8 أمور يجب معرفتها عن سكري الحمل

سكري الحمل (GDM) هو شَكل من أشكال مَرَض السكري الذي يَحدُث أثناء الحمل. تَتَراوح مُعَدّلات انتشاره بين 1% إلى 15% حسب النساء اللواتي شَمَلتهنّ الدراسة، إلّا أنّه من المُقلِق إظهار أحد التقارير احتمال إصابة أكثر من 20% من النساء القطريات بهذا المرض، ممّا يُسَلّط الضوء على مدى انتشار المشكلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تَستَمر مستويات السمنة وداء السكري من النوع 2 في الارتفاع. لحسن الحظ، فإنّ معرفة المزيد عن الحالة واعتماد تغييرات في نمط الحياة يمكن أنْ يُقَلّل من احتمال حدوث مضاعفات خطيرة.

فيما يلي ثمانية أمور يجب أن تعرفيها عن داء السكري الحملي:

1. يَحدُث مرض السكري عندما يكون لديكِ ارتفاع في نسبة السكر أو الجلوكوز في الدم.
في مرض السكري، لا يَستَطيع جسمكِ استخدام السكر والكربوهيدرات التي يَتَناولها كطعام لإنتاج الطاقة. نتيجةً لذلك، يَتراكم الجلوكوز الزائد ممّا يُسَبّب تلف الأوعية الدموية الصغيرة في جميع أنحاء الجسم. وتكون أكثر أجزاء الجسم عُرضة للخطر هي الكليتين والأطراف (اليدين والقدمين) والأعضاء الحساسة كالعينين.

2.  يَكون مؤشر كتلة الجسم أعلى من 25 عند أكثر من 70% من النساء المصابات بداء السكري الحمل  
تُعزى حوالي نصف حالات داء السكري الحملي فقط إلى السمنة قبل الحمل والنساء اللاتي يُعانين من السمنة المُفرِطة أكثر عُرضة ب8 مرات للإصابة بداء السكري الحملي من أولئك اللاتي يَكون مؤشر كتلة الجسم لديهنّ ضمن المُعَدّل الطبيعي. يَعتَبِر الكثيرون أنّ الوزن الزائد يُشَكّل عامل الخطر الأكثر أهمية في الإصابة بداء السكري الحملي. إذا لم يُعالج، فإنّ اجتماع داء السكري الحملي والسمنة له تأثير كبير على نتائج الحمل حيث يَزيد من احتمال حُدوث مُضاعفات أثناء الولادة وآثار ضارة لحديثي الولادة. تُعتَبَر السمنة أحد عوامل الخطر القابلة للتعديل، ممّا يعني أنّه مع الدعم المناسب والنظام الغذائي الصحي يُمكن تقليل آثارها الضارة. قد يَتَطلّب ذلك زيارة أخصائي تغذية مُعتَمَد لضمان استمرار حصولك على السعرات الحرارية والتغذية الكافية، خاصة وأنّ النظام الغذائي مُهم جداً قبل الحمل وأثناءه.

3. الانتماء العرقي هو أحد أقوى عوامل خطر الإصابة بداء السكري الحملي غير القابلة للتعديل 
يُعتَقَد أنّ خطر الإصابة بداء السكري الحملي أثناء الحمل يبلغ 10% تقريباً على مستوى العالم. إلّا أنّ هذه النسبة تَزداد عند بعض الشعوب المُعرَضين لمخاطر عالية. دَرَسَت أبحاث مُختَلِفة مَجموعات سكانية مختلفة بالتفصيل وَوَجَدَت أنّ المقارنة بين البلدان تشكل تحدياً بِسَبب الافتقار إلى معايير تشخيصية مقبولة عالمياً وأساليب الفحص. تم تقدير مُعَدّلات الانتشار في مختلف دول الشرق الأوسط وهي تتراوح بين 12.6% في الكويت إلى 20.6% في دولة الإمارات العربية المتحدة. يُعتقد أنّ مُعَدّل انتشار داء السكري الحملي بين الهنود الآسيويين يبلغ 19.3%، وهو الأعلى من بين المعدلات الخاصة بالسكان الآسيويين الآخرين. عادةً ما يكون مُعَدّل انتشار داء السكري الحملي في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا وأستراليا أقلّ، فمثلاً، يبلُغ خطر الإصابة بداء سكري الحمل 0.4-1.5% فقط لدى الإناث الحوامل من السويد.

4. وجود فرد من العائلة مصاب بداء السكري من النوع 2 يزيد من خطر إصابة المرأة بداء سكري الحمل
وجدت إحدى الأبحاث في قطر أنَ معدل انتشار سكري الحمل هو 16.3%. من بين هؤلاء النساء, احتوى تاريخ العائلة الإصابة بمرض السكري عند ما يزيد عن 30% من هؤلاء النساء. يُعزَى هذا الارتباط بشكل رئيسي إلى الجينات وعوامل تتعلق بنمط الحياة.
لقراءة بعض عوامل الخطر الأخرى للإصابة بداء السكري الحملي، انقري هنا.

5. تنجب الأمهات المصابات بسكري الحمل عادةً  أطفالاً بأوزان كبيرة
العملقة هو المصطلح الطبي للأطفال الذين يَتَراوح وزنهم بين 4 و 4.5 كيلوجرام عند الولادة، ويُشار إليهم أيضاً بعبارة “كبير بالنسبة لعمر الحمل”. يُعتَبَر الوزن الكبير عند الولادة نتيجة مسيطرة عند تعرّض الجنين داخل الرحم للإصابة بسكري الحمل. تَزيد العملقة من احتمال عُسر ولادة الكتف من الجنين (تعلق الكتف) وإصابة المواليد أثناء الولادة. في بعض الأحيان، يَتِمّ التدخل عبر التحريض والولادة القيصرية للحدّ من خطر الإصابة بالعملقة. يَتَعرّض المواليد الذين يَزداد وزنهم عن 4.5 كيلوجرام بشكل كبير لخطر الوفاة إمّا قَبل موعد الولادة بقليل أو وهم رُضّع.

6. يَزداد خطر إصابة النساء المصابات بسكري الحمل بِتَسمّم الحمل ومضاعفات الحمل الأخرى.
بَعدَ تشخيص داء السكري الحملي، سَيُراقب طبيبك ارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول لديكِ عن كثب، حيث يُمكِن أن تَكون هذه علامات تحذير مُبْكِرة على تَسَمّم الحمل. فهو حالة يُمكِن أنْ تُهَدّد الحياة وتسَبّب النمو عند طفلك وتُعَرّضكِ لخطر المعاناة من نوبات الصرع أو حتى السكتة الدماغية. نتيجةً لذلك، إذا كنتِ تعتقدين أنك قد تكوني مصابة  بتَسَمّم الحمل، فيجب أنْ تَطلُبي المساعدة الطبية على الفور ليتم مراقبتكِ عن كثب خلال الفترة المُتَبقّية من الحمل. تَتَضمّن مضاعفات الحمل الأخرى مَوَه السلى  الذي يَحدُث عندما يكون هناك فائض في السائل الأمنيوسي وحدوث الولادة مُبْكراً (إما مع التخطيط أو تلقائياً).

7. تشخيص داء السكري الحمل يزيد من خطر إصابتك بمرض السكري من النوع 2 بعد الحمل.
يُعتَقَد أنّ النساء المصابات بسكري الحملي يَزداد احتمال إصابتهنّ بمرض السكري من النوع 2 خلال العَقد القادم بنسبة 7 مرات أكثر مُقارنةً بالنساء اللاتي مَرَرن بتجربة حمل صحي. يُرَجّح أنّ السبب الرئيس لهذا هو السمنة لمدة طويلة من الزمن إذ يكون مؤشر كتلة الجسم غير صحي (> 25) لدى  أكثر من 70% من  المصابات بسكري الحمل، ويتم تَصنيفهنّ على أنّهنّ يُعانين من زيادة الوزن أو السمنة أو السمنة المفرطة. ما لم يفعلوا شيئاً بشأن وزنهنّ الزائد، فمن المُحتَمَل أن يَظلّوا يُعانين من زيادة الوزن بعد الولادة. يُقدّر أنّ الأشخاص الذين يُعانون من السمنة المفرطة تَزيد لديهم احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 80 مرة عن أولئك الذين لديهم مُؤشر كتلة الجسم في المعدل الطبيعي.
داء السكري من النوع 2 هو حالة مُزمِنة تَتَطلّب مراقبة دقيقة وتَعديل في النظام الغذائي وإمكانية تناول الدواء مدى الحياة (الأنسولين).
يُمكِن تقليل الخطر عن طريق اتخاذ الخيارات الصحيحة قبل الحمل وأثناءه وبعده. تَناولي الكثير من الخضروات والحبوب الكاملة والفواكه الطازجة التي لا تحتوي على نسبة عالية من السكر كالتوت والجريب فروت. بينما تَجَنّبي الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر (المشروبات الغازية وعصير الفاكهة والبسكويت ومعظم الحلويات) لمنع زيادة الوزن بشكل مفرط أثناء الحمل. كذلك, قد يُساعد القيام بتمارين رياضية في الحفاظ على مستويات الجلوكوز لديكِ تَحتَ السيطرة. إلّا أنّه إذا لم تكوني مُعتادة على النشاط البدني، استشيري طبيبكِ قبل البدء بأيّ نظام لرياضي.

8. يُمكن أن يكون لتشخيص سكري الحمل آثار طويلة الأمد على صحة طفلك
يَتَعرّض الأطفال الذين يولدون من أمّهات مصابات بسكري الحمل إلى خطر زيادة الوزن أو السمنة أثناء الطفولة أو المراهقة. كما يَتَزايد خطر مُعاناتهم من ارتفاع ضغط الدم وضعف تَحمّل الجلوكوز، الأمر الذي يُعَزّز بدوره احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. حتى أنّ آخر الدراسات طرحت  أنّ التغييرات داخل بيئة الرحم يمكن أن تُؤدّي إلى تعديلات جينية، ممّا قد يُؤثّر على طفلك والنسل الخاص به والأجيال المستقبلية.

خُلاصة ما سبق هي أنّه إذا لم يتم علاج سكري الحمل فإنّه يُمكِن أن يُؤثّر على صحتك وصحة طفلك. بالنسبة إلى 50% من النساء المصابات بسكري الحمل نتيجة زيادة الوزن، فإنّ اتباع نظام غذائي صحي ومُتَوازن ومُمارسة التمارين الرياضية بانتظام قد يكون كافياً لخفض مؤشر كتلة الجسم إلى المُعَدّل الطبيعي. سيُؤدّي ذلك إلى تَحسين صحتهنّ بشكل عام والسيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم لديهنّ  وتقليل احتمال حدوث مضاعفات خطيرة. في حال كانت تَعديلات نمط الحياة غير كافية للسيطرة على مستويات سكر الدم، فقد يَصِف الطبيب دواء ما أو الأنسولين لخفض خطر حدوث مضاعفات ذات علاقة بسكري الحمل تُؤثّر عليكِ أو على طفلك الذي لم يولد بعد.

المصدر:

  • Bellamy, L, et al. “Type 2 Diabetes Mellitus after Gestational Diabetes: a Systematic Review and Meta-Analysis.” The Lancet, vol. 373, no. 9677, 23 May 2009, pp. 1773–1779., doi:10.1016/S0140-6736(09)60731-5.
  • Bener, A, et al. “Prevalence of Gestational Diabetes and Associated Maternal and Neonatal Complications in a Fast-Developing Community: Global Comparisons.” International Journal of Women’s Health, vol. 3, 2011, pp. 367–373., doi:10.2147/IJWH.S26094.
  • “Diabetes and Obesity.” Diabetes.co.uk, www.diabetes.co.uk/diabetes-and-obesity.html.
  • “Diabetes in Qatar.” Middle East Forum on Qulity and Safety in Healthcare 2017, www.hamad.qa/EN/All-Events/mefqsh2017/presentations/Documents/Sunday/D6E6_Diabetes.pdf.
  • Fadl, H E, et al. “Maternal and Neonatal Outcomes and Time Trends of Gestational Diabetes Mellitus in Sweden from 1991 to 2003.” Diabetic Medicine, vol. 27, no. 4, Apr. 2010, pp. 436–441., doi:10.1111/j.1464-5491.2010.02978.x.
  • Groof, Z, et al. “Prevalence, Risk Factors, and Fetomaternal Outcomes of Gestational Diabetes Mellitus in Kuwait: A Cross-Sectional Study.” Journal of Diabetes Research, vol. 2019, no. 9136250, 3 Mar. 2019, doi:10.1155/2019/9136250.
  • Mitanchez, D, et al. “Infants Born to Mothers with Gestational Diabetes Mellitus: Mild Neonatal Effects, a Long-Term Threat to Global Health.” The Journal of Pediatrics, vol. 164, no. 3, Mar. 2014, pp. 445–450., doi:10.1016/j.jpeds.2013.10.076.
  • Moosazadeh, M, et al. “Family History of Diabetes and the Risk of Gestational Diabetes Mellitus in Iran: A Systematic Review and Meta-Analysis.” Diabetes & Metabolic Syndrome, vol. 11, no. Suppl. 1, Nov. 2017, pp. S99–S104., doi:10.1016/j.dsx.2016.12.016.
  • Pu, J, et al. “Racial/Ethnic Differences in Gestational Diabetes Prevalence and Contribution of Common Risk Factors.” Paediatric and Perinatal Epidemiology, vol. 29, no. 5, Sept. 2015, pp. 436–443., doi:10.1111/ppe.12209.
  • Schwartz, N, et al. “The Prevalence of Gestational Diabetes Mellitus Recurrence–Effect of Ethnicity and Parity: a Metaanalysis.” American Journal of Obstetrics and Gynecology, vol. 213, no. 3, Sept. 2015, pp. 310–317., doi:10.1016/j.ajog.2015.03.011.
  • Yuen, L, and V W Wong. “Gestational Diabetes Mellitus: Challenges for Different Ethnic Groups.” World Journal of Diabetes, vol. 6, no. 8, 25 July 2015, pp. 1024–1032., doi:10.4239/wjd.v6.i8.1024.

برعاية Bundoo® 

Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share