هل  يُساعد الفحم الفعال في خسارة الوزن؟

الفحم الفعال هو مسحوق أسود ناعم مصنوع من مواد طبيعية تَحتَوي على الكربون مثل قشور جوز الهند والخث (فحم المُستَنقعات) والخشب والفحم. يَتم تَفعيل الفحم عبر تَسخينه إلى درجات عالية من الحرارة ثم حَقنه بالبخار ممّا يَزيد من مساحة السطح ويَجعله أكثر مسامية. تُساعد الطبيعة المسامية للفحم الفعال على حَجز السموم والمواد الكيميائية الموجودة في القناة الهضمية، ممّا يَمنَع الجسم من امتصاصها. وبما أنّه لا يُمكِن امتصاص الفحم الفعال في الجسم، يتم التخلّص منه ومن أيّ سموم مُحتَجَزة فيه عن طريق البراز.

أدّت خصائص إزالة السموم هذه إلى أن يُصبِح الفحم الفعال أكثر المُطَهّرات المعَوِيّة استخداماً. وبالتالي، فإنّ الاستخدام الأكثر شيوعاً للفحم الفعال هو كترياق مُضاد للسموم وعلاج في حال تناول جرعة زائدة من الأدوية. لسوء الحظ، فإنّ مَجال فعاليته قليل ويتطلّب تناول الفحم الفعال في أسرع وقت مُمكن بعد التسمّم أو تناول الجرعة الزائدة (في غضون 30 دقيقة من التسمم).

لقد تمّ استخدام الفحم الفعال منذ أكثر من 150 عاماً، إلّا أنّه زادَت شعبيّته في السنوات الأخيرة، وهو عنصر أساسي في خُطَط فقدان الوزن المُعتَمَدة من المشاهير وبرامج إزالة السموم. إذاً، هل هناك ميزة لاستخدامه؟ هل يُمكن أن يُساعد على خسارة الوزن، أم أنّ ذلك مُجَرّد بدعة؟

ماذا يَفعَل الفحم الفعال؟
يتم الإدعاء أنَ الفحم الفعال يستطيع أن:

  • يُحَسّن وظائف الكلى.
  • يُقَلّل من مستويات الكوليسترول في الدم.
  • يُقَلّل من الغازات المعَوِيّة.
  • يُبَيّض الأسنان.
  • يُخَفّف من الصداع الناتج عن تناول الكحول.

لقد تَبَيّنَ أنّ الفحم الفعال يُفيد بعض المرضى الذين يُعانون من مَرَض مزمن في الكلية. حيث يُساعد على تقليل الفضلات (السموم المُشتقة من اليوريا) والتي تَحتاج إلى تصفية عبر الكلية .

لسوء الحظ، فإنّ مُعظم الأبحاث المُتَعلّقة بتأثير الفحم الفعال على مستويات الكوليسترول تَعود إلى الثمانينيات. تُشير هذه الدراسات إلى أنّ تناول 24 غ من الفحم الفعال لمدّة 4 أسابيع يُمكِن أن يُخفض مستويات الكوليسترول LDL “الضار” بنسبة تَصِل إلى 40%، ويَزيد مُستَويات الكوليسترول HDL “الجيد” بنسبة 8%. كما وَجَدَت دِراسة أُخرى أنّ نسبة الكوليسترول LDL إلى كولسترول HDLزادَت من 0.13 إلى 0.23 خلال فترة 3 أسابيع. إلّا أنّ عَدَد المُشاركين كان قليلاً وكان هناك ضعف في القُدرة على التحقّق من صِحّة هذه البيانات لاحقاً.

أفادَت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA) أنّ تَناول 1 غ على الأقل من الفحم الفعال قبل 30 دقيقة من تناول الوجبة ومَرّة ​​أخرى بعد الأكل “يُساهِم في الحدّ من التراكم المُفرِط للغازات المعَويّة“. إلّا أنّه لم يتم العثور على أدلّة قاطعة على أنّه يُقَلّل من الانتفاخ.

تكون الدلائل المُؤَيّدة لاستخدام الفحم الفعال كمُنتَج لتبييض الأسنان على شكل قصص شخصية غالباً، حيث يَدّعي المؤيّدون أنّه يَحتَجِز ويَمتصّ الجزيئات التي من شأنها تَوسيخ الأسنان. تَدّعي 96% من معاجين الأسنان المُتاحة تجارياً والتي تَحتَوي على الفحم الفعال أنّها تُبَيّض الأسنان، إلّا أنّ الأدلّة العلمية على ذلك مَحدودة. وَجَدَت إحدى الدراسات أنّ الاستخدام المُتَواصل لمَعجون الأسنان الذي يحتوي على الفحم  يُؤَدّي إلى تَبييض فعال، إلّا أنّ مُكَوّنات التبييض الأخرى كان أداؤها أفضل.

يَعمَل الفحم الفعال بِشَكل جيد لمكافحة بعض السموم والأدوية بما فيها الباراسيتامول، إلّا أنّ تأثيره بعد التسمّم بالكحول يكون ضعيفاً. وبالتالي، لا يوجد أي دليل على أنّه يُمكِن أن يُخَفّف الانزعاج الناجم عن الإفراط في تناول الكحول ولكنّه يُخَفّف قليلاً الصداع الناتج عن الكحول.

الخلاصة
طبياً، انخَفَضَ استخدام الفحم الفعال في السنوات الأخيرة رغم أنّه لا يزال من المُمكن أن يَعمَل بشكل جيد إذا تمّ تناوله بسرعة بعد جرعة زائدة من بعض الأدوية. كما أنّ للفحم الفعال بعض الآثار الجانبية الشديدة إضافةً إلى أنّه يُمكِن أن يُسَبّب الإمساك خروج براز أسود اللون. إحدى المشكلات الرئيسة لتناول الفحم الفعال أنّه يُمكِن أن يَتَداخل مع امتصاص بعض الأدوية، لذلك، إذا كنتِ تُفَكّرين في تناوله ولكنّك تتناولين أدوية مُعيّنة بانتظام, يَجِب عليك استشارة الطبيب أولاً. إنّ الكثير من الفوائد المُفتَرَضة للفحم الفعال لا تَدعمها دراسات علمية مُحَدّدة، أما في الحالات المُثبتة بدليل فغالباً ما يكون الدليل ضعيفاً وغير مثبتاً.

لا توجد فائدة صحية لتناول الفحم الفعال من أجل فقدان الوزن بل يُمكِن أن يكون ضاراً إذا أعاق امتصاص الفيتامينات والمعادن الأخرى في الجسم.

المصدر:

  • Albertson, T E, et al. “Gastrointestinal Decontamination in the Acutely Poisoned Patient.” International Journal of Emergency Medicine, vol. 4, 2011, p. 65., doi:10.1186/1865-1380-4-65.
  • Juurlink, D N. “Activated Charcoal for Acute Overdose: a Reappraisal.” British Journal of Clinical Pharmacology, vol. 81, no. 3, Mar. 2016, doi:10.1111/bcp.12793.
  • Kuusisto, P, et al. “Effect of Activated Charcoal on Hypercholesterolaemia.” The Lancet, vol. 2, no. 8503, 16 Aug. 1986, pp. 366–367., doi:10.1016/s0140-6736(86)90054-1.
  • Neuvonen, P J, et al. “Activated Charcoal in the Treatment of Hypercholesterolaemia: Dose-Response Relationships and Comparison with Cholestyramine.” European Journal of Clinical Pharmacology, vol. 37, no. 3, 1989, pp. 225–230.
  • Petre, A. “What Is Activated Charcoal Good For? Benefits and Uses.” Healthline, 29 June 2017, www.healthline.com/nutrition/activated-charcoal.
  • EFSA. “Scientific Opinion on the Substantiation of Health Claims Related to Activated Charcoal and Reduction of Excessive Intestinal Gas Accumulation (ID 1938) and Reduction of Bloating (ID 1938) Pursuant to Article 13(1) of Regulation (EC) No 1924/2006.” European Food Safety Journal, vol. 9, no. 4, 2011, p. 2049., efsa.onlinelibrary.wiley.com/doi/pdf/10.2903/j.efsa.2011.2049.
  • Vaz, V T P, et al. “Whitening Toothpaste Containing Activated Charcoal, Blue Covarine, Hydrogen Peroxide or Microbeads: Which One Is the Most Effective?” Journal of Applied Oral Science, vol. 27, 14 Jan. 2019, p. e20180051., doi:10.1590/1678-7757-2018-0051.
Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share