مراحل سرطان بطانة الرحم

في حال وُجدت خلايا سرطانية خبيثة في بطانة الرحم، سيُشخّص الطبيب الحالة بسرطان بطانة الرحم؛ وأول ما سيفعله الطبيب المختص في هذه الحالة هو تحديد مرحلة السرطان، وذلك لكي يعرف أو تعرف (إن كانت طبيبة) مدى انتشار الورم، ومعرفة ما إن كان قد امتد وشمل أعضاءً أخرى عدا بطانة الرحم أم لا. بهذا الصدد، تُمكّن عملية تحديد المرحلة التي فيها السرطان طبيبك أو طبيبتك من وضع الخطة المثالية للعلاج.

كيف يحدد الطبيب المختص مراحل سرطان بطانة الرحم؟

هناك العديد من الأدوات المتاحة في متناول الأطباء بحيث تمكنهم من تحديد المرحلة التي فيها السرطان. في هذا السياق، من الوارد أن يشرع الأطباء (بغية تحديد المرحلة) بإجراء فحص للحوض وإجراء ما يدعى باختبار مسح بابانيكولاو لعنق الرحم والذي ينطوي على أخذ عينات من الإفرازات والخلايا السطحية وفحصها مجهريًا لرؤية ما إن كان هناك أي شيء غير طبيعي بشأنها. تتيح هذه الفحوصات للأطباء تحديد ما إن كان السرطان انتشر داخل الحوض وامتد إلى عنق الرحم أو لا. فضلًا عن هذا، سيستعين الأطباء بإجراء العديد من فحوصات التصوير بالأشعة، يشمل ذلك الفحص بالأشعة السينية، والفحص بالأشعة المقطعية، والفحص بموجات الرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، وذلك بُغية تحديد ما إن كانت الخلايا السرطانية انتشرت وأصابت أجزاء أخرى من الجسد أو لا. في حال انتشر السرطان الأوليّ (المحدد مبدئيًا بسرطان بطانة الرحم) خارج بطانة الرحم، سيصنفه الأطباء على أنه “داء نقيلي” (ينزع للانتشار خارج مكانه الأصلي). 

بالإضافة إلى ذلك، سيعمد الأطباء أثناء محاولتهم تحديد المرحلة التي فيها السرطان إلى إجراء تشريح للعقد اللمفاوية التي سيستخرجونها من منطقة الحوض. ونشير بهذا الصدد إلى أن النظام اللمفاوي يعدّ إحدى الطرق التي ينتشر بها داء السرطان إلى الأعضاء الأخرى من الجسد. ومن الطرق الأخرى التي ينتشر بها السرطان: التنقل عبر الدورة الدموية؛ والانتشار عبر الأنسجة المجاورة للعضو المصاب. والطريقة الأخيرة تفسّر لماذا غالبًا ما ينتشر سرطان بطانة الرحم إلى الأعضاء الأخرى التي تضمها منطقة الحوض قبل أن ينتشر في أجزاء أخرى من الجسد.

ما هي مراحل سرطان بطانة الرحم؟

يقسّم الأطباء مراحل سرطان بطانة الرحم بصورة عامة إلى أربعة مراحل. لكن هذه المراحل الأربعة الرئيسية تُقسّم أيضًا إلى مراحل فرعية مُحددة تعتمد على حجم الورم (ويرمز له بالحرف T)، ومدى انتشاره في العقد اللمفاوية المُجاورة (ويرمز له بالحرف N)، ومدى تحوّله لداءٍ نقيلي (ينزع للانتشار في الأعضاء الأخرى) (ويرمز له بالحرف M).

المرحلة I (T1 ، N0 ، M0): في هذه المرحلة نجد أن السرطان يوجد في الرحم فقط.

المرحلة IA في هذه المرحلة الفرعية من المرحلة الأولى يرصد الأطباء وجود السرطان في بطانة الرحم كما يرصدون امتداده على أقلِّ من نصفِ مساحة عَضَل الرحم (الذي يمثل الطبقة العضلية للرحم ذاته).

المرحلة IB في هذه المرحلة يرصد الأطباء وجود السرطان فيما يتجاوز نصف مساحة عضل الرحم أو أكثر منها، لكن لا يرصدون أي وجود للداء خارج الرحم. 

المرحلة II (T2 ، N0 ، M0): في هذه المرحلة يرصد الأطباء وجود السرطان في النسيج الضامّ لعنق الرحم، لكن لا يرصدون له أي أثر خارج الرحم.

المرحلة III (T3، N0 ، M0) : يرصد الأطباء في هذه المرحلة انتشار السرطان خارج الرحم وخارج عنق الرحم، لكن لا يجدون له أثرًا خارج الحوض. من معايير هذه المرحلة كذلك: عدم رصد السرطان في البطانة الداخلية للمستقيم أو البطانة الداخلية للمثانة. 

المرحلة IIIA يرصد الأطباء السرطان في الطبقة الخارجية للرحم و/أو قناتَيْ فالوب والمبايض وأربطة الرحم.

المرحلة IIIB يرصد الأطباء انتشار السرطان وامتداده ليشمل المهبل و/أو جنيب الرحم (المتمثل في النسيج الضام والشحوم المحيطة بالرحم)

المرحلة IIIC (T1-3 ، N1 أو N2 ، M0) في هذه المرحلة الفرعية ضمن المرحلة الثالثة يرصد الأطباء السرطان في العقد اللمفاوية التي يحتويها الحوض (N1) و/أو في تلك العقد اللمفاوية المحيطة بالشريان الأبهر (N2). مع ذلك من سمات هذه المرحلة عدم رصد السرطان في أي عقد لمفاوية في أعضاء أخرى من الجسد.

المرحلة IV: في هذه المرحلة يرصد الأطباء انتشار السرطان خارج نطاق الحوض.

المرحلة IVA (T4 ، أي N ، M0) يرصد الأطباء في هذه المرحلة الفرعية من المرحلة الرابعة السرطان في بطانة المثانة و/أو بطانة المستقيم (الأمعاء).

المرحلة IVB (أي حجم للورم T ، أي انتشار في العقد اللمفاوية N ، M1) في هذه المرحلة الفرعية يرصد الأطباء انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى من الجسد، بما فيها البطن و/أو العقد اللمفاوية التي يحتويها الفخذ (أي العقد الأُرْبِيّة: ناحية الوصل ما بين البطن والفخذ). في هذا السياق؛ نسجّل من الأعضاء المرشحة لانتشار الداء: الرئتان والكبد والعظام.

ما الفارق ما بين سرطان بطانة الرحم منخفض الخطر وسرطان بطانة الرحم شديد الخطورة؟

لا تساعد عملية تحديد مرحلة السرطان بدقة الأطباء على رسم الخطة المثلى للعلاج فحسب بل تتيح لهم كذلك أن يقرروا ما إن كان سرطان بطانة الرحم الذي تعاني منه المريضة شديد الخطورة أو منخفضَ الخطورة.

بهذا الصدد، عادةً ما يَعدُّ الأطباء الأورام المُصنفة بـ T1 أو T2 سرطانات منخفضة الخطورة. ذلك أن هذا الصنف من الأورام نادرًا ما ينتشر إلى أعضاء أخرى. أما الأورام المُصنّفة بـT3 أو أعلى فغالبًا ما يعدّها الأطباء شديدة الخطورة. من الأمثلة على سرطانات بطانة الرحم شديدة الخطورة: السرطان الحُلَيمي المصليّ الرحمي (uterine papillary serous)، وسرطان الخلايا الصافية (clear cell carcinoma)، وسرطان الكارسينوساركوما (carcinosarcoma). أما لماذا تعدّ هذه الأنواع من السرطانات أورامًا شديدة الخطورة فذلك لأن احتمالية انتشارها في الأعضاء الأخرى من الجسد عالية جدًا.

وهذه الأنواع من السرطانات شديدة الخطورة صعبةُ العلاج وغالبًا ما تكون توقعات الأطباء المستقبلية بشأنها غير مُبشرّة. من ناحية أخرى، تُعدّ السرطانات المُتكررة (التي تعود بعد القضاء عليها) صعبة العلاج أيضًا. بهذا الصدد يُعرّف الأطباء السرطان المتكرر على أنه ذلك النوع من السرطان الذي يعاود الظهور بعد تلقيّ المريضة العلاج الأوليّ.

ماذا بعد تحديد المرحلة التي فيها سرطان بطانة الرحم؟

بعد تحديد المرحلة التي فيها سرطان بطانة الرحم، يستعين الأطباء بالنتائج التي أسفرت عنها الفحوصات والتشخيصات، في عملية اختيار الأسلوب الأمثل لعلاج الحالة. وفيما يلي إليك الأساليب الأكثر شيوعًا في الطبّ الحالي لعلاج سرطان بطانة الرحم: 

  • إجراء عملية جراحية وغالبًا ما تتضمن إجراء عملية استئصالي كليّ أو جذريّ للرحم وعملية استئصال للمبايض. يرجى التنبه إلى أن هناك فرقًا بين استئصال الرحم الكليّ واستئصال الرحم الجذري، إذ ينطوي الأول على إزالة الرحم وعنق الرحم؛ في حين ينطوي الأخير (الذي غالبًا ما يُلجأ إليه في حالات السرطانات الخطيرة التي تكون في المرحلة الثالثة والرابعة) على إزالة المهبل أيضًا. من ناحية أخرى تنطوي عملية استئصال المبايض على إزالة المبايض وقناتَي فالوب. حريّ بالذكر أن هذه العملية (أي عملية استئصال المبايض) قد تشمل أيضًا إزالة العقد اللمفاوية الموجودة داخل الحوض. 
  • العلاج بالأشعة هناك نمطان لهذا النوع من العلاج هما: 1) نمط داخليّ، حيث تتضمن العملية إدخال مادة مشعة إلى مكان الورم بواسطة الإبر أو أنابيب القسطرة أو الأسلاك؛ أو 2) نمط خارجيّ، حيث يُوجّه الإشعاع نحو الورم من مصدرٍ خارج جسد المريض. 
  • العلاج الكيميائي بالنسبة لهذا الأسلوب من العلاج: تتغير أنواع الأدوية حسب المرحلة التي فيها السرطان. 

حريّ بالذكر أيضًا أن سرطانات بطانة الرحم من المرحلة الثالثة أو الرابعة تُداوى كذلك بالعلاج الهرموني أو العلاج المُستهدف. ذلك أنه عندما يُحدد الطبيب أن السرطان يستجيب للهرمونات، يوصي بالعلاج الهرموني كوسيلة تكبح النشاط الهرموني في جسد المريض مما يحدّ بقوّة نمو الخلايا السرطانية. أما العلاجُ المُستهدِف (المُوجّه) فهو مصمم خصيصًا لمكافحة الخلايا السرطانية وحسب، إذ يعمل على كبح نموها وانقسامها، في حين لا يمسّ بسوءٍ الخلايا السليمة المجاورة. حريّ بالذكر أن هذين النوعين من العلاج يعدّان مُثبطات لإنزيم هدف الثدييات من راباميسين (mTOR)، وأجسامًا مُضادة وحيدة النسيلة.

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم. 

المصدر: 

Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share