إتباع التدليك لتصحيح وضعية الأطفال الخاطئة داخل رحم الأم

Pregnancy massage

يتحرّك الطفل أثناء الحمل في الرحم, ويُعتَبر الشعور بحركات مُنتَظمة علامة على صحة الحمل. عندما يَصل الحمل إلى نهايته. يَتوضّع الطفل بشكل طبيعي في وَضعية رأسية؛ أي يتّجه رأسه نحو الأسفل وذقنه مدسوس ويواجه ظهر الأم. هذا هو الوضع الأمثل للولادة. إلّا أنّ وضعية الأطفال لا تكون كذلك دائماً، فبحلول الأسابيع 36-37 من الحمل يكون 3-4% من الأطفال في وضعية مقلوبة؛ أي يتّجه رأسهم نحو الأعلى ومُؤخّرتهم أو أقدامهم باتجاه المهبل. تكون الولادة المهبلية في بعض هذه الحالات مُمكنة إلّا أنّها تحمل مخاطر أكثر من الولادة المهبلية بوضعية طبيعية للطفل. لهذا السبب، فإنّ العديد من النساء اللواتي يَكتشفن أنّ أطفالهنّ متوضعين بوضعية مقلوبة يُفضّلن إجراء عملية قيصرية إذ تُعتَبر أكثر أماناً للطفل من الولادة المهبلية في هذه الحالة ولكنّها أكثر خطورة من الولادة المهبلية الطبيعية.

إلّا أنّه هناك بديل عن العملية القيصرية للنساء اللاتي يَجدن أنفسهنّ في هذه الحالة. عملية التحويل الخارجي للرأس (ECV) وهي عبارة عن مناورة يتمّ خلالها الضغط برفق على بطن الأم لنقل الطفل إلى الوضعية الصحيحة. تمّ وصف هذه التقنية لأوّل مرة في القرن السابع عشر، إلّا أنّه بدأ استخدامها على نطاق واسع في نهاية القرن العشرين، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى المخاوف بشأن سلامتها. فقد ازاداد الاهتمام بهذه التقنية كبديل فعال للعملية القيصرية مع ظهور أنظمة أكثر تطوّراً لمراقبة الجنين واستخدام الأدوية مثل مُخدّر tocolysis الذي يمنع تقلص الرحم ويُرخيه.

تتطلّب عملية التحويل الخارجي للرأس ECV طبيب أو قابلة مُدرّبة لضمان إجراء العملية بأمان. تُستَخدم الموجات فوق الصوتية لتأكيد المَوضع الدقيق للطفل وتُعطى الأدوية لإرخاء الرحم. بمجرّد تحديد الموضع الدقيق, يضغط الطبيب بشدّة على مُؤخّرة الطفل لإخراجها من الحوض وإزاحتها بشكل جانبي ثم يَستمرّ بالضغط في وقت واحد على مُؤخّرة الطفل ورأسه حتى يتمّ تدويره للوضع الرأسي. عادةً ما تتمّ محاولة الدفع في الاتجاه الأمامي أولاً وإذا لم ينجح ذلك فسيحاول الطبيب دفع الطفل إلى الخلف. إذا تمّ تنفيذ هذا الإجراء في الأسابيع 36/37 فإنّ مُعدّل النجاح يبلغ حوالي 50%، كما أنّ فرصة نجاحه تكون أكبر عند تنفيذه على النساء اللاتي أنجبن مسبقاً من الأمهات الجدد اللاتي ينجبن لأول مرة. 3 و5% من الأطفال الذين تمّ تحويل مَوضعهم بنجاح باستخدام عملية تحويل الرأس الخارجي  ECV عادوا مرة أخرى إلى الوضعية المقلوبة قبل الولادة.

المُضاعفات نادرة. تَتضمّن المضاعفات البسيطة تغيّرات عابرة في مُعدّل ضربات القلب لدى الطفل وتَمزّق في الأغشية ونزيف خفيف، وتحدث هذه الأعراض عند أقل من 5% من الحالات. أما المضاعفات الكبيرة مثل موت الجنين وانفصال المشيمة وإجهاد الجنين الشديد وتدلّي الحبل السري فتَحدُث عند أقل من 0.5% من الحالات. يُعتَبَر هذا الأمر أفضل عند مُقارنته بمُعدّل وفيّات الجنين والإصابة بالأمراض الخطيرة الذي يبلغ 5% للرضّع الذين هم في وضعية مقلوبة وتمّت ولادتهم عبر المهبل.

عملية التحويل الخارجبي للرأس ECV غير مناسبة لجميع النساء؛ فمثلاً لن يوصى بها للنساء اللاتي يُعانين من تشوّهات مشيمية أو اللاتي عانين من النزيف أو اللاتي سال سائل السلى لديهنّ. لن يتمّ تنفيذها أيضاً على النساء الحوامل بتوائم ثنائية أو ثلاثية. 

إذا لم يكن لديكِ عوامل خطر وكنتِ تُفضّلين الولادة عبر المهبل, قد يكون من الجدير مناقشة هذه التقنيةمع طبيبك. تتمثل الأولوية حقيقةً في إيجاد شخص خبير ومتمرس في هذه التقنية. 

المصدر:

  • Paul, C. “The Baby is for Turning: External Cephalic Version.” BJOG, vol. 124, no. 5, Apr. 2017, p. 773., doi:10.1111/1471-0528.14238.
  • Rodgers, R, et al. “Complications of External Cephalic Version: a Retrospective Analysis of 1121 Patients at a Tertiary Hospital in Sydney.” BJOG, vol. 124, no. 5, Apr. 2017, pp. 767–772., doi:10.1111/1471-0528.14169.
  • “Breech Baby at the End of Pregnancy.” Royal College of Obstetricians & Gynaecologists, July 2017, www.rcog.org.uk/globalassets/documents/patients/patient-information-leaflets/pregnancy/breech-baby-patient-information-leaflet.pdf.
Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share