ما هي مُنتجات النظافة الصحية التي تُناسبني؟

ابتداءً من الفترة التي تبدأ فيها الدورة الشهرية لدى المرأة عند وصولها مرحلة البلوغ, إلى حين توقّف الدورة الشهرية لديها مع بداية سن الأمل، تكون النظافة الشخصية أثناء الدورة الشهرية أمراً أساسياً يجب أن تمنحه المرأة الرعاية الكافية. وتستمرّ الدورة الشهرية لدى مُعظم النساء لمُدّة 40 عاماً وتُعتبر الدورات الشهرية المُنتظمة علامة إيجابية على صحّة إنجابية جيدة.

وبما أنَّ الدورة الشهرية هي جزء لا يتجزأ من هوية المرأة في سنّ الإنجاب، يُعتبر بالتالي أخذ الوقت الكافي لاستكشاف مُنتجات النظافة الصحية المُتوفّرة وتجربتها، من الخطوات التي قد تُساعد المرأة على تدبير دوراتها الشهرية بشكلٍ أفضل. وقد تستند عملية اختيار مُنتجات النظافة الصحية المُناسبة إلى مجموعة مُختلفة من العوامل، نذكر منها:

  • الكلفة
  • الأثر البيئي
  • الوتيرة اليومية لتغيير المُنتج
  • التوافر المحلّي
  • غزارة الدورة الشهرية
  • التفضيل الشخصي و/أو توصيات العائلة والأصدقاء.

وتتوفّر حالياً مجموعة كبيرة من مُنتجات النظافة الصحية، ما يسمح لمُعظم النساء بتدبير دوراتهنّ الشهرية بطريقة آمنة، ومُريحة، ولائقة؛ على عكس السنوات الماضية، حيث كان من الشائع استخدام الملابس القديمة وصوف الخروف لامتصاص الدمّ أثناء الدورة الشهرية. 

الفوط الصحية

تُعتبر الفوط الصحية خياراً شائعاً للفتيات اللواتي بدأن دورتهنّ الشهرية للتو. وتُعرف أيضاً باسم “المناديل الصحية” و”المناشف الصحية”. وهي عبارة عن مواد ضيقة تملك قدرة على الامتصاص وتُوضع مُباشرةً في الملابس الداخلية. وتكون سهلة الاستخدام والتغيير، وتتوفّر بدرجات امتصاص مُختلفة لتتلاءم مع غزارة الدورة الشهرية وأوقات اليوم التي تختلف بين امرأة وأخرى. وتكون بعض أنواع الفوط الصحية مُزوّدة بأجنحة لتثبيتها في مكانها والتخفيف من خطر التسرّب والبقع.   

وتمَّ استخدام الفوط الصحية الغير قابلة لإعادة الاستخدام للمرّة الأولى في بداية العشرينات، ما سمح للمرأة بتدبير دورتها الشهرية بسرية تامّة دون الحاجة إلى غسل وتجفيف الفوط الصحية التي كانت تصنعها في المنزل بشكلٍ علني. والآن، في ظلّ التطوّر الذي يشهده قطاع الصناعة وتوفّر المواد إضافة إلى ازدياد إهتمام الرأي العام بالبيئة، تجدّد الطلب على الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام بهدف تجنّب النفايات البلاستيكية الناتجة عن مُعظم الفوط الصحية الغير قابلة لإعادة الاستخدام.  

وتُصنع الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام من مواد قديمة أو جديدة مثل الملاءات، وأغطية الوسائد، والمناشف. وهي مصنوعة من القطن الخالص كونه من أفضل المواد التي تملك قدرة عالية على الامتصاص كما أنّه مُريح أكثر على الجسم.   

السدادات القطنية

تُفضّلها عادةً الراقصات، والرياضيات، والسبّاحات على الفوط الصحية، ويتم ارتداؤها داخلياً. كما أنَّ تصميمها بسيط للغاية، فهي عبارة عن قطعة صغيرة من القطن مُتصلة بخيط. وتكون بعض أنواع السدادات القطنية مُزوّدة بأنبوب بلاستيكي لتسهيل عمليّة إدخالها. وتتوسّع السدادات القطنية قليلاً عند وضعها داخل المهبل لامتصاص الدمّ أثناء الدورة الشهرية. ويجب تغييرها كلّ 4 إلى 6 ساعات, وبالتالي لا يُنصح بارتدائها أثناء الليل. وتمَّ الكشف في الثمانينات عن وجود علاقة بين استخدام السدادات القطنية من جهة ومُتلازمة الصدمة السمية (TSS) من جهة أخرى. وعلى الرغم من أنَّ خطر الإصابة بمُتلازمة الصدمة السمية ما زال مُنخفضاً بشكلٍ عام، إلّا أنَّ وجود علاقة بين هذه المُتلازمة واستخدام السدادات القطنية كان سبباً كافٍ لتوقّف بعض النساء عن استخدامها على فترات زمنية طويلة. وعلى غرار الفوط الصحية غير القابلة لإعادة الاستخدام، تتسبّب السدادات القطنية بنفايات بلاستيكية. واليوم, تسعى المرأة جاهدة إلى إيجاد بدائل صديقة للبيئة أكثر.   

كؤوس وأقراص الحيض

يُعَدُّ كأس الحيض أحد مُنتجات النظافة الصحية القابلة لإعادة الاستخدام. وهو مصنوع من المطاط أو السيليكون الطبّي ويكون على شكلِ قمع صغير يُوضع داخل المهبل، حيث يُشكّل حاجزاً ويقوم بجمع الدمّ أثناء الدورة الشهرية. ونجد أنواع كؤوس غير قابلة لإعادة الاستخدام ولكن في السنوات الأخيرة، بدأ يزداد الإقبال على كؤوس الحيض القابلة لإعادة الاستخدام. ويُحافط الكأس على نحو 38 مل من السائل، ما يعني أنّه يجب تغييره بوتيرة أقلّ من الفوط الصحية أو السدادات القطنية؛ كما أنّه لا يرتبط بشكلٍ وثيق بمُتلازمة الصدمة السمية (TSS) على غرار السدادات القطنية. وعلى الرغم من أنَّ إتقان “فنّ” إدخال الكأس في المهبل يتطلّب بعض المُحاولات، إلّا أنَّه تبيّن وجود انخفاض في مُعدّلات التسرّب عند وضع الكأس في مكانه الصحيح. كذلك، يجب غسل وتنظيف الكؤوس القابلة لإعادة الاستخدام قبل كلّ استعمال وتعقيمها عند انتهاء الدورة الشهرية. وتكون كؤوس الحيض الحديثة مُستدامة جدّاً، وفي حال تمَّ الاعتناء بها بشكلٍ صحيح، تبقى صالحة للاستخدام حتّى 10 سنوات.

يتشابه كأس الحيض مع قرص الحيض, إذ يتم وضع كليهما داخل المهبل لجمع الدمّ بدلاً من امتصاصه. ويُوضع القرص عادةً في الجزء العلوي من المهبل، في المكان الذي يلتقي فيه المهبل بعنق الرحم (القبو المهبلي). وعلى عكس كؤوس الحيض، لا يُمكن إعادة استخدام القرص ويجب إتلافها بعد استخدامه. كما يُمكن أن تُحدث إزالته فوضى أكثر من كأس الحيض.

إيجابيات كؤوس وأقراص الحيض
  • ميسورة التكلفة.
  • احتمال أن تكون آمنة أكثر من السدادات القطنية.
  • تُحافظ على كمية أكبر من الدمّ مُقارنة بمُنتجات النظافة الصحية الأخرى، ما يعني أنّه يمكنكِ ارتداؤها (من دون تغييرها أو إفراغها) لفترة أطول.
  • تكون الأنواع القابلة لإعادة الاستخدام صديقة للبيئة أكثر من الفوط الصحية أو السدادات القطنية غير القابلة لإعادة الاستخدام.  
سلبيات كؤوس وأقراص الحيض
  • يُمكن أن يُحدث إفراغها فوضى.
  • يُمكن أن تُسبّب ردود فعل تحسسية في بعض الحالات النادرة. ولكن، يتم اليوم صنع مُعظم الأنواع الحديثة من مواد مُضادّة للحساسية.
  • تُسبّب التهاب المهبل، خاصة إذا لم يتم إدخالها بشكلٍ صحيح.
  • يصعب إدخالها أو إزالتها.

سراويل الدورة الشهرية

تُعتبر الملابس الداخلية للدورة الشهرية (سراويل الدورة الشهرية) إضافة جديدة على مجموعة مُنتجات النظافة الصحية. وهي تُشبه الملابس الداخلية العادية، باستثناء أنّها تحتوي على طبقات إضافية من المواد التي تقوم بامتصاص الدمّ أثناء الدورة الشهرية. وتتوفّر أنواع مُختلفة من السراويل لأيام الدورة الشهرية الخفيفة، والمُتوسّطة، والغزيرة. ويُمكن ارتداؤها بمُفردها، أو كنوع من الدعم مع السدادات القطنية أو كؤوس الحيض. كما أنّها قابلة لإعادة الاستخدام، وتُعتبر بالتالي أحد الخيارات الصديقة للبيئة. وبما أنّه لا يتم ارتداؤها داخلياً، تُشكّل بالتالي خياراً جيداً للنساء اللواتي يترددن في استخدام السدادات القطنية أو كؤوس/أقراص الحيض. وبالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تُوفّر هذه السراويل الفريدة من نوعها راحة للنساء اللواتي يُعانين من سلس البول.

ختاماً، تتوفّر اليوم مجموعة كبيرة من مُنتجات النظافة الصحية التي تسمح لكِ بمواصلة حياتكِ بشكلٍ طبيعي أثناء دورتكِ الشهرية. وسوف يُساعدكِ اختيار المُنتج المُناسب على التخفيف من خطر التسرّب، والألم، والإحراج، والانزعاج. 

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحّة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.

المصدر:

Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share