الأسبوع 19 من الحمل

يَحدُث التغيير بشكل تدريجي خلال فترة الحمل. بشكل مثالي, يَزداد الوزن ببطء وثبات وبمُعدّل لا يمكن ملاحظته، ثم في أحد الأيام، وحوالي الأسبوع التاسع عشر تقريباً، أي عند الإقتراب من مُنتَصَف فترة الحمل، تَقِفين أمام المرآة وتُدرِكين أنّك بدأتِ تبدين حاملاً بالفعل.

جسمك
تَختَلِف كلّ امرأة عن أخرى، ولكن يَكون مُتوسّط ​​زيادة الوزن في هذه المرحلة من الحمل غالباً حوالي 7 كيلوجرام. سوف يَختَلِف ذلك بالطبع اعتماداً على البُنيَة الفردية وطبيعة النظام الغذائي وممارسة الرياضة وسواءاً أكان هذا هو الحمل الأول. يتم تقسيم الوزن الذي تم اكتسابه حتى الآن بين حوالي 250 جرام تشكل وزن الطفل الذي ينمو  و170-200 جرام تشكل وزن المشيمة وبين 650 إلى 700 جرام تشكل وزن الرحم والسائل الأمنيوسي.  كذلك, يَكتَسِب الثديان أيضاً بعض الوزن, فيكون ما تبقى من الوزن ( حوالي 5 كيلوجرامات تقريباً) عبارة عن سائل. يتمثل هذا السائل  في الزيادة التي تحصل في  حجم الدم ومخازن الدهون التي ستُساعد في الحفاظ على تغذية الأم والطفل وستُستَخدَم في إنتاج حليب الثدي.

نأمل أن تكون الآثار الجانبية التي تم المعاناة منها خلال الأسابيع القليلة الماضية قليلة جداً، وأن تكون هذه الآثار -إنْ وجدت- مُجرّد أوجاع وآلام خفيفة التي تُعتَبَر من السمات الطبيعية للحمل. قد يتم ملاحظة المعاناة من نوبات دوار أحياناً. يكون هذا عادةً نتيجة لانخفاض ضغط الدم، وذلك عندما لا يتم ضخ الدم بكفاءة في جميع أنحاء الجسم والدماغ.

لماذا يكون انخفاض ضغط الدم شائع الحدوث  في الحمل؟
أولاً، يُمكِن للرحم الضغط على الشريان الأبهر أثناء الاستلقاء ممّا يُحدّ من تدفّق الدم. ثانياً، قد يَتَسبّب القيام من وضعية الجلوس أو الوقوف بسرعة كبيرة في  اندفاع الدم من الرأس ممّا يؤدّي إلى الشعور بشكل مؤقت بالدوار. تُعرَف هذه الحالة باسم انخفاض ضغط الدم الانتصابي (الوضعي). تُعتَبَر أفضل طريقة للسيطرة على أي دوخة هي بأخذ الوقت الكافي عبر الجلوس والوقوف ببطء. وعند مواجهة نوبة دوار، يجب الجلوس حتى انتهائها. يؤدّي ارتداء الجوارب الضاغطة إلى إحداث ضغط على المنطقة السفلية من الساقين، ممّا يَمنَع تجمّع الدم ويحافظ على الدورة الدموية، وبالتالي يُحافظ على تدفّق الدم إلى القلب والدماغ ويُقلّل من خطر نوبات الدوار.

لا داعي للقلق في حال الشعور برغبة بتناول الطعام بإستمرار، إذ تكون زيادة الشهية أمر طبيعي تماماً في هذه المرحلة.لكن, يكون سكري الحمل أمراً يجب مراعاته عند المعاناة من هذه الحالة. يَختلف معدّل انتشار سكري الحمل بشكل كبير اعتماداً على مكان تواجدك، ولكن يُقدّر معدل الإصابة العالمي به حوالي 10%. تُصاب معظم النساء بهذه الحالة خلال الثلث الثاني من الحمل عندما يزداد الجلوكوز في الدم. في هذه الحالة, يَكون الجسم غير قادراً  على استخدام الأنسولين الذي ينتجه أو لا يستطيع إنتاج كميات كافية من الأنسولين لنقل الجلوكوز من مجرى الدم إلى الخلايا حيث يكون مطلوباً للطاقة. بينما لا نَعرِف بالضبط ما الذي يُسبّب سكري الحمل، فإنّنا نَعرِف أنّ الزيادة المفرطة في الوزن والنظام الغذائي السيئ يمكن أن يزيدا من خطر الإصابة به. ونعلم أيضاً أنّ سكري الحمل يزيد احتمال إصابة الأم والطفل بالعديد من المشاكل الصحية.

يشكل نقص سكر  الدم عكس سكري الحمل, وهو  يُمكِن أن يحدث أثناء الحمل نتيجة تزايد حاجة طفلك وجسمك إلى الطاقة. يكون نقص سكر الدم  سبب آخر للمعاناة من نوبات الدوار؛ وأحد الأعراض الأخرى هو الشعور بالتعب وعدم التوازن. لحسن الحظ، يمكن تدارك هذه الحالة عموماً بسرعة عن طريق تناول وجبة خفيفة غنية بالسكر مثل الشوكولاته (باعتدال) أو الفاكهة كحل مثالي. يمكن تَجَنّب تكرار نوبات نقص سكر  الدم من خلال اتباع نظام غذائي صحي يَتَضمّن وجبات صغيرة منتظمة.

طفلك
يبلغ العمر الجنيني لطفلك الآن 17 أسبوعاً. بشكل متوسط​​، يبلغ وزن الأطفال في هذه المرحلة حوالي 250 جراماً ويبلغ طولهم حوالي 15 سم من الرأس إلى المقعد. يبلغ حجم طفلك الآن حجم المانجو تقريباً.

هذا هو الوقت المناسب لنمو الأطفال، حيث تبدو الآن معظم نسب طفلك طبيعية. فيكون حجم ذراعيه وساقيه متناسباً مع جسمه، على الرغم من أنّ الرأس لا يزال كبيراً. كما يبدأ الأطفال النامون في هذه الفترة (في حال لم يحصل ذلك مسبقاً) بِجَمع جميع أوج تطور النمو التي حدثت خلال الأسابيع القليلة الماضية. فيَعمَل كلّ من الدماغ والجهاز العصبي بشكل كامل وتكون الحواس نشطة وتُعالِج جميع أنواع المدخلات الحسية ويزداد الهيكل العظمي قوة يوماً بعد يوم. نتيجة لذلك، يبدأ الأطفال في هذا العمر في التحرك والتمدد كأنَهم يمارسون الجمباز. بشكل مثير للإعجاب، قد يَعني هذا أنّك بدأتِ تشعرين بحركة طفلك، رغم أنّ التعرّف على هذه الأحاسيس قد يستغرق وقتاً أطول إذا كان هذا حملك الأول. قد يكون من الصعب تمييز الحركات الفردية، لكن طفلك سوف يضرب ويركل ويتحرك ويتقلّب حتى يعتاد على أطرافه وردود فعله الجديدة.

هل تذكرين الشعر الناعم الأملس الذي يُدعى الزغب والذي بدأ ينمو قبل بضعة أسابيع؟ في حوالي الأسبوع التاسع عشر، يبدأ هذا الشعر بالاندماج مع خلايا الجلد الميتة ومادة شمعية يشبه قوامها الجبنة لتكوين طبقة سميكة تُغطّي الجلد تُسمّى الطلاء الجبني (غطاء شمعي). على الرغم من أنّ هذا المزيج يبدو مُستَهجناً، إلّا أنّ هذا الغطاء يُقوم بدور هام: فهو يحمي جلد طفلك من استمرار التماس مع السائل الأمنيوسي. يختفي القسم الأعظم من  هذا الغطاء مع الولادة عند معظم الأطفال، ولكن غالباً ما تبقى بقايا هذه الطبقة الواقية البيضاء الرقيقة عند الولادة، ويتم ملاحظتها بشكل خاص عند الرضّع الخدّج.

الأسبوع 18 من الحمل

يرعاية Bundoo®

Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share