الأسبوع 32 من الحمل

سيزداد كثيرًا تفكيركِ بالمخاض والولادة بحلول الأسبوع الثاني والثلاثين من حملك. ولكن القلق بشأن كيف سيكون المخاض وبمَ ستشعرين وقتها أمرٌ طبيعي، حتى بالنسبة لأولئك النسوة اللائي حضرن بانتظام دروسًا عن الولادة، وأعددن خططًا مُحكمة للإنجاب، وحزمن بتفانٍ حقائبهن التي سيذهبن بها للمستشفى عندما يحين الوقت. ومع أنه من الطبيعي تمامًا أن تكوني قلقة بشأن حدثٍ كبير وغير مسبوق (لا سيما بالنسبة للنساء اللائي يُنجبن لأول مرة) مثل حدث الولادة، إلا أننا سنمدّك الآن ببضع خطوات ستساعدك على تقليص مستوى قلقك وتوترك.

جسمكِ

بحلول الأسبوع 32 من الحمل، من المرجح أنه مرّ عليك زمنٌ منذ آخر مرّة لمحتِ فيها قدميك عندما تقومين واقفةً!، من المتوقع أيضًا أن يكون وزنك قد ازداد كثيرًا بنحو 12.5 كيلوغرامًا، ومن الوارد أن تواجهي صعوبات في النوم، وتتعرّضي على مدار اليوم لعدّة آلام وأوجاع مُزعجة. وفي هذه المرحلة من الحمل، سيكون القلق بشأن المخاض آخر شيء تودين أن يُضاف لقائمة الأوجاع البدنية والآلام الجسدية التي تشعرين بها. ومع ذلك من المؤسف أن المتاعب العاطفية سائدة وشائعة بنفس القدر الذي توجد به المتاعب الجسدية خلال هذه المرحلة من الحمل، وهي مشاعر وأحاسيس ليسَ من السهل تدبيرها. 

لكن الخبرَ السعيد يتمثل في أن تثقيف نفسك في هذا المجال من شأنه أن يكون دواءً فعالًا ضد القلق والتوتر. وبهذا الصدد، يمكننا تقسيم المخاوف بشأن المخاض والولادة وفق بضع تصنيفات هي: 

الألم. وهو أكثر المخاوف شيوعًا بين الأمهات الحوامل. فحتّى لو كنتِ مؤمنة بشدة بجدوى تقنية Lamaze المتخصصة في تخفيف قلق وآلام ما قبل الولادة، آملةً بأن التنفس العميق سيساعدك على المرور بتجربة ولادة سلسة، أو خططتِ لأن تطلبي من الأطباء حقنك فورًا بعَقّار أَسفل الظَّهر لِمَنْع الإحساس بالأَلَم، سيظل الخوف من أن تتألمي بشدة ذا تأثير طاغٍ/شديد على صحتك النفسية والبدنية خلال الأسابيع القليلة المتبقية من الحمل. والجانب المُشرق من القصة هنا أنه يوجد بالفعل عدة طرق يمكن للأطباء والممرضين أن يساعدوك بواسطتها على تجاوز آلام الولادة، وإحدى هذه الطرق للتخفيف من قلقك تحضيرك جسديًا ونفسيًا خلال الأسابيع القليلة المتبقية التي تفصلك عن التاريخ المتوقع للولادة.

الشعور بالإحراج. ما من شكٍ أن عملية الولادة عملية حميمةٌ للغاية. ذلك أنه وحتى على الرغم من امتلاء الغرفة بعدة أشخاص على أتم الأهبة والاستعداد لتقديم العون، إلا أنه من الشائع أن تقلق المرأة المارّة بالمخاض بشأن إمكانية أن تتحرك أمعاؤها في وقت غير مناسب، لا سيما وأنها تُطالب مرارًا وتكرارًا أن تدفع أكثر. وبهذا الصدد، لا تملك بعض النسوة ما يكفي من يقين بأنفسهن أنهن قادرات على تحمل الألم، فيما تشعر أخريات بالخوف من فقدان السيطرة أمام أشخاص لا يعرفونهم حق المعرفة. ومع أنه عند التفكير بهذه المخاوف بينك وبين نفسك ستبدو لك عظيمة جدًا، إلا أنه في الواقع لن يلاحظها أحد في الغرفة أو يلقي لها بالًا عداكِ. وذلك أن الممرض أو الممرضة التي ستتولى عملية توليدك، ستصب اهتمامها وتركيزها على نجاح هذه العملية بسلاسة ولا شيء آخر، أما غيرها من المتخصصين والأطباء فليس الأمر بجديد عليهم، إذ أنهم شهدوا عددًا كبيرًا من عمليات الولادة بل ومروا بحالات أصعب بكثير منها!

المُضاعفات. تُعدّ عملية الولادة عمليةً مُربكة، وقد تمتد أحيانًا لتستمر ساعات، وتتضمن إجراءات طبية مطوّلة، حتى بالنسبة لأولئك الذين يريدون إتمامها بطريقة طبيعية تمامًا. وفي هذا السياق، تشعر العديد من النساء الحوامل بالقلق بشأن ما الذي سينقلب ويخرج عما هو مخطط له على سبيل المثال الاضطرار للتحوّل من خطة ولادة مُعدٌّ لها بعناية إلى إجراء عملية جراحية قيصرية عاجلة. ومع أنه من المستحيل التنبؤ انطلاقًا من الأسبوع 32 بما ستكون عليه عملية الولادة في نهاية المطاف، إلا أنه عليك ألا تقلقي وتشغلي بالك لأنه في الواقع: الغالبية العظمى من عمليات الولادة تنتهي بأمٍ وطفل كلاهما بصحة جيدة. وبهذا الصدد، نوصيكِ أن تبني علاقةً ممتازة مع الممرض أو الممرضة أو الطبيب أو الطبيبة التي ستتولى توليدك، حيث أن الثقة فيمن سيولدك ستساعدك على اتخاذ القرارات طوال فترة حملك وأثناء المخاض وحتى عملية الولادة.

وبصورة عامة تكمن أهم نقطة لصالحك ستدعمك للتغلب على جميع هذه المخاوف في إبقاء قناة التواصل والنقاش مفتوحةً مع كلٍّ من زوجك وأهلك وصديقاتك والطاقم الطبيّ المُشرف على حالتك. لذلك نوصيكِ أن تحيطي نفسك بالناس الذين يدعمونك حقًا ويريدون مصلحتك بالفعل، وتجنبي قدر الإمكان الإصغاء لتلك القصص المُرعبة بشأن المخاض والولادة والتي تتداولها الكثير من النساء.

طفلكِ

في الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل، سيبلغ عمر جنينك 30 أسبوعًا. في هذا السنّ، غالبًا ما سيبلغ وزن الجنين نحو الـ 1.6 كيلوغرامًا، وطولًا قدره 45 سنتمترًا إن أجرينا القياس من أعلى الرأس إلى أخمص القدم. وهذا الطول سيكون قريبًا جدًا من الطول الذي سيكون عليه الطفل عندما يولد. وفي هذه المرحلة، أي من الأسبوع 32 فصاعدًا، وعلى الرغم من أن جنينك سيظل يكتسب الوزن بوتيرة سريعة، إلا أن معظم النمو سيكون من ناحية العرض لا من ناحية الطول. 

وأحد الأمور اللافتة للانتباه التي تحدث في الفترات الأخيرة من الحمل هو الظهور التدريجي لشخصية طفلك. ذلك أنه وفي ظلّ تطور النظام العصبيّ للجنين ونمو دماغه، سيبدأ الطفل في إنشاء أنماطٍ وتفضيلات محددة من الراجح أن تظلّ مصاحبة له طوال عمره. ومن هذه الملامح الشخصية احتمالية أن يكونوا أكثر نشاطًا أثناء الليل أو أن يكون لديهم فرط نشاطٍ فوق المستوى الطبيعي. بل من الممكن أيضًا أن يكون الجنين قد بدأ بالفعل بـ”مصّ” إبهامه، أو الولع بتحريك قدميه كأنه يدير دواسة دراجة! في هذه المرحلة أيضًا من الوارد أن يكون لدى الجنين تفضيلات معينة لبعض الأطعمة وكرهٌ لبعضها الآخر. ومما يثير العجب أنه لو سألت آباء وأمهات أطفالٍ أكبر سنًا من طفلك، في غالب الأحيان سيخبرونك قصصًا عن عادات وتفضيلات أطفالهم بدأت لديهم قبل حتى أن يُولدوا. 

 نصيحة الطبيب: 

“تكمن إحدى الطرق الفعّالة في القضاء على المخاوف والهواجس في الانخراط في دورة تحضيرٍ للولادة تقدمها مُدرّبة مُتمرّسة”.

الأسبوع 31 من الحمل < > الأسبوع 33 من الحمل 

برعاية Bundoo®