سمية المعادن الثقيلة. لماذا يجب أن ننتبه منها؟

نحن بحاجة إلى المعادن. فهي ضرورية لصحّة الجسم. لكن يُمكن أن يُؤدّي التعرّض المزمن لبعض المعادن إلى مشاكل صحية خطيرة وهو يشكّل عامل خطر للأمّ والطفل أثناء الحمل.

ما هي المعادن الثقيلة لدى الإنسان؟

تُعتبر الكميات الصغيرة من بعض المعادن ضرورية للوظائف البيولوجية الطبيعية للإنسان. وتشمل المعادن المهمة لصحتنا الكالسيوم والكروم والنحاس والحديد والمغنيسيوم والمنغنيز والموليبدينوم والصوديوم والزنك. إنَّ حاجتنا إلى بعض هذه المعادن صغيرة جداً فإذا كنت تتبعين نظاماً غذائياً متوازناً، سيحصل عليها جسمك من دون أن تدركي ذلك.

لكن يمكن أن تكون بعض المعادن ضارة في حال تراكمتْ في جسمك. إذا كانت أنسجة جسمك تمتص الكثير من الزئبق والرصاص والألمنيوم والكادميوم والزرنيخ والنيكل على فترة زمنية محددة، فقد يُؤدّي ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة.

من هم الأشخاص المعرّضون للمعادن الثقيلة؟

نتعرّض جميعاً، عن غير قصد في كثير من الأحيان، للمعادن الثقيلة بشكلٍ يومي. تتواجد المعادن في تلوّث الهواء والماء والتربة والأطعمة البحرية الملوثة والمبيدات الحشرية والأدوية وبعض مستحضرات التجميل وصبغات الشعر والطلاء على بعض حاويات الطعام والتعرّض للنفايات الملوثة والدهانات التي تحتوي على الرصاص وأنابيب المياه القديمة التي تحتوي على الرصاص.

يتعرّض الأشخاص الذين يمارسون مهن معينة لتركيزات أعلى من المعادن، بما في ذلك مهن الزراعة والطبّ والتعدين والصناعة والبناء.

قومي بحجز فحص دمّ في المنزل مع شركة نبتة لمعرفة ما إذا كانت لديك مستويات عالية من المعادن الثقيلة بشكلٍ سريع.

كيف تدخل المعادن الثقيلة إلى أجسامنا؟

وفقاً لنصيحة المعهد الوطني للصحّة وجودة الرعاية للأطبّاء، قد تدخل المعادن إلى الجسم عن طريق البلع والاستنشاق والامتصاص من خلال الجلد أو الأغشية المخاطية.

يتم تخزينها في أنسجتنا الرخوة وبمجرّد امتصاص المعادن يمكن أن تحل مكان المعادن الأساسية وترتبط بالبروتينات، “مما يؤدي إلى ضعف النشاط الأنزيمي ويؤدّي إلى تلف العديد من الأعضاء في كلّ أنحاء الجسم.” 

تشمل الآثار الصحية للتعرّض المزمن طويل الأمد للمعادن الثقيلة: فقدان معادن العظام، وضعف الجهاز الهضمي، وتدهور البصر، وترقق الشعر، والإرهاق، والارتباك، وفقدان الذاكرة.

يمكن أن تشكّل المعادن الثقيلة خطراً على الأمّ والطفل أثناء الحمل

بحسب مراجعة نُشرتْ في مجلة جمعية الشرق الأوسط للخصوبة Middle East Fertility Society Journal، يمكن أن تُؤثّر السموم البيئية وامتصاص المعادن المزمن على نمو الطفل أثناء الحمل. ويمكن أن يعبر الزئبق والرصاص والكادميوم حاجز المشيمة ليتراكموا في أنسجة الجنين. ترتبط المعدّلات المرتفعة للولادة المبكرة والإجهاض وولادة جنين ميت بالتعرّض للزئبق والزرنيخ والرصاص والكروم والكادميوم.

أعلنتْ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC في الولايات المتحدة أنه يمكن أيضاً نقل المعادن الثقيلة إلى طفلك من خلال حليب الثدي.

كيف يمكنني تقليل تعرّضي للمعادن الثقيلة؟

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لا نعرف ما هو المستوى الآمن لمعظم المعادن الثقيلة. بالنسبة لمعظم الأشخاص، ستكون المخاطر منخفضة للغاية. إذا كنت تعملين في قطاع تتعرّضين فيه للمعادن بشكلٍ كبير، فستكونين على علم بالمخاطر ويجب بالتالي أن تحاولي التقليل من التعرّض للمعادن الثقيلة قدر الإمكان أو التخلّص منها بالكامل. قومي باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة وارتداء الأقنعة والملابس الواقية PPE وإذا أمكن الأمر، قومي بتغيير ملابس العمل الخاصة بك قبل دخول منزلك.

ويجب علينا جميعاً أن نكون على علم ببيئتنا اليومية. يجب أن تأخذي بعين الاعتبار التعرّض للهواء والماء الملوثين. اقرأي الملصقات على المنتجات الغذائية ومستحضرات التجميل والدهانات والألعاب. ارتدي قناعاً أثناء إعادة ترميم منزلك. على الرغم من أنَّ مستويات السموم التي يمتصها جسمك قد لا تصل إلى مستويات سمية المعادن الثقيلة، إلا أنَّ التعرّض المستمر للمعادن يمكن أن يؤثّر على صحّتك.

إذا كنت قلقة بشأن سمية المعادن الثقيلة، أو تعتقدين أنك قد تعانين من تعرّض مزمن للمعادن الثقيلة، فيجب أن تتحدّثي إلى طبيبك الذي سيجري الفحوصات اللازمة ويقدّم لك المشورة بشأن خيارات العلاج والتخلّص من السموم. 

يمكن أن تكشف فحوصات الدمّ عن التعرّض الحالي للمعادن الثقيلة والذي سيبقى في دمّ الشخص لمدّة تصل إلى 90 يوماً. وتشمل الفحوصات الأخرى الشعر والبول وعمليات إزالة معدن ثقيل. ونجد أيضاً بعض الأطعمة التي تساعد على التخلّص من سموم المعادن الثقيلة ونذكر منها: الألياف الغذائية مثل النخالة والبروكلي والكلوريلا والكزبرة والثوم.

يحدث التسمم الحاد بالمعادن الثقيلة عندما يتعرّض الشخص لكمية كبيرة من المعادن دفعة واحدة. في هذه الحالة، يجب عليك طلب المشورة الطبية على الفور. 

المصدر:

التسمم بالمعادن الثقيلة، معلومات للمريض، https://patient.info/doctor/heavy-metal-poisoning

إزالة معدن ثقيل: تعزيز وتحسين إزالة السموم من المعادن الثقيلة – مراجعة، مجلة Scientific World، مارغريت إي سيرز، 18 أبريل 2013.

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3654245/

الصحّة الإنجابية ومكان العمل، مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها

https://www.cdc.gov/niosh/topics/repro/heavymetals.html

المعادن الثقيلة في حالات الإجهاض وولادة جنين ميت في الدول النامية، جمعية الشرق الأوسط للخصوبة، Amadi et al، يونيو 2017،

https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1110569017300377

Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share