ما هي البوليبات (الزوائد اللحمية) الرحمية؟

تَنشَأ البوليبات (الزوائد اللحمية) الرحمية في عنق الرحم (البوليبات العنقية) أو في بطانة تجويف الرحم (البوليبات البطانية). تُعتَبَر البوليبات الرحمية شائعة نسبياً وعادةً ما تكون حميدة ولا تَتَرافق بأعراض غالباً.

ما هي البوليبات (الزوائد اللحمية)؟

البوليبات هي التشَوّهات البنيوية  الأكثر شيوعاً في الجهاز التناسلي الأنثوي وتُؤَثّر على حوالي 10% من الإناث. يُمكِن أن يَتَراوَح حجمها من بضعة ملليمترات إلى أن تَملأ تجويف الرحم بأكمله، فإما تتوضع  مُسَطّحة على بطانة الرحم (بوليبات قاعدية غير عنقية) أو تَنشَأ بشكل بارز من بطانة الرحم عبر ساق (البوليبات المُسَوّقة). كما يُمكِن أن يَتَغيّر مُعَدّل نمو البوليبات بشكل كبير، حيث تَنمو بعض البوليبات بشكل مُستَمِر مع مرور الوقت بينما يَتَراجَع البعض الآخر.

يتم عادةً تشخيص البوليبات باستخدام الموجات فوق الصوتية عبر المهبل أو تَنظير الرحم الذي يُعتَبَر أكثر دقة.يتم عادةً إجراء خزعة من بطانة الرحم لمعرفة ما إذا كان البوليب حميداً.  غالباً ما يتم الكشف عن البوليبات بَعدَ إجراء الفحوصات الخاصة بالعقم غير المُبَرّر فقط؛ بسبب قلة الأعراض السريرية. في الواقع، فإنّ أَهَم عَرَضَين للبوليبات هما:

حيث تَلعَب البوليبات دوراً في حوالي 50% من حالات النزيف غير الطبيعي و35% من حالات العقم. تَكون النساء عند اقتراب سن الأمل أقلّ عُرضة للمعاناة من نزيف غير طبيعي مُرتَبِط بالبوليبات مُقارنةً بالنساء الأكبر سناً.

عوامل الخطر

لا يُعرَف  دائماً سبب تَطَوّر البوليبات.

  • العمر. يُعَدّ عاملاً رئيساً لتَطَوّرها؛ فنادراً ما توجد البوليبات لدى النساء دون سن 30. تُشير الدراسات الحديثة إلى أنّ البوليبات قد تَكون موجودة في حالة كامنة عند النساء الأصغر سِناّ وبِشكل أكثر عُرضة للتراجع مع مرور خلايا بطانة الرحم بدورة مستمرة.
  • الدواء. في حين أنّ الآليات الدقيقة التي تُؤدّي إلى تَشكل البوليبات في الرحم غير واضحة، إلّا أنّه توجد علاقة قوية بين تَطَوّر البوليبات والاستروجين. يَزداد خطر تَشَكّل البوليبات عند النساء اللاتي يَتَناوَلن التاموكسيفين أو العلاج التعويضي للهرمونات  (HRT). التاموكسيفين هو مُشابه (ناهض) جزئي لهرمون الاستروجين يُستَخدَم في معالجة سرطان الثدي، ويُعتَقَد أنّه تَتَراوح نسبة حدوث البوليبات البطانية الرحمية عند النساء اللاتي تم وَصف التاموكسيفين لهنّ ما بين 5 و35%.  أمّا العلاج التعويضي للهرمونات, فكثيراً ما يُعطى للنساء بعد انقطاع الطمث لتخفيف بعض الأعراض المُزعِجة. يُمكِن أن تُؤدّي التاثيرات الاستروجينية التي يُسَبّبها التاموكسيفين على الرحم وتحفيز بطانة الرحم المُستَمِر دون معارضة الذي يُرافِق العلاج التعويضي بالهرمونات، إلى ظهور البوليبات المُعتَمِدة على الاستروجين. وُجِدَ أنّ هذه البوليبات تَحتَوي على أعداد كبيرة من مستقبلات هرمون الاستروجين عند إزالتها.
  • السمنة. تُعتَبَر السمنة عامل خَطَر إضافي لتَطَوّر البوليبات لأنّ الأنسجة الدهنية تَحتَوي على مستويات عالية من إنزيم الأروماتاز الذي يُحَوّل الأندروجينات في الدم إلى استروجينات.
  • المورثات. لا تَتَشكّل جميع  البوليبات بسبب هرموني. فقد تمّ اقتراح عملية استِماتة الخلايا ( الموت الخلوي المُبَرمَج) كأحد الآليات التنظيمية المسؤولة عن ضمان طرح بطانة الرحم مع كل دورة طمث. إلّا أنّه توجد أَدلّة على انخفاض عملية الموت الخلوي المُبَرمَج في نسيج البوليبات، ما يُفَسّر سَبَب عدم طرح  هذه البوليبات مع بقية بطانة الرحم أثناء الحيض. علاوة على ذلك ، وُجِدَت تَشوّهات كروموسومية واختلاف النشاط الجيني عند بعض النساء اللاتي يعانين من البوليبات، وقد تأثرت بشكل خاص الجينات التي تُنَظّم نمو الخلايا. مازالت هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول دور الجينات في تَشَكّل البوليبات لمعرفة ما إذا كان هناك مُكَوّن عائلي وراثي لهذه الحالة.
  • الالتهاب. تمّ اقتراح وجود سبب التهابي كعامل خطر محتمل، وأنّ البوليبات تَحدُث نتيجة وجود  التهاب أنسجة موضعي.

إزالة البوليبات (الزوائد اللحمية)

يُعتَبَر استئصال البوليبات الرحمية بالتنظير طريقة العلاج المعيارية الذهبية للبوليبات التي تُسَبّب إزعاج جسدي أو تُساهم في إعاقة الحمل. إنّ هذه التقنية بسيطة نسبياً وتَعتَمِد على إزالة أنسجة البوليبات. غالباً ما يُمكِن إزالة البوليبات العنقية (في عنق الرحم) باستخدام المَلقط، بينما قد تَتَطلّب البوليبات البطانية الكبيرة الكَي. يَنخَفِض مُعَدّل تكرار تَشَكّل البوليبات نسبياً بمجرد إزالتها، وتكون المضاعفات نادرة.

إضافة إلى ما سبق، تُستَخدَم طريقة توسيع وكحت (تجريف) الرحم كتقنية بديلة أحياناً لعلاج أمراض الرحم. إلّا أنّها ليست الطريقة المُفَضّلة لإزالة البوليبات بِسَبب وجود احتمال كبير لتفويت بعض البوليبات أثناء العملية.

من المُحتَمَل أن تَشهَد النساء اللاتي يَزداد حجم البوليبات لديهنّ عن 10 مم تراجعاً طبيعياً لهذه البوليبات بمرور الوقت، وقد تُفَضّل النساء اللاتي لا يُعانين من أعراض تَجَنّب التدبير الجراحي تماماً. إلّا أنّه يُمكِن أن تُصبِح البوليبات سرطانية في حوالي 1% من الحالات، وبالتالي، يَجب على النساء اللاتي اختَرنَ عدم إزالة البوليبات الخضوع للمراقبة والفحص بشكل مُنتَظَم لضمان بقاء هذه البوليبات بشكل حميد غير سرطاني.

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.

المصدر:

  • Ben-Arie, Alon, et al. “The Malignant Potential of Endometrial Polyps.” European Journal of Obstetrics & Gynecology and Reproductive Biology, vol. 115, no. 2, 10 Aug. 2004, pp. 206–210., doi:10.1016/j.ejogrb.2004.02.002.
  • Chan, Ssc, et al. “A Randomised Controlled Trial of Prophylactic Levonorgestrel Intrauterine System in Tamoxifen-Treated Women.” BJOG: An International Journal of Obstetrics & Gynaecology, vol. 114, no. 12, Dec. 2007, pp. 1510–1515., doi:10.1111/j.1471-0528.2007.01545.x.
  • Kanthi, Janu Mangala, et al. “Clinical Study of Endometrial Polyp and Role of Diagnostic Hysteroscopy and Blind Avulsion of Polyp.” Journal Of Clinical And Diagnostic Research, vol. 10, no. 6, June 2016, pp. QC01–4., doi:10.7860/jcdr/2016/18173.7983.
  • Nijkang, Njume Peter, et al. “Endometrial Polyps: Pathogenesis, Sequelae and Treatment.” SAGE Open Medicine, vol. 7, 2 May 2019, doi:10.1177/2050312119848247.
  • Wong, M., et al. “The Natural History of Endometrial Polyps.” Human Reproduction, vol. 32, no. 2, Feb. 2017, pp. 340–345., doi:10.1093/humrep/dew307.
Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share