عوامل خطر كوفيد-19: أمراض الكلى

Kidney

ثمّة بعض العوامل التي ترفع من خطر إصابة فئة مُحددة من الأشخاص بأمراض شديدة في حال تعرّضوا لفيروس سارس-كوف-2. انقري هنا للحصول على لمحة عامة عن هذا الموضوع.

وتكون العلاقة القائمة بين الأمراض غير المُعدية وأعراض كوفيد-19 الأكثر شدّة هي نفسها في كل دول العالم؛ إذ يكون الأشخاص الذين يُعانون من أمراض غير مُعدية أكثر عرضة للإصابة بمُضاعفات شديدة بعد انتقال فيروس سارس-كوف-2 إليهم.

ومن بين الأمراض غير المُعدية الأكثر شيوعاً، نذكر: داء السكّري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة المزمنة وأمراض الكلى المزمنة وأمراض الكبد المزمنة والسرطان.

يتناول هذا المقال أمراض الكلى. 

ما هي أمراض الكلى؟

تحدث أمراض الكلى عندما تعجز الكلى عن تنقية الدمّ من الماء والمُخلّفات بشكلٍ فعّال. وتُعتبر تنقية الدمّ من المُخلّفات جزءاً طبيعياً من عملية الاستقلاب؛ وبالتالي، فإنَّ العوامل مثل الأدوية والتلوّث البيئي والعدوى التي تُضاف إلى إنتاج المُخلّفات تزيد من الضغط على الكلى للعمل بكفاءة وفعاليّة. وكان يُعتقد سابقاً أنَّ الكلى هي أعضاء غير قادرة على التجدّد ولكن أظهرت الأبحاث الجديدة أنَّ الكلى تتمتّع بقدرة على التجدّد؛ ولكن يتباطأ مُعدّل دورة الخلية مع التقدّم في السنّ، ما يعني أنَّ المُسنّين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض في الكلى.

الكلى: هل هي هدف رئيسي لفيروس سارس-كوف-2؟

مع ظهور المزيد من البيانات المُتعلّقة بالخصائص السريرية للأشخاص الذين دخلوا المستشفى أو تُوفّوا جرّاء فيروس كوفيد-19، أصبح من الواضح أنَّ الأعضاء الأكثر تضرراً من بعد الرئتين هي الكلى. وتُظهر التقارير الأخيرة التي صدرت عن الولايات المتحدة الأميركية أنَّ أكثرية الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 حتّى اليوم لأشخاصٍ تجاوزوا 65 عاماً قد ترافقت مع فشلٍ كلوي. ومن الضروري معرفة أنَّ التقدّم في السنّ يُشكّل عاملَ خطرٍ إضافي للإصابة بأمراضٍ شديدة.

وقد أصبح من الواضح أنَّ أمراض الكلى ليست فقط عوامل خطر لأمراض أخرى أكثر خطورة بل يُمكن أن تكون أيضاً مُضاعفات طويلة الأمد ناتجة عن عدوى سارس-كوف-2. لهذا السبب، ثمّة فئتان من المرضى يجب أخذهما بعين الاعتبار:

  • الذين يُعانون من أمراضٍ سابقة في الكلى.
  • الذين تعافوا من كوفيد-19 ولكن ما زالوا يُعانون من ضررٍ في الكلى لديهم.

الأمراض السابقة

يكون مرضى غسيل الكلى أكثر عُرضة للإصابة بأي نوع من أنواع العدوى بسبب جهازهم المناعي الضعيف. وهم يُعانون في معظم الأحيان من أمراض سابقة، مثل ارتفاع ضغط الدمّ أو داء السكّري، يُمكنها أن ترفع أيضاً من خطر إصابتهم بأمراض شديدة بعد انتقال عدوى سارس-كوف-2 إليهم.

وعندما لا تُؤدّي الكلى وظيفتها بشكلٍ صحيح فهذا يعني أنَّ الجسم غير قادر على تنقية العوامل الممرضة والسموم التي تغزوه. وستزيد الإصابة بسارس-كوف-2 من الضغط على الكلى ما يُمكن أن يُؤدّي إلى تضرّر الكلى ويتسبّب بصدمة تسممية ستستوجب دخول المستشفى فوراً.

ضرر الكلى الدائم

يجب مُراقبة جميع المرضى الذين دخلوا المستشفى جرّاء كوفيد-19 للكشف عن علامات تضرر الكلى لديهم. وتُشير التقديرات إلى أنَّ أكثر من 15% من المرضى في المستشفى (وأكثر من 20% من المرضى الذين تمَّ نقلهم إلى العناية المُركّزة) سوف يُعانون من فشل كلوي حاد. ويُؤدّي الفشل الكلوي الحاد إلى فقدان مُفاجئ لوظائف الكلى ويستوجب الكشف والعلاج في وقتٍ مُبكر من أجل خفض خطر الإصابة بأمراض مُزمنة في الكلى.

لماذا يرتفع خطر تعرّض الكلى لعدوى سارس-كوف-2؟

ما زال يلزم القيام بمزيد من الأبحاث لمعرفة السبب وراء ارتفاع خطر تعرّض الكلى لأي نوع من أنواع العدوى. ولكن ثمّة بعض التفسيرات المُحتملة، نذكر منها:

  •  بعد الإصابة بسارس-كوف-2، يدخل هذا الفيروس إلى خلايا الجسم عبر مُستقبلات تُعرف باسم ACE2. وتُشير الدراسات الأوليّة إلى أنَّه يُمكن التعبير عن هذه المُستقبلات في جميع أنحاء الجسم، ما يجعل فيروس كوفيد-19 قادراً على أن يتحوّل إلى مرض جهازي يستهدف أجهزة مُتعددة منها القلب والكبد والكلى والرئتين. وقد أظهر تسلسل الحمض النووي الريبوزي أنَّ التعبير عن إنزيم ACE2 والحمض النووي الريبوزي في الكلى هو أعلى بعشرة أضعاف من الرئتين. ولكن، ما زال يلزم القيام بمزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان يُؤثّر ذلك على وظيفة هذه الأعضاء أو لا.
  • استجابة التهابية حادّة تُؤدّي إلى استجابة مناعية مُمنهجة وتتسبّب بإتلاف الخلايا السليمة.
  • ينتج ارتفاع تخثّر الدمّ عن فيروس كوفيد-19، ويُمكن أن يُسبّب انسداد الكلى ويُخفّض من قدرتها على تنقية الدمّ من المُخلّفات.
  • انخفاض مُستويات الأكسجين في الدمّ، الذي يعود سببه إلى فشلٍ تنفّسي، ويُؤدّي إلى نقص التأكسج. وهذا قد يُؤثّر على أعضاء أخرى في الجسم مثل الكلى ما يُؤدّي بالتالي إلى موت الخلايا وتضرّر الأنسجة. 

أُعاني من أمراض في الكلى، ماذا يجبُ أن أفعل؟

يجب أن يعرف الأشخاص الذين يُعانون من أمراض سابقة في الكلى أنَّهم يُواجهون خطراً أكثر من غيرهم  للإصابة بمُضاعفات خطيرة ناتجة عن كوفيد-19. وفي حال كنتِ تُجرين غسيل للكلى، سوف يُطلب منكِ على الأرجح الاستمرار في ذلك إضافة إلى اعتماد تدابير صحية صارمة لحمايتكِ وحماية مُقدّم الرعاية الصحية الخاص بكِ. كذلك، يجب أن تتبّعي الإجراءات اللازمة لحماية نفسكِ، مثل التباعد الاجتماعي، والحفاظ على نظافة شخصية جيدة والبقاء رطبة واعتماد نمط حياة صحّي. 

المصدر:

 

Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share