الإلقاح من خلال الجماع الطبيعي وتَجنّب الحاجة إلى التقنيات المساعدة على الإنجاب التي قد تكون مُتعِبة ومُكلِفة. من المهمّ مراعاة أنّ التقنيات المساعدة على الإنجاب قد تكون مُرهِقة جداً للأنثى لأنّها تَخضَع لتحريض هرموني صناعي لاسترداد البيوض. يجب مناقشة جميع الخيارات مع الطبيب قبل اتخاذ القرار.

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.

المصدر:

  • Esteves, S C, et al. “Sperm Retrieval Techniques for Assisted Reproduction.” International Braz J Urol, vol. 37, no. 5, 2011, pp. 570–583.
  • Katz, D J, et al. “Male Infertility – The Other Side of the Equation.” Australian Family Physician, vol. 46, no. 9, Sept. 2017, pp. 641–646.
  • Jungwirth A, et al. European Association of Urology (EAU) guidelines on male infertility. Arnhem, The Netherlands: European Association of Urology, 2015. Available at https://uroweb.org/wp-content/uploads/17-Male-Infertility_LR1.pdf [Accessed 31 March 2019].
  • “What Is Male Infertility?” Urology Care Foundation, www.urologyhealth.org/urologic-conditions/male-infertility.
  • Wosnitzer, M, et al. “Review of Azoospermia.” Spermatogenesis, vol. 4, no. e28218, 31 Mar. 2014, doi:10.4161/spmg.28218.
Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share