خمس طرق لمواجهة الوحدة مع السرطان

يُمكن أن يُؤثّر تشخيص السرطان وتَعَلّم كيفية التعايش معه بشكل كبير على الصحة النفسية للمريضة. حيث يَصِف المعهد الوطني للسرطان بعض المشاعر الأكثر شيوعاً التي قد يَشعر بها الشخص بعد تَشخيصه بالسرطان وهي تتضمن الرفض والغضب والخوف والقلق والتوتر والاكتئاب والشعور بالذنب والوحدة.

يُعَدّ الجزء الأساسي من تَقَبّل التشخيص هو قُبول أنّ هذه المشاعر طبيعية وقد تَتَقلّب أسبوعياً أو يومياً أو حتى كلّ ساعة.

لا يَملِك أحد الحقّ في إخبار أيّ شخص ما ينبغي عليه أن يَشعُر. إنّ التعقيد الذي يتصف به صحتنا النفسية والعاطفية تُشير إلى أنّه من غَير المُرَجّح أن يَشعُر شخصان بنفس الطريقة تجاه موقف ما. وبذلك، فإنّ إيجاد طرق للتعامل مع المشاعر السلبية أمر مهم للحفاظ على صحة جيدة والبقاء على قيد الحياة بشكل عام. أظهرت الدراسات أنّ تطوّر المرض يكون أسوأ عند مرضى السرطان الذين تَظهَر عليهم أعراض الاكتئاب. أمّا أولئك الذين اتخذوا خطوات فعالة لتحسين أعراض الاكتئاب, فقد زادت فترة بقائهم على قيد الحياة حتى أكثر من الضعف.

تَتَمثّل إحدى المشكلات الرئيسة للمشاعر السلبية في قُدرتها على التظاهر بأعراض جسدية. على سبيل المثال، قد يَجِد أولئك الذين يُعانون من قلق شديد صعوبة في الحفاظ على نظام غذائي متوازن ووزن صحي. تُعتَبَر هذه الحالة مشكلة بحدّ ذاتها بالنسبة لأولئك الذين يخضعون لعلاج السرطان وليس لديهم أيّ اهتمام أو شهية للطعام. وبالتالي، في الوقت الذي تكون فيه التغذية الجيدة ضرورية، فإنّ الأعراض الجسدية والنفسية يمكن أن تجعل تناول الطعام جيداً أمراُ صعباً.

إذاً، ماذا عن الوحدة؟ ما هي؟ كيف تؤثر على حالتك كمريضة سرطان؟ وما هي الخطوات العملية التي يُمكِنك اتخاذها لمحاولة تخفيف العبء النفسي الناجم عن مشاعر العزلة؟

الوحدة
الوحدة شعور مُحزن، حيث يَشعُر الشخص بأنّ طبيعة علاقاته الاجتماعية وعددها لا يُلبي احتياجاته الاجتماعية.

لا يكون كلّ الناس الذين يعانون من الشعور بالوحدة غير اجتماعيين في الواقع. إذ أنّ الأشخاص المُصنّفون على أنّهم أصحاء عموماً ويقومون بأنشطة اجتماعية ويقضون معظم وقتهم مُحاطين بالآخرين, وع ذلك قد يَشعرون بالوحدة. بالمقابل، يَستَمتِع آخرون بقضاء  معظم وقتهم في عزلة، لكنّهم لا يعرّفون أنفسهم بأنّهم وحيدون. عندما يَتَعلّق الأمر بمرضى السرطان، فإنّ الحالتين السابقتين لهما أهمية خاصة؛ في بعض الأحيان على الرغم من دعم الأسرة وعدد الزوار، يبقى هناك شعور داخلي بالوحدة، شعور لا يَفهَمه أيّ شخص آخر، أنّك وحدك في مواجهة مخاوفك وقلقك. في حالات أخرى، يُعتَبَر الشعور بالوحدة الذي يُعاني منه مرضى السرطان حقيقة فعلية؛ حيث يشعر الأصدقاء والعائلة بالقلق ولا يقومون بالزيارة إلّا مرّات قليلة، إما خوفاً من نقل العدوى أو لانشغالهم في حياتهم. بالإضافة إلى ذلك، قد يصعب ضعف صحتك  المشاركة في الأنشطة والهوايات التي كنتِ تَستَمتِعين بها قبل تشخيص إصابتك.

كحالة مزمنة، يمكن أن يكون للوحدة آثار طويلة الأمد على الصحة والوظيفة المعرفية والسلوك. فهي تَزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتَرتَبِط أيضاً بانخفاض الإدراك وحدوث الخرف. يواجه مرضى السرطان الذين يُعانون من الوحدة صعوبة في متابعة خطة العلاج الخاصة بهم أكثر بثلاث مرات من غيرهم. في الواقع، وَجَد استطلاع أُجرِيَ من قِبَل Macmillan Cancer Care أنّ 5% من المرضى الوحيدين رَفَضوا الخضوع للعلاج. يؤثر هذا الأمر بحدّ ذاته على مُعَدّلات البقاء على قيد الحياة بشكل عام. علاوة على ذلك، فإنّ الأشخاص الوحيدين مُعرّضون لزيادة خطر الإصابة بنوبات الاكتئاب، وكما هو موضح أعلاه، يؤثر الاكتئاب بعواقب وخيمة على مُعدّلات وفيات السرطان.

لسوء الحظ، لا يوجد حلّ سريع لمعالجة الوحدة. إنّ حقيقة ارتباطها بشكل جوهري بإدراك الشخص تَجعل معالجتها أكثر صعوبة. نُحاول في هذه المقالة تقديم اقتراحات عملية بهدف تحسين نوعية الحياة عند مريض السرطان بشكل عام وتقليل بعض الآثار الجانبية الناجمة عن السرطان وعلاجه. نأمل أن يُؤدّي هذا بدوره إلى تحسين الحالة المزاجية وتقليل مشاعر العزلة.

1. الانضمام إلى مجموعات الدعم
هناك اقتباس من كتاب “To Kill a Mockingbird” لهاربر لي يقول: “أنت لا تَفهم أيّ شخص حقاً حتى تُفكّر في الأشياء من وجهة نظره…حتى تَختَرق جلده وتتجوّل فيه.” لقد التمس  الكثير من الناس هذه الكلمات بقوّة  عبر التاريخ . تَمّت كتابة الكتاب في البداية طرح موضوع العنصرية في أمريكا الجنوبية، إلّا أنّه امتدّ إلى أبعد من ذلك بكثير حتى شمل أيّ شخص يُعاني من شيء يجعله مختلفاً عن أسرته وأصدقائه وزملائه. ربما يكون لهذه الكلمات معنى خاص بالنسبة لأولئك الذين تُحيط بهم الأسرة والأصدقاء ولكن لا يزالون يشعرون بالوحدة بعد تشخيصهم بالسرطان.

إذا كان شعورك بالوحدة ينتج من اعتقادك بأنّ لا أحد يفهم ما تَمرّين به.  قد يكون من المفيد العثور على أشخاص في وضع مماثل، فقد يكونون  أكثر قدرة على الفهم والتقدير إذا مرّوا بتجربة مماثلة. لقد أصبح البحث عن مجموعة دعم تتناسب مع مُتَطلّباتك أمراً سهلاً مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. يمكنك حضور اجتماعات فعلية على أرض الواقع أو تَكوين علاقة صداقة افتراضية. سيكون الأشخاص في هذه المجموعات قد تَعاملوا أو ما زالوا يتعاملون مع نفس القلق والتوتر والمخاوف التي تتعاملين معها. كذلك, فإنهم يشكلون على الأرجح مَصدراً ممتازاً للنصيحة العملية في حال مروا بهذه التجربة. يمكن أن يساعد وجود أشخاص تستطيعين اللجوء إليهم في أيّ وقت من النهار أو الليل, ويُواجهون نفس المشاعر التي تواجهينها، في تقليل مشاعر العزلة والوحدة.

2. العناية بجسمك
يَعرِض هذا المقال في المقام الأول تَأثير السرطان على الصحة النفسية للمريضة، إلّا أنّه سيكون من المهم أن نذكر على الأقل مقدار الضغط الجسدي الذي قد يَتَعرّض له الجسم. إنّ الخصائص التي تَجعَل العلاج الكيميائي لمكافحة السرطان فعّالاً قدرته على استهداف الخلايا سريعة الانقسام، مما يجعل الآثار الجانبية المُرتَبِطة به قوية للغاية. تَنقَسم الخلايا السرطانية بسرعة وكذلك الخلايا المُبطّنة للأمعاء والخلايا التي تُشَكّل الطبقة الخارجية للجلد وخلايا الشعر. يجعل هذا الأمر مشاكل الجهاز الهضمي وجفاف الجلد وفقدان الشعر الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً للعلاج الكيميائي.

لتحسين مزاجك العامّ، لا بدّ من الاعتناء بجسمك. استخدمي مُنتجات مُصمّمة خصيصاً لمرضى السرطان، لأن كل مكون  قد تمّ اختياره بعناية لتحقيق أقصى فائدة. تَفي مجموعة منتجات Ozalys بهذا الغرض؛ إذ لديهم مُرطَب لكامل الجسم وكريم لليدين والقدمين وحليب لفروة الرأس الناعمة وشامبو تلطيف وكريم مزيل لرائحة العرق للاستخدام تحت الإبط؛ تمّ تَصميمها جميعاً لتأمين الراحلة التلطيفية والترطيبية للمناطق الأكثر احتياجاً في الجسم. للحصول على مراجعة مُفصّلة حول كيفية تعديل نظام الجمال الخاص بك أثناء وبعد العلاج الكيميائي، انقري هنا. قد تبدو العناية بجسمك خطوة صغيرة وغير مُهمة إلى حدّ ما، ولكن استعادة السيطرة على هذا الجزء من حياتك يمكن أن يجعل التعامل مع التحديات الأخرى التي تواجهينها أسهل. قد يَشمل ذلك تكوين صداقات جديدة في مجموعة دعم أو توجيه أصدقائك إلى أفضل طريقة لدعمك خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.

3. التخطيط للأنشطة مع الأصدقاء والعائلة
إنّ قضاء الوقت مع أحبائك هو أحد أفضل الطرق لتخفيف الشعور بالوحدة. حتى إذا كنتِ لا ترغبين بمغادرة المنزل, فيُمكنك دعوتهم إلى زيارتك. التزمي بالقيام باجتماعات بشكل منتظم وخَطّطي لأنشطة مستقبلية يمكنك القيام بها مع أصدقائك وأفراد عائلتك. ضعي خُططاً في مُذكّرتك حتى يكون لديك أشياء تتطلّعين إليها.

قد تحتاجين أحياناً إلى أخذ زمام المبادرة لتحضير الترتيبات والذي يُمكن أن يكون صعباً حتى في أفضل الأوقات. إنّ اتباع نهج استباقي تجاه حياتك الاجتماعية عندما تشعرين بالضعف والتغلّب على الأمور قد لا يكون أمراً تشعرين أنّك قادرة على القيام به. إذا كان هذا هو الحال، فابدئي بخطوات صغيرة. أرسلي رسالة إلى أصدقائك المقربين وأخبريهم أنّك قادرة على مرافقتهم. أحياناً، يُريد الناس المساعدة لكنّهم غير مُتأكّدين من كيفية القيام بذلك, فيتَعيّن عليك المبادرة.

إذا كان هناك شيء ما يُقلِقك بشكل خاص، فتأكّدي من وجود أشخاص بجانبك لدعمك في ذلك الوقت؛ سواء كان ذلك خلع الملابس لأول مرّة بعد الجراحة أو التسوّق للقبّعات أو الأوشحة أو الشعر المستعار.

4. البحث عن هوايات جديدة/ التكيّف مع الهوايات الحالية
قد تَجِدين في بعض الأحيان أنّك غير قادرة جسدياً على المشاركة بالأنشطة التي كنتِ تستمتعين بها سابقاً، وكنتيجة لذلك قد يفوتك الجانب الاجتماعي من ممارسة هواياتك. يُعتَبَر تَقبّل هذا الأمر صعباً لأنّه يُمكن أن يكون بمثابة تذكير قاس بحالتك. إذا كنتِ تفتقدين إلى الجانب الاجتماعي عند ممارسة هوايتك، فابحثي عن هواية جديدة تُمَكّنك من مقابلة أشخاص ومشاركة اهتماماتهم. من المهم الحفاظ على حياة بعيدة عن السرطان. خُذي الوقت الكافي للتفكير فيما إذا كان هناك أيّ شيء لطالما رغبتِ القيام به كتعلّم لغة أو ممارسة الحياكة، واستثمري وقتك في القيام به.

إضافةً إلى ذلك، ابحثي فيمّا إذا كان يُمكنك القيام بهوايتك الأصلية بطريقة مختلفة. فإذا كنتِ رياضية مُتَمرّسة من قبل، فكّري في تدريب الآخرين. يُمكن أن تكون مساعدة الناس بشكل خاص أمراً مُجزياً. إذا كنتِ عضواً في فريق ما، فعليك القيام بدور إداري حتى تتمكّني من المشاركة. قد يَتحوّل هذا التغيير إلى شيء تَشعُرين نتيجته بالكثير من الرضى.

5. التحدّث إلى اخصائي الرعاية الصحية الخاص بك
يُعدّ الأمر الأكثر أهمية هو عدم السماح لمشاعر الوحدة أن تَتَحوّل إلى شيء أكبر. كما أَوضَحَت دراسة ماكميلان أعلاه، فإنّ مشاعر العزلة الشديدة يمكن أن تُؤثّر على صحتك العقلية وعلى استعدادك للخضوع للعلاج. إذا بدأت الأمور بالتصاعد, تَحدّثي إلى طبيب مُختَص.

أصبح العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يُستَخدَم على نطاق واسع كأداة لتدبير الشعور بالوحدة. يتمّ تعليم المرضى كيفية تحديد الأفكار السلبية عن الآخرين وعن الأنشطة الاجتماعية بشكل خاص لديهم بهدف فهم اختلال إحساسهم تجاه الوضع الاجتماعي بشكل أفضل وكيف يمكن أن يُؤدّي ذلك إلى مُعتَقَدات غير منطقية وأفكار مُحبِطة. لن يَستفيد جميع المرضى من هذا النهج بالتأكيد، ولكنّه أحد الخيارات لمن يَشعرون بالوحدة الشديدة.

تذكّري، عندما تتعلمين كيف تتعايشين مع السرطان, فإنّ العناية بصحتك النفسية تَقَع بنفس أهمية العناية بصحتك الجسدية. إذا كنتِ تُعانين من نوبات من الوحدة، حاولي إيجاد طريقة للتغلّب عليها. على الرغم من صعوبة مُعالجة المشكلة في ذلك الوقت، إلّا أنّ التأثيرات الجيدة طويلة الأمد ستجعل الأمر يستحقّ العناء وستمنحك أساساً جيداً لتواصلي علاجك.

عن Ozalys                                                                                                                         
صُممت منتجات Ozalys مع أخذ النساء المُصابات بالسرطان بعين الإعتبار. تسمح Ozalys للنساء بالعناية بأنفسهن يومياً وبشكل مستمر من خلال استخدام منتجات مُبتَكرة في التركيب والأدوية الجالينوسية والتغليف. تم تركيب محاليل Ozalys خصيصًا للحالات الفسيولوجية التي تسبب حساسية الجلد أو للأعراض الجانبية الناتجة عن علاجات معينة والتي قد تسبب حساسية شديدة للبشرة وحاسة الشم. 

تم تطوير منتجات Ozalys للنظافة الشخصية والعناية بالوجه والجسم باهتمام فائق، عن طريق تقليل المواد الحافظة واستبعاد جميع المواد المُشتَبَه في كونها ضارة للجسم. بالإضافة إلى ذلك، تمنح هذه المنتجات تلطيفًا وترطيبًا وحمايةً مع ملمس ناعم ورائحة لطيفة، وتُحوّل العناية اليومية بالجمال إلى لحظات مليئة بالراحة والرفاهية.

المصدر:

  • Cacioppo , S, et al. “Loneliness: Clinical Import and Interventions.” Perspectives on Psychological Science, vol. 10, no. 2, Mar. 2015, pp. 239–249., doi:10.1177/1745691615570616.

  • “Feelings and Cancer.” National Cancer Institute, www.cancer.gov/about-cancer/coping/feelings. Updated: August 20, 2018.

  • Giese-Davis, J, et al. “Decrease in Depression Symptoms Is Associated With Longer Survival in Patients With Metastatic Breast Cancer: A Secondary Analysis.” Journal of Clinical Oncology, vol. 29, no. 4, 1 Feb. 2011, pp. 413–420., doi:10.1200/JCO.2010.28.4455.

  • Hawkley, L C, and J T Cacioppo. “Loneliness Matters: A Theoretical and Empirical Review of Consequences and Mechanisms.” Annals of Behavioral Medicine, vol. 40, no. 2, Oct. 2010, pp. 218–227., doi:10.1007/s12160-010-9210-8.

  • James, B D, et al. “Late-Life Social Activity and Cognitive Decline in Old Age.” Journal of the International Neuropsychological Society, vol. 17, no. 6, Nov. 2011, pp. 998–1005. doi:10.1017/S1355617711000531.

  • “Lonely Cancer Patients Three Times More Likely to Struggle with Treatment.” Macmillan Cancer Support, 8 Aug. 2014, www.macmillan.org.uk/aboutus/news/latest_news/lonelycancerpatientsthreetimesmorelikelytostrugglewithtreatment.aspx.

  • Marroquín, B, et al. “Implicit Loneliness, Emotion Regulation, and Depressive Symptoms in Breast Cancer Survivors.” Journal of Behavioral Medicine, vol. 39, no. 5, Oct. 2016, pp. 832–844., doi:10.1007/s10865-016-9751-9.

  • Satin, J R, et al. “Depression as a Predictor of Disease Progression and Mortality in Cancer Patients: a Meta-Analysis.” Cancer, vol. 115, no. 22, 15 Nov. 2009, pp. 5349–5361., doi:10.1002/cncr.24561.

  • Valtorta, N K, et al. “Loneliness and Social Isolation as Risk Factors for Coronary Heart Disease and Stroke: Systematic Review and Meta-Analysis of Longitudinal Observational Studies.” Heart, vol. 102, no. 13, 1 July 2016, pp. 1009–1016., doi:10.1136/heartjnl-2015-308790.