التهاب المسالك البولية والحمل

تُعَدّ التهابات المسالك البولية حالة شائعة يُقَدّر مُعَدّل انتشارها  بين 2 و10% خلال فترة الحمل, وهو قريب من مُعَدّل انتشارها عند غير الحوامل، إلّا أنّ الحمل يُعَقّد الأمور. على سبيل المثال، يُوصَى بتَجَنّب المضادات الحيوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بشكل عام. إذا كان لابد من تناولها, فمن المهم مناقشة مع طبيبك أيّ منها يترافق مع أقل عدد من المخاطر لك ولطفلك الذي لم يولد بعد.

تشخيص التهابات المسالك البولية خلال الحمل

تُصاب معظم النساء بالتهاب المسالك البولية قبل الحمل ولا تَظهَر أيّة أعراض لدى الكثير منهنّ. يشكل ذلك  أحد أسباب طلب عينة بول أثناء الحمل (كما يَستَخدِم الأطباء عينة البول للتحقّق من ارتفاع السكر الذي قد يكون علامة تحذير مُبْكر على سكري الحمل والبروتينات التي  تكون مؤشراً على مقدمات التسمم الحملي). في حال عدم العلاج, تفاقم الإصابة في 30-40% من حالات التهاب المسالك البولية التي لا تَظهَر لها أيّة أعراض إلى حدوث التهاب في الكلية (التهاب الحويضة والكلية). وعلى الرغم من أنّ التهاب المسالك البولية يحمل مخاطر صحية أقلّ على الأم والطفل, إلّا أنّ التهاب الحويضة والكلية ليس أمراً جيداً. يكون معدل الإصابة بالتهاب الحويضة والكلية 2% عند الحوامل مُقارنة مع <1% من عامّة الناس. تكون الأعراض الأكثر وضوحاً هي الألم القطني (أسفل الظهر) والتقيّؤ والحمّى (> 38 درجة مئوية) وطراوة المنطقة الواقعة بين الأضلاع السفلية والعمود الفقري. كما تُعاني واحدة من كلّ خمس نساء مُصابات بالتهاب الحويضة والكلية من إنتان الدم (تسمم الدم), ويحتاج معظمهم إلى دخول المستشفى وأخذ مضادات حيوية وريدية لمدة 48 ساعة على الأقل.

التهابات المسالك البولية التي تترافق بظهور أعراض

يُعتَبَر التهاب المثانة أحد أكثر الأشكال المعروفة لالتهاب المسالك البولية الذي يتَرافِق بظهور أعراض, والتي تتضمن عكر البول  والحاجة المُتَكرّرة للتبوّل وعُسر التبول (التبوّل المؤلم). يَرتَبِط كل من التهاب المسالك البولية الذي يتَرافِق بظهور أعراض والتهاب الحويضة والكلية مع زيادة خطر الولادة المُبْكرة وولادة طفل مُنخَفِض الوزن. إلّا أنّ الدراسات فشلت حتى الآن في تأكيد المساهمة  الكليَة للحالتين في الولادة المُبْكرة. كما يُمكن أن يُسبّب التهاب المسالك البولية عند النساء الحوامل خَطَر انتقال المرض إلى الطفل أثناء الولادة, وهي إحدى المُضاعَفَات النادرة ولكنّها خطيرة.

 علاج التهابات المسالك البولية عند الحامل

عادةً ما تكون المضادات الحيوية هي الخيار المُتّبَع لمعالجة التهاب المسالك البولية، إلّا أنّه يجب تَوخّي الحذر عند ختيارا النوع حيث ثَبُتَ أنّ معظمها تَعبُر المشيمة. يجب تَجنّب الستربتومايسين والتتراسيكلين بالتأكيد بسبب خصائصهما المُشوهة للأجنة. تُعتَبَر مُشتَقَّات البنسيلين كالأموكسيسيلين والسيفالوسبورين من أكثر الخيارات أماناً.  لأنهم أدوية أكثر قدماً, يكون هامش الأمان وآلية عمل هذه الأدوية مفهوماً بشكل أفضل من الأدوية الحديثة.

كما هو الحال مع جوانب الصحة المختلفة، فإنّ الوقاية بالتأكيد أفضل خيار. في حين أنّ حالات الإصابة بالتهابات المسالك البولية لا تزداد بشكل كبير خلال فترة الحمل، إلّا أنّ التغييرات في بنية وتركيب المسالك البولية وزيادة احتباس البول تُوَفّر ظروفاً مثالية لنموّ البكتيريا. يمكن أن تُساعد بعض الخطوات في تقليل خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.

هل يساعد عصير التوت البري أو الكرز على الوقاية من الإصابة بالتهابات المسالك البولية؟

يُنصَح بشرب عصير التوت البري لتَجنّب التهاب المسالك البولية والمساعدة على علاجه.
تظهر الدراسات أن استهلاك عصير الكرز قد يمنع البكتيريا من الالتصاق على جدران المجرى البولي وبالتالي يخفض من الاستجابة الالتهابية التي تحدث بعد التعرض للبكتيريا. ورغم ذلك, يشكك بعض الخبراء في احتواء عصير الكرز على مكونات فعالة كافية تحمل تأثير مفيد علاجياً. ينص الإتفاق العام أنَ النساء اللواتي يعانين من التهابات متكررة في المجاري البولية قد تستفيد من تناول المكملات وهذا الاسنخدام الوقائي لن يسبب أي ضرر.

ما هي الخطوات الأخرى التي يمكن إتخاذها لخفض خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية؟

ما عدا عصير الكرز, من الأفضل تجنب شرب عصائر الفاكهة واستبداله بالماء. من المهم الحفاظ على سوائل الجسم أيضاً. لذلك، يجب شرب ما بين 1.5 إلى 2 لتر من الماء. إضافةً إلى ضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة المنطقة التناسلية ولكن تجنب غسل المهبل وخصوصاً خلال الحمل. إذ تم ربط غسل المهبل بزيادة خطر مرض التهاب الحوض. قد يُساعد تَجنّب الصابون القوي وارتداء الملابس الداخلية القطنية على تقليل مخاطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية. من الأفضل استخدام الصوابين الخفيفة التي تكون خالية من المكونات القاسية والمنظفات الصنعية. أخيراً، من الضروري الحفاظ على عادات الذهاب إلى الحمام جيدة, فاذهبي إلى المرحاض بمُجَرّد الشعور بالحاجة لذلك، لأنّ الاحتفاظ بالبول في المثانة لفترة أطول من اللازم قد يزيد من التعرض للبكتيريا. قد تزيد أيضاً نوبات الاسهال والإمساك من التعرض لالتهابات المسالك البولية في حال دخلت البكتيريا من المستقيم إلى المهبل.

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل العقم والحمل وسن الأمل. تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.

المصدر:

  • “Can Cranberry Stop Your UTIs?” Health Essentials from Cleveland Clinic, Health Essentials from Cleveland Clinic, 18 Feb. 2020, health.clevelandclinic.org/can-cranberry-juice-stop-uti/.
  • Mantzorou, Maria, and Constantinos Giaginis. “Cranberry Consumption Against Urinary Tract Infections: Clinical State of the-Art and Future Perspectives.” Current Pharmaceutical Biotechnology, vol. 19, no. 13, 2018, pp. 1049–1063., doi:10.2174/1389201020666181206104129.
  • Martino, J. L. “Vaginal Douching: Evidence for Risks or Benefits to Women’s Health.” Epidemiologic Reviews, vol. 24, no. 2, 1 Dec. 2002, pp. 109–124., doi:10.1093/epirev/mxf004.
  • Matuszkiewicz-Rowińska, J, et al. “Urinary Tract Infections in Pregnancy: Old and New Unresolved Diagnostic and Therapeutic Problems.” Archives of Medical Science, vol. 11, no. 1, 16 Mar. 2015, pp. 67–77., doi:10.5114/aoms.2013.39202.
  • Norwitz, E R, and J A Greenberg. “Antibiotics in Pregnancy: Are They Safe?” Reviews in Obstetrics and Gynecology, vol. 2, no. 3, 2009, pp. 135–136.
  • Vasileiou, I, et al. “Current Clinical Status on the Preventive Effects of Cranberry Consumption against Urinary Tract Infections.” Nutrition Research, vol. 33, no. 8, Aug. 2013, pp. 595–607. doi:10.1016/j.nutres.2013.05.018.
  • Windham, L. “How to Prevent UTI During Pregnancy.” WikiHow, www.wikihow.com/Prevent-UTI-During-Pregnancy