ما هو تَضَخّم بطانة الرحم غير النموذجي (فرط التنسج)؟

يَظهر تَضَخّم بطانة الرحم أو فرط التنسج عندما تُصبِح بطانة الرحم سميكة بشكل زائد وتَنمو الغدد البطانية بشكل غير طبيعي، وله نوعان: تَضَخّم غير نموذجي (غير نمطي) وتَضَخّم نموذجي (نمطي). يُشَكّل تَضَخّم بطانة الرحم غير النموذجي مَصدَر قلق بشكل خاص حيث يُعتَبَر مُقَدّمة لسرطان بطانة الرحم. كما تُسمّى هذه الحالة “نمو سرطاني في الموقع”.

لا تَتَطوّر جميع الحالات المرضية غير النمطية (الشاذة) إلى سرطان، بل يَتَراجَع بعضها دون الحاجة للعلاج؛ إلّا أنّه يُقَدّر أنّ الحالة تتطور إلى سرطان بطانة الرحم عند حوالي 40% من النساء المصابات بتَضَخّم بطانة الرحم غير النموذجي. في المقابل، يكون لدى النساء المصابات بتَضَخّم بطانة الرحم النموذجي احتمال للإصابة بالسرطان لاحقاً بنسبة أقل بكثير (≤ 5%). 

عوامل خطر الإصابة بتضخم بطانة الرحم غير النموذجي

إنّ السبب السائد لتضخم بطانة الرحم غير النموذجي هو تَعَرّض بطانة الرحم بشكل مزمن للاستروجين دون أي مقاومة. كما تُعتَبَر السمنة أحد عوامل خطر الإصابة بتضخم بطانة الرحم غير النموذجي (وسرطان بطانة الرحم) عند النساء بعد انقطاع الطمث لأنّ الأنسجة الدهنية تُصبِح مصدراً رئيساً للاستروجين بمجرد تَوَقّف المبيضين عن العمل. تحتوي الأنسجة الدهنية على مستويات عالية من إنزيم الأروماتاز الذي يُحَوّل الأندروجينات إلى استروجينات.

إضافةً إلى ما سبق، يُعَدّ ارتفاع مُعَدّلات الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أحد الأسباب التي تزيد من حدوث تضخم بطانة الرحم غير النموذجي عند النساء صغيرات السن. متلازمة المبيض المتعدد الكيسات هي حالة هرمونية تؤثر على حوالي 10% من الإناث في سن الإنجاب. يُسَبّب اسم هذه الحالة بعض الارتباك لأنّه لا يوجد كيسات على المبيض عند جميع النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات؛ وتسمى هذه الحالة أيضاً بتوقّف الإباضة مُفرِط الأندروجينية، وهو اسم أكثر دقة من الناحية الفيزيولوجية (وأكثر صعوبة في الاستخدام)، حيث تعاني العديد من النساء من عدم الإباضة أثناء الدورة الشهرية وزيادة في الأندروجينات. وبالتالي لا تَتَمزّق بطانة الرحم من دون الإباضة وتَستَمِر خلايا بطانة الرحم في التكاثر.

تَتَضمّن عوامل الخطر الأخرى العلاج الهرموني، مثل العلاج بالتاموكسيفين لمدة طويلة أو العلاج التعويضي بالهرمونات. تؤدي هذه الأدوية إلى تَعَرّض بطانة الرحم للاستروجين الخارجي. كما توجد العديد من الطفرات الجينية التي تزيد احتمالات إصابة المرأة بتَضَخّم بطانة الرحم غير النموذجي. كذلك, قد يكون التدخين عامل خطر أيضاً.

إضافة إلى ذلك، يشَكّل تثبيط المناعة أحد الأسباب البديلة لتضخم بطانة الرحم غير النموذجي، حيث أَظهَرَت إحدى الدراسات أنّ النساء اللاتي خضعنَ لعملية زرع الكلى كُنّ أكثر عرضةً للإصابة بتضخم بطانة الرحم غير النموذجي. تَجِد بعض النساء المصابات بالبوليبات الرحمية في بطانة الرحم أنّهنّ مصابات بتضخم بطانة الرحم غير النموذجي، على الرغم من أنّ احتمال تَسَبّب إحدى الحالتين بحدوث الأخرى قليل, من الأرجح أن الحالتين تَتَعايشان معاً حيث أنّ كليهما ناتجتين عن زيادة كمية هرمون الاستروجين.

الأعراض والتشخيص والعلاج

يُعتَبَر نزيف الرحم غير الطبيعي أهم أعراض تَضخّم بطانة الرحم غير النموذجي. وُجِدَ أنّ حوالي 15% من النساء اللاتي يُعانين من نزيف ما بعد انقطاع الطمث مصابات بتضخم بطانة الرحم غير النموذجي. وقد يرجع النزيف غير الطبيعي إلى عوامل أخرى مثل البوليبات، ولكن يجب أن يتم فحصها دائماً من قبل الطبيب.

سيتم تشخيص معظم حالات تضخم بطانة الرحم غير النمطي بفحص عينات من بطانة الرحم، وذلك بواسطة أخذ خزعة أو التوسيع والكحت (التجريف) ويَعتَمِد العلاج على عمر المرأة وحالتها الإنجابية. عادةً ما تخضع الإناث بعد انقطاع الطمث لاستئصال الرحم. إلّا أنّ أولئك اللاتي يأملن في الحفاظ على خصوبتهنّ قد يقمن بتجربة علاج هرمون البروجسترون أولاً. بالنسبة لأولئك النساء اللاتي لا يَختَرنَ الجراحة، فإنّ المراقبة المنتظمة ضرورية نتيجة وجود ارتباط قوي  بين تضخم بطانة الرحم غير النمطي والسرطان.

تحديات تضخم بطانة الرحم غير النموذجي

لا يخلو تشخيص وتصنيف تضخم بطانة الرحم غير النموذجي من الصعوبات. بداية، بطانة الرحم “الطبيعية” هي بنية غير ثابتة تَمر بشكل مستمر بمراحل النمو والتمزق والنمو مجدداً. لذلك، فإنّ تحديد متى يكون هذا النمو الخلوي غير طبيعي ليس بالأمر السهل.

علاوة على ذلك، حتى الآن، لا توجد طريقة لإثبات أيّ من حالات تضخم بطانة الرحم غير النموذجي ستَتَطوّر إلى سرطان بطانة الرحم بشكل نهائي. لذلك، يكون العلاج الحالي المُتّبَع وقائي بطبيعته ويقوم على إزالة الرحم بالكامل عن طريق استئصال الرحم. على الرغم من أنّ هذا الإجراء يُزيل حتماً خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم إلّا أنّه حلّ جذري، خاصة بالنظر إلى أنّ نسبة كبيرة من المصابات بتَضخّم بطانة الرحم غير النمطي لن تَتَطوّر حالتهنّ إلى سرطان. هناك حاجة مُلِحّة لتحديد علامة بيولوجية قادرة على التنبؤ بدرجة عالية من الثقة أيّ الحالات المَرَضيّة ستُصبِح سرطانية وأيّها من المُرَجّح أن تَتَراجَع تلقائياً مع مرور الوقت.

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.

المصدر:

  • Bobrowska, K., et al. “High Rate of Endometrial Hyperplasia in Renal Transplanted Women.” Transplantation Proceedings, vol. 38, no. 1, 2006, pp. 177–179., doi:10.1016/j.transproceed.2005.12.007.
  • Ginsburg, Ophira, et al. “The Global Burden of Women’s Cancers: a Grand Challenge in Global Health.” The Lancet, vol. 389, no. 10071, 25 Feb. 2017, pp. 847–860., doi:10.1016/s0140-6736(16)31392-7.
  • Kelly, P, et al. “Endometrial Hyperplasia Involving Endometrial Polyps: Report of a Series and Discussion of the Significance in an Endometrial Biopsy Specimen.” BJOG: An International Journal of Obstetrics & Gynaecology, vol. 114, no. 8, 12 June 2007, pp. 944–950., doi:10.1111/j.1471-0528.2007.01391.x.
  • Lacey, J V, et al. “Endometrial Carcinoma Risk among Women Diagnosed with Endometrial Hyperplasia: the 34-Year Experience in a Large Health Plan.” British Journal of Cancer, vol. 98, no. 1, 15 Jan. 2008, pp. 45–53., doi:10.1038/sj.bjc.6604102.
  • Manna, P.r., et al. “Dysregulation of Aromatase in Breast, Endometrial, and Ovarian Cancers.” Progress in Molecular Biology and Translational Science Molecular and Cellular Changes in the Cancer Cell, vol. 144, 2016, pp. 487–537., doi:10.1016/bs.pmbts.2016.10.002.
  • Murali, Rajmohan, et al. “Classification of Endometrial Carcinoma: More than Two Types.” The Lancet Oncology, vol. 15, no. 7, June 2014, pp. e268–e278., doi:10.1016/s1470-2045(13)70591-6.
  • Sanderson, Peter A., et al. “New Concepts for an Old Problem: the Diagnosis of Endometrial Hyperplasia.” Human Reproduction Update, vol. 23, no. 2, 1 Mar. 2017, pp. 232–254., doi:10.1093/humupd/dmw042.