دليل لسرطان بطانة الرحم

يُعَدُّ سرطان بطانة الرحم ثاني أكثر أنواع السرطان التي تُصيب الجهاز التناسلي الأنثوي شيوعاً عالمياً، وهوالأكثر شيوعاً في البلدان المُتَقدّمة. أمّا في البلدان النامية، فلا يزال سرطان عنق الرحم هو أكثر أنواع السرطان التي تُصيب الجهاز التناسلي الأنثوي شيوعاً. وتتزايد مُعدّلات الإصابة بسرطان بطانة الرحم بانتظام، على عكس سرطان عنق الرحم الذي تناقص وقوعه في العديد من البلدان بشكلٍ أساسي بسبب زيادة الوعي بأهمية القيام بمسحة أو لطاخة عنق الرحم وتَطَوّر لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.

الأعراض

إنَّ النزيف المهبلي غير الطبيعي هو أحد أهمّ أعراض سرطان بطانة الرحم. ويكون النزيف المهبلي غير طبيعي عندما يَحدث بين فترات الدورة الشهرية قبل سن الأمل. كذلك, يُعَد أي نزيف مهبلي يحدث بعد بلوغ المرأة سن الأمل غير طبيعياً. وهناك عدّة أسباب للمعاناة من نزيف غير طبيعي، ولكن يجب دائماً استشارة الطبيب للتأكّد من أنّه ليس خطيراً. وتَتَضمّن الأعراض الأخرى الأقلّ شيوعاً لسرطان بطانة الرحم ألم البطن والشعور بعدم الراحة بعد الجماع.

عوامل الخطر

تَعتَمِد حوالي 75% من حالات سرطان بطانة الرحم على هرمون الإستروجين، وذلك نتيجة حدوث تحفيز مزمن لبطانة الرحم من قِبَل هرمون الإستروجين. ويُؤدّي فرط الإستروجين إلى انقسام خلايا بطانة الرحم، دون مُقاومة البروجسترون، الذي عادةً ما يُخَفّف من آثار الإستروجين. تاريخياً، كان يُعتَبَر سرطان بطانة الرحم حالة تحدث غالباً بعد سن الأمل ويرتبط بتقلّب مُستويات الهرمونات. إلّا أنّه قد أصبح أكثر انتشاراً عند النساء في سنّ الإنجاب قبل سن الأمل، ويعود ذلك على الأرجح إلى وجود علاقة قوية مع البدانة التي تزايد انتشارها على الصعيد العالمي. كذلك، قد تكون النساء اللواتي يُعانين من أمراض استقلابية، مثل مُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات، ضمن الفئات الأكثر خطراً نتيجة وجود علاقة بين مُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات والبدانة. وقد تزيد جوانب مُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات الأخرى من خطر إصابة النساء بسرطان بطانة الرحم، مثل الإستروجين غير المُقاوم (بسبب انخفاض مُستويات البروجسترون نتيجة الإصابة بمُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات)، إلّا أنّه ما زال يلزم القيام بمزيد من الأبحاث لدعم هذه النظرية. 

يُؤدّي تأخّر بدء الدورة الشهرية أو بلوغ سن الأمل مُبْكراً تناقص فترة الحيض ويرتبط كلاهما بانخفاض خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم. كذلك, تَبَيّن أنّ الولادة تُوَفّر درجة من الحماية ضد تطوّر سرطان بطانة الرحم؛ مع ملاحظة تحسن الحماية بتزايد عدد حالات الحمل الكاملة. وتُشير هذه العوامل مُجتَمِعة إلى أنّ النساء اللاتي تعرّضنَ لتَوقّف الحيض هن أقل عُرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم. وعلى العكس من ذلك، تكون النساء اللاتي تَعرّضنَ للإستروجينات بشكلٍ كبيردون أي المُقاومة، مثلاً في حال البلوغ مبكراً أو عدم الإنجاب أبداً أكثر عُرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم. ولكن حتّى اليوم، ما زالت النتائج غير حاسمة وتحتاج إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد صحّتها.

الاحتمال الآخر هو أنَ مُعدّلات الإصابة بالسرطان قد تزايدت في السنوات الأخيرة بالتزامن مع البلوغ المبكر نتيجة اضطرابات بيئية هرمونية و/أو جسدية. ولكن، يوجد حاجة للقيام بمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه العلاقات, وهو أمر يستحق ذلك بالتأكيد. 

يزيد العلاج التعويضي بالهرمونات والعلاج بالتاموكسيفين من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم. وعادةً ما يتم وصف العلاج التعويضي بالهرمونات الحاوي على إستروجين فقط لأولئك النساء اللاتي خَضَعنَ لعملية استئصال رحم. ويُفَضّل إعطاء أولئك اللاتي لا يزال الرحم موجوداً لديهنّ مزيجاً من الإستروجين والبروجسترون، حيث يَمنَح البروجسترون حماية من نشاط هرمون الإستروجين المُفرِط. ويُستخدم دواء تاموكسيفين عادةً كعلاج فعّال جداً لسرطان الثدي. ويجب دائماً أن تتحدّثي إلى طبيبكِ قبل البدء بتناول دواء تاموكسيفين إذ تطغى عادةً فوائده على ارتفاع خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم

يَتَعلّق سرطان بطانة الرحم أيضاً بعامل وراثي (عائلي)، فإذا تمّ تشخيص الأمّ أو أحد أفراد الأسرة المُقرّبين بسرطان بطانة الرحم، سيزداد خطر إصابة المرأة به. ويزداد خطر الإصابة بسرطانات مُختلفة, بما في ذلك سرطان بطانة الرحم, لدى أولئك اللاتي تمّ تشخيصهنَّ بمُتلازمة لينش، والتي تُعرَف أيضاً باسم سرطان القولون والمُستقيم الوراثي اللابولي. ومع وجود بعض طفرات جين مُتلازمة لينش، يكون خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم مدى الحياة مرتفعاً بحوالي 40-60%.

العلاج والتشخيص

إنَّ العلاج المُعتاد لسرطان بطانة الرحم هو الخضوع لجراحة استئصال الرحم. من المُحتَمَل إزالة المبيضين وقناتي فالوب في نفس الوقت لتجنّب خطر انتشار السرطان إلى هذه المناطق. وفقاً لمرحلة السرطان ودرجته، قد يُوصي الطبيب أيضاً باستخدام العلاج الكيميائي و/ أو العلاج الإشعاعي لتدمير أيّ خلايا سرطانية مُتَبقّية.

إذا تمَّ تشخيص سرطان بطانة الرحم في وقتٍ مُبْكِر (المرحلة الأولى)، يُعتَقَد أنّ مُعدّلات البقاء على قيد الحياة لمُدّة خمس سنوات تَصِل إلى 92%. أمّا إذا تمّ تشخيصه في المرحلة الرابعة، فإنّ مُعدّلات البقاء على قيد الحياة لمُدّة خمس سنوات تَنخَفِض إلى ما بين 20 و26%. ممّا يُسَلّط الضوء على قيمة التشخيص المُبْكِر. ويكون تَضَخّم (فرط تَنَسّج) بطانة الرحم غير النموذجي (AEH) في كثير من الأحيان مُؤشّراً على سرطان بطانة الرحم. عادةً ما يَسبِق سرطان بطانة الرحم بعدّة سنوات، وبالتالي، فإنَّ التشخيص السريع لتضخّم بطانة الرحم غير النموذجي يُعطي فرصة مُهمّة للقيام بالإجراء الوقائي و/ أو المُراقبة عن قُرب للنساء اللاتي يُعتَبَرنَ في خطرٍ كبير.

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم. 

المصدر:

  • Committee on Gynecologic Practice. “Tamoxifen and Uterine Cancer.” ACOG, June 2014, www.acog.org/clinical/clinical-guidance/committee-opinion/articles/2014/06/tamoxifen-and-uterine-cancer
  • Dossus, Laure, et al. “Reproductive Risk Factors and Endometrial Cancer: the European Prospective Investigation into Cancer and Nutrition.” International Journal of Cancer, vol. 127, no. 2, 15 July 2010, pp. 442–451., doi:10.1002/ijc.25050.
  • Ginsburg, Ophira, et al. “The Global Burden of Women’s Cancers: a Grand Challenge in Global Health.” The Lancet, vol. 389, no. 10071, 25 Feb. 2017, pp. 847–860., doi:10.1016/s0140-6736(16)31392-7.
  • Manna, P.r., et al. “Dysregulation of Aromatase in Breast, Endometrial, and Ovarian Cancers.” Progress in Molecular Biology and Translational Science Molecular and Cellular Changes in the Cancer Cell, vol. 144, 2016, pp. 487–537., doi:10.1016/bs.pmbts.2016.10.002.
  • Murali, Rajmohan, et al. “Classification of Endometrial Carcinoma: More than Two Types.” The Lancet Oncology, vol. 15, no. 7, June 2014, pp. e268–e278., doi:10.1016/s1470-2045(13)70591-6.
  • Sanderson, Peter A., et al. “New Concepts for an Old Problem: the Diagnosis of Endometrial Hyperplasia.” Human Reproduction Update, vol. 23, no. 2, 1 Mar. 2017, pp. 232–254., doi:10.1093/humupd/dmw042. 
  • “Womb Cancer.” Risks and Causes | Womb Cancer | Cancer Research UK, 6 Sept. 2017, https://www.cancerresearchuk.org/about-cancer/womb-cancer/risks-causes.
  • “Womb (Uterus) Cancer: Overview.” NHS Choices, NHS, https://www.nhs.uk/conditions/womb-cancer/.