الأسبوع 38 من الحمل
مرحباً بكِ في الأسبوع 38. أصبحتِ فعلاً في المرحلة النهائية الآن؛ لم يبقَ أمامكِ سوى أسبوعين فقط على موعد الولادة وأسبوع واحد فقط قبل أن يُولد طفلكِ بعد “مُدّة حمل مُكتملة” (تمام الحمل). ولكن تذكّري أنَّ عدداً قليلاً جداً من الأطفال يُولدون في موعدهم، لذلك قد لا يكون أمامكِ أسبوعين بالضبط؛ إذ يُولد بعض الأطفال في مرحلة مُبكرة، بينما يُولد آخرون في مرحلة مُتأخّرة. ويُوصي مُعظم الأطبّاء بعدم تجاوز موعد الولادة المُتَوَقَّع لأكثر من أسابيع قليلة، وذلك بسبب المشاكل المُحتَمَلَة التي قد تُسبّبها شيخوخة المشيمة. لذا اطمئني، لن تبقي حاملاً للأبد وقد أصبحت النهاية قريبة جداً الآن!
جسمكِ
فيما يَستعد طفلكِ لليوم المُنتظر، يكون قد بدأ جسمكِ بتحضير نفسه منذ بضعة أسابيع. لقد تناولتْ المقالات القليلة السابقة مُعظم علامات المخاض الوشيك، لذا أصبح من المُفترض أن تعرفي الأمور التي يجب الانتباه لها. ولكن، حتّى في هذه المرحلة المُتأخّرة من الحمل، خلال الأسبوع 38، قد تستمرين في الشعور بأعراضٍ جديدة ويكون أحد هذه الأعراض هو تسرّب حليب الثدي.
من الشائع أن يبدأ تسرّب حليب الثدي قبل الولادة مُباشرةً. وتُعرَفُ هذه المادة باللبأ، وهو أول طعام يتناوله طفلكِ. ولا داعي للقلق، فجسمكِ يستعد فقط للرضاعة الطبيعية. اللبأ هو حليب غني وسميك، يُنتجه الجسم خصيصاً لدعم طفلكِ في الأيام القليلة الأولى من حياته. وتتمثّل إحدى وظائفه الرئيسية في دعم نمو الجهاز المناعي لطفلكِ، ما يعني أنّه مُهمٌّ جداً. وفي الواقع ، يُسمّيه البعض “الذهب السائل”!
تُوصي المُنظّمات المُتخصصة مثل مُنظّمة الصحّة العالمية (WHO) ومُنظّمة الأمم المُتحدّة للطفولة (اليونيسيف) بالرضاعة الطبيعية حصراً خلال الأشهر الستة الأولى من حياة طفلكِ. وقد أظهرت العديد من الدراسات أنَّ حليب الأمّ هو الغذاء الأمثل لحديثي الولادة. وهو يتكوّن من الكمية المناسبة تماماً من البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون لتشجيع النمو الصحّي والقوي. ويُعاني الأطفال الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية من مشاكل هضمية وتنفّسية أقلّ وينخفض احتمال إصابتهم بأمراض غير مُعدية مثل البدانة وداء السكّري من النوع الثاني. وتكون الرضاعة الطبيعية مُفيدة لكِ أيضاً؛ إذ يُمكن أن تُساعدكِ على فقدان الوزن مُباشرةً بعد الحمل ويُمكن أن تُخفّض من خطر إصابتكِ بالسرطانات المُرتبطة بالهرمونات في المُستقبل.
وعلى الرغم من أنَّ حليب الأمّ يحتوي على عددٍ كبير من الفوائد الصحية، لكِ ولطفلكِ على حدّ سواء، إلّا أنّه خياركِ وحدكِ فقط ولا يحق لأحدٍ أن يُشعركِ بالذنب أو الدونية إذا لم تتمكّني من القيام بالرضاعة الطبيعية أو اخترت عدم القيام بها. ويتم تصنيع الحليب الصناعي اليوم وفقَ معايير دقيقة وهو يحتوي على جميع الدهون الصحية، والبروتينات، والكربوهيدرات، والفيتامينات، والمعادن التي يحتاجها طفلكِ. وتذكّري، أياً كان خياركِ، فالأهمّ هو إطعام طفلكِ!
إذا كنتِ تُخططين للقيام بالرضاعة الطبيعية، فهذا خيارٌ جيد جداً! استفيدي من الوقت الآن لطرح أسئلتكِ على مُقدّم الرعاية الصحية لمعرفة ما الذي يجب تَوَقُّعُه عندما يحين الوقت. وقد ترغبين أيضاً في التخطيط مُسبقاً والبحث عن أخصائيي رضاعة في مُحيطكِ. فهؤلاء هم الأشخاص الذين سيكونون قادرين على مُساعدتكِ بعد ولادة طفلكِ في مُواجهة الصُعوبات والإجابة عن الأسئلة المُتعلّقة بالرضاعة الطبيعية. وسيُوفّر لكِ العثور على شخصٍ تَشعرين بالراحة معه الآن (و/أو يُغطّي تأمينكِ الصحّي تكاليفه) الكثير من الوقت والتوتر في حال واجهتِ مشاكل بعد ولادة طفلكِ.
طفلكِ
إنّه الأسبوع 38 وقد أصبح طفلكِ في المرحلة النهائية الآن! وهو يبلغ 36 أسبوعاً (عمر الجنين)، وأصبح وزنه 3.2 كلغ وطوله حوالي 48 سم من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين. ومن ناحية النمو، أصبح طفلكِ في هذه المرحلة شبه جاهز لدخول العالم. فقد أصبحت الرئتان، التي استغرقت وقتاً طويلاً للنمو بشكلٍ كامل، مُزوّدة بكميّة كافية من “الفاعل بالسطح” للسماح بالتنفّس من دون مُساعدة إضافية أو البقاء في المُستشفى لفترة إضافية.
خلال الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل، عندما يُصبح الأطفال في “مرحلة النمو الأكثر تقدّماً”، من المُدهش إدراك أنَّ النمو يَستمرّ في الواقع لفترة طويلة بعد مُغادرتهم الرحم. فما زال هناك أمور أساسية لم يتم تحديدها بعد، مثل لون العينين، وقد يستغرق ذلك بضعة أشهر. كذلك، سيستمرّ الهيكل العظمي والجهاز العصبي في النمو لفترة طويلة بعد ولادة طفلكِ. فالولادة هي فقط البداية!
نصيحة الطبيب:
“تذكّري دائماً أنَّ عدداً قليلاً جداً من الأطفال يتحققون من تقويمهم ويأتون إلى هذا العالم عندما يحين “موعد ولادتهم”. إنَّ تجاوز موعد ولادتكِ هو أمرٌ طبيعي للغاية “.
الأسبوع 37 من الحمل < > الأسبوع 39 من الحمل
برعاية Bundoo®