عوامل خطر كوفيد-19 – أمراض الرئة المزمنة
ثمّة بعض العوامل التي ترفع من خطر إصابة فئة مُحددة من الأشخاص بأمراض شديدة في حال تعرّضوا لفيروس سارس-كوف-2. انقري هنا للحصول على لمحة عامة عن هذا الموضوع.
وتكون العلاقة القائمة بين الأمراض غير المُعدية وأعراض كوفيد-19 الأكثر شدّة هي نفسها في كل دول العالم؛ إذ يكون الأشخاص الذين يُعانون من أمراض غير مُعدية أكثر عرضة للإصابة بمُضاعفات شديدة بعد انتقال فيروس سارس-كوف-2 إليهم.
ومن بين الأمراض غير المُعدية الأكثر شيوعاً، نذكر: داء السكّري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة المزمنة وأمراض الكلى المزمنة وأمراض الكبد المزمنة والسرطان.
يتناول هذا المقال أمراض الرئة المزمنة.
ما هي أمراض الرئة المزمنة؟
تشمل أمراض الرئة المزمنة الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن والتليّف الكيسي. وقد تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفّسي مثل كوفيد-19 كما يُمكن أن ترفع أيضاً من خطر تعرّضهم لمشاكل صحيّة شديدة عند إصابتهم بالعدوى.
لماذا تكون الرئة مُعرّضة لضرر؟
إنَّ المشاكل الصحية طويلة الأمد التي تُؤدّي إلى التهابات مُتكررة في الرئتين مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن والتليّف الكيسي تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفّسي. ويعود سبب ذلك إلى:
- تضرر أنسجة الرئة. تحتوي الرئتان على كريات دم بيضاء مُتخصصة في المساعدة على حماية الرئتين من مُسببات الأمراض والسموم المُستنشقة في الحالات الطبيعية. ولكن، يُمكن أن تُؤدّي ضعف الرئتان إمّا بسبب الالتهابات المستمرة أو بسبب عمل ظهارة بطريقة غير طبيعية إلى إنهاك الجهاز المناعي لدى الشخص. وبالتالي، قد يُسبّب الجهاز المناعي الضعيف وأنسجة الرئة المتضررة آثاراً خطيرة. فعلى سبيل المثال، قد يُصبح الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- أدوية. قد تتطلب السيطرة على التهابات الرئة لدى الأشخاص الذين يُعانون من الربو المزمن أو الحاد تناول الأدوية المثبطة للمناعة مثل الستيرويد. ولكن، يُمكن أن تُخفّض هذه الأدوية الاستجابة المناعية وتجعل الأشخاص الذين يتناولونها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. ولكن على الرغم من ذلك، يُنصح في الوقت الحالي بالاستمرار في تناول الأدوية الموصوفة طبياً، إذ تُؤدّي الأمراض غير المضبوطة جيداً إلى زيادة خطر التعرّض لمُضاعفات شديدة عند الإصابة بعدوى سارس-كوف-2.
التليّف الكيسي
يُعاني الأشخاص المُصابون بالتليّف الكيسي من اختلال في الجينات يُؤثّر على مستويات الملح في الخلايا لديهم. ويُؤدّي هذا الفائض في الملح إلى اختلال توازن الماء الذي يُمكن أن يُسبّب بدوره انسداد أوعية دموية مهمّة مثل الرئتين والجهاز الهضمي. ويُلحِقُ ذلك ضرراً بالرئتين عبر عرقلة تدفّق الهواء داخل وخارج الرئتين وزيادة التعرّض لضيق في التنفّس ورفع خطر الإصابة بمزيد من المُضاعفات المرتبطة بالرئة. وبما أنَّ كوفيد-19 هو في الأساس مرض من أمراض الجهاز التنفّسي، فإنَّ عدم توفّر آليات الحماية الضرورية داخل الرئتين يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفّسي الشديدة في حال أُصيب بسارس-كوف-2.
مرض الانسداد الرئوي المزمن
تكون نسبة الأشخاص المُصابين بكوفيد-19 ومرض الانسداد الرئوي المزمن أدنى من نسبة المُصابين بأمراض أخرى (مثل فرط ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية)؛ وذلك لأنَّ العديد من الأشخاص المُصابين بأمراض الرئة المزمنة يتبّعون الخطوات اللازمة لخفض خطر إصابتهم بالعدوى. ولكن، يُواجه المُصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن الذين تمَّ تشخيصهم بفيروس كوفيد-19 خطراً أكبر للإصابة بأعراض شديدة. وما زالت الدراسات جارية لمعرفة السبب وراء ذلك ولكن ثمة تفسير يُرَجّح أن يكون لدى المُصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن كميات أكبر من مُستقبلات ACE2. إنَ مُستقبل ACE2 هو الإنزيم الذي يستخدمه سارس-كوف-2 لدخول خلايا الجسم وبالتالي، قد تُؤدّي زيادة التعبير عن هذه المُستقبلات إلى ارتفاع قدرة الفيروس على دخول خلايا الجسم. ولكن، ما زال هناك حاجة للقيام بمزيد من الأبحاث حول العلاقة القائمة بين التعبير عن مُستقبلات ACE2 وشدة فيروس كوفيد-19 وتشخيصه.
التليّف الرئوي
ويُعرف أيضاً باسم داء الرئة الخلالي. ويكون الأشخاص المُصابون به أكثر عرضة لأمراض شديدة. ولكن، يُمكن أن يكون التليّف الرئوي مُؤشّراً دائماً على فيروس سارس-كوف-2 خاصة لدى المرضى الذين يُعانون من أعراض شديدة مثل التهابات مزمنة وضيق التنفّس الحاد. ويُمكن أن تُشكّل بقايا التليّف الرئوي عبئاً كبيراً على الأشخاص الذين تعافوا من فيروس كوفيد-19.
الربو
على الرغم من أنَّ فيروسات الجهاز التنفّسي تُؤدّي عادة إلى تفاقم الربو ولكن لا يكون جميع مرضى الربو مُعرّضين بنفس القدر. ولا توجد أدلة واضحة تُؤكّد أنَّ مرضى الربو هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس سارس-كوف-2. كذلك، لا تعتبر مراكز مكافحة الأمراض أنَّ المُصابين بحالات الربو المُتوسّطة والشديدة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض أكثر خطورة بعد انتقال العدوى إليهم. ويُنصح مرضى الربو ببذل كل ما في وسعهم للسيطرة على هذا المرض لكي يتمكّنوا من خفض احتمال زيارة مركز الرعاية الصحية في الوقت الحالي. وهذا يشمل خفض التعرّض لعوامل أخرى يُمكن أن تُسبّب نوبة ربو، مثل مُسببات الحساسية وفيروسات أخرى، بهدف تحسين صحّة الرئتين بشكلٍ عام.
أعاني من أمراض مزمنة في الرئة، ماذا يجب أن أفعل؟
بما أنَّ كوفيد-19 هو عدوى في الجهاز التنفّسي، فليس غريباً أن تكوني أكثر عرضة للإصابة بمُضاعفات سارس-كوف-2 في حال كنتِ تُعانين من أمراض سابقة في الرئة. وإذا كنتِ تندرجين ضمن هذه الفئة الأكثر خطراً، فأفضل ما يُمكنكِ القيام به هو خفض فرص تعرّضك للفيروس. لذا، قومي باتباع التباعد الاجتماعي الصارم عندما يكون الفيروس في ذروته واستمري في تناول أدويتكِ وتأكّدي من أنّكِ في أفضل صحّة ممكنة. وإذا كنتِ مُدخّنة، يُوصى بشدّة بالإقلاع عن التدخين لكي تُعطي رئتيكِ فرصة أفضل للسيطرة على العدوى والتعافي منها.
عوامل خطر كوفيد-19 – مشاكل صحية كامنة: أمراض القلب والأوعية الدموية
عوامل خطر كوفيد-19 – مشاكل صحية كامنة: السرطان
المصدر:
- COVID-19: What You Should Know.” Respiratory Health Association, 26 May 2020, resphealth.org/covid-19-what-you-should-know/.
- “COVID-19 and Asthma: What Patients Need to Know: AAAAI.” The American Academy of Allergy, Asthma & Immunology, www.aaaai.org/conditions-and-treatments/library/asthma-library/covid-asthma.
- Deslée, G., et al. “Chronic Obstructive Pulmonary Disease and the COVID-19 Pandemic: Reciprocal Challenges.” Respiratory Medicine and Research, vol. 78, 2020, p. 100764., doi:10.1016/j.resmer.2020.100764.
- Morais-Almeida, Mário, et al. “COVID-19, Asthma, and Biological Therapies: What We Need to Know.” World Allergy Organization Journal, vol. 13, no. 5, 2020, p. 100126., doi:10.1016/j.waojou.2020.100126.
- “People Who Are at Higher Risk for Severe Illness.” Centers for Disease Control and Prevention, Centers for Disease Control and Prevention, 14 May 2020, www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/need-extra-precautions/groups-at-higher-risk.html.
- Spagnolo, Paolo, et al. “Pulmonary Fibrosis Secondary to COVID-19: a Call to Arms?” The Lancet Respiratory Medicine, S2213-2600(20)30222-8, 15 May 2020, doi:10.1016/s2213-2600(20)30222-8.