خمسة أشياء عن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات لم يُخبرك الطبيب عنها

PCOS( polycystic Syndrome)

إنّ متلازمة المبيض المتعدد الكيسات اضطرابٌ شائعٌ في غدد الصم يتمّ تشخيصه عادةً عند النساء في سنّ الإنجاب. هذا لا يعني أنّ هذه الفئة من النساء هنّ الوحيدات المُعرّضات للإصابة، فقد تمّ تشخيص هذه الحالة أيضاً عند الأطفال. إذ تُشير الأبحاث الحالية إلى استعداد بعض النساء قبل الولادة وراثياً للإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات.كذلك, إذا لم يتم تدبيرها بنجاح, يمكن الشعور بتأثير الأعراض المرتبطة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات بعد سن الأمل. يُبرز هذا الأمر الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الحالة بشكل أفضل لعدّة أسباب أهمّها أنّ مُعدّل بالإصابة يتراوح بين 4 و10%، ولا تزال هذه الحالة حتى الآن غير مفهومة جيداً وفي بعض الحالات لا يتم تدبيرها بشكل جيد سريرياً.

نُسلّط الضوء في هذه المقالة على بعض الحقائق غير المعروفة عامّةً حول متلازمة المبيض المتعدد الكيسات. سوف نُبيّن سبب عدم وجود علاج بسيط للحالة يتم عبر خطوة واحدة ومدى أهمّية اتباع نهج خاص وشخصي للعلاج.

1. هناك أنواع مختلفة من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات
لقد أصبح من الواضح أنّه لا يوجد عامل واحد يسبب الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات. بل من المحتمل أن تَحدُث نتيجة ارتباط مُعقّد بين عدّة عوامل منها الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية ومستويات الهرمون غير المنتظمة والحالة الاستقلابية.

إذا تراجعنا عن تشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات كحالة قائمة بذاتها وقُمنا بدلاً من ذلك بتَوصيفها وفق الأعراض السائدة أو السبب المُحتمل, فسنكون أكثر قدرةً على السيطرة على الآثار السلبية. يكون النوع الأكثر انتشاراً منها هو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات المقاومة للأنسولين. تحدث المقاومة للأنسولين عند ما يصل إلى 70% من المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات. كما أنّ الزيادة في مستويات الأنسولين في الجسم تساهم في حدوث عرضين على الأقل من الأعراض السريرية الثلاثة الرئيسة للحالة: فرط الأندروجينية وعدم انتظام الدورة الشهرية.

تتضمّن الأنواع الأخرى من هذه المتلازمة؛ متلازمة المبيض المتعدد الكيسات الناتجة عن تناول حبوب منع الحمل ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات الالتهابية ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات مجهولة السبب.

يجب معرفة أن الخيارات العلاجية لا تكون جميعها ملائمة لكل امرأة مصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات. يتمّ غالباً وصف حبوب منع الحمل المُركّبة كعلاج, إلّا أنّ بعض مانعات الحمل الفموية يمكن أن تزيد من مقاومة الأنسولين مما يجعلها غير مناسبة للنساء اللواتي يعانين من هذا النوع من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.

يكون فرط الأندروجينية أحد الأعراض الرئيسية لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات. لكن, قد يكون هذا العرض غير مرتبط مباشرةً بالمتلازمة لأن كلاً من المبيض والغدة الكظرية يستطيعان إفراز زيادة من الأندروجينات .إذا كان فرط الإفراز ناتج عن الغدة الكظرية (كما هو مُقدّر لدى 25-50% من الحالات), فقد تُرجَع أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات في الواقع إلى وجود اضطراب في الغدة الكظرية مثل تَضخّم الغدة الكظرية صَغيرُ العُقَيدات. سيتطلّب هذا الأمر أسلوب معالجة مختلف عن زيادة الأندروجينات الناجمة عن المبيض.

في الحالات التي تشمل إمراضية ما, مثل خمول الغدة الدرقية، من المحتمل أن يُؤدّي حلّ المشكلة الأساسية إلى تخفيف أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات حيث يمكن أن يساعد تناول الدواء الهرموني للدرقية في علاج قصور الغدة الدرقية.

يعني عدم وجود سبب واحد للمتلازمة عدم وجود علاج وحيد ويشير إلى أهمية إتباع منهج علاجي شخصي و متعدد الطرق.

2. لا يكون وجود كيسات على المبيض العرض الأساسي لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات
لم يتم تسمية متلازمة المبيض المتعدد الكيسات بشكل جيد، فوجود كيسات على المبيض ليس مطلوباً للتشخيص, وممّا يزيد الأمر تعقيداً أنّه من الممكن وجود كيسات على المبيض دون الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات.يكون الاسم البديل لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات هو تَوقّف الإباضة نتيجة فرط الأندروجين. يُعدّ هذا التعريف بالتأكيد أكثر دقّة رغم وجود صعوبة في التعبير عنه. وهذا يعني حرفياً وجود فائض في الهرمونات الذكرية وضعف في الإباضة, وهو يَصِف بدقّة الأنواع الأكثر شيوعاً للحالة.

إنَ وجود كيسات على المبيض من أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات التي يمكن كشفها سريرياً, ويُقدّر أنّ بنية المبيض تكون غير طبيعية لدى 75% من النساء اللاتي يعانين من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات . حقيقةً, تعاني ما يصل إلى ربع النساء في سنّ الإنجاب من اضطراب ما في المبيض ممّا يُشير إلى احتمال ارتفاع نسبة النتائج الإيجابية الخاطئة. فمن الشائع تشكل الكيسات الحميدة, وخاصة عند الشابات. تتشكّل هذه الكيسات عندما لا يفتح الجُرَيب لإطلاق البويضة التي يحتويها, ويُطلَق على هذه الجريبات صفة “النضج جزئياً”. عادةً ما تكون هذه الكيسات حميدة في طبيعتها في حال غياب أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات الأخرى ولا داعي للقلق بشأنها.

حدد إجماع روتردام في عام 2003 (برعاية جزئية من قِبَل الجمعية الأوروبية للإنجاب والجمعية الأمريكية لطب التوليد) وجود كيسات على المبيض باحتوائه على أكثر من 12 جريباً وبلوغ حجمه 10 مل أو أكثر. يُعَد الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل مفيداً لتحديد ذلك, ولكن لا ينبغي أبداً الاعتماد عليه وحده لتشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات, فهناك حاجة إلى ظهور عرض سريري آخر على الأقل للتشخيص بدقة (الرجاء الإطلاع على القسم السفلي من المقالة).

3. يجب ظهور اثنين من ثلاثة أعراض لتشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات
في عام 2003، تمّ إنشاء ورشة عمل في إجماع روتردام لإعادة تحديد المعايير المثلى لتشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات التي لم يتم مُراجعتها بالتفصيل منذ عام 1990 حين وَضع المعهد الوطني للصحة إرشادات التشخيص.

كانت نتاج إجماع روتردام تحديد ثلاثة أعراض سريرية تشير إلى الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات: فرط الأندروجينية وعدم انتظام الدورة الشهرية ووجود كيسات على المبيض. وخَلُص الإجماع إلى أنّه يجب أن يظهر لدى المريضة اثنين من هذه الأعراض على الأقل قَبل تشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات. منذ هذا الإجماع، تَبنّى كل من المعهد الوطني للصحة وجمعية فرط الأندروجين معايير مشابهة فطلبوا عرضين سريريين لتشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.

وَجدت لجان المراجعة التي عُقِدَت  حتى الآن عدداً من الخصائص الشائعة الأخرى لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات بما فيها مقاومة الأنسولين والسمنة وارتفاع مستويات الهرمون المُلَوتِن في الدم. رغم أنّ وجود هذه الخصائص غالباً ما يُعتَبر أساسياً في متلازمة المبيض المتعدد الكيسات إلّا أنّه لا لم يتم التوصية بالاعتماد عليها في التشخيص. حقيقةً, تكون المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين والسمنة.

لقد أصبح هذا موضوعاً مثيراً للجدل. فقد تبيَن مع زيادة فهمنا لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أنّ الحساسية للأنسولين تُعتَبَر عاملاً أساسياً يؤثر في العديد من الأعراض الأخرى مثل فرط الأندروجينية وعدم انتظام الدورة الشهرية والسمنة والاستعداد للإصابة بحالات استقلابية أخرى (على سبيل المثال لا الحصر). كذلك, تَبيّن أنّ علاج مقاومة الأنسولين يُحسّن أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ممّا يُوفّر دليلاً إضافياً على أنّ نقص إشارات الأنسولين قد يكون عامل مسبب للمرض لدى عدد كبير من النساء.
لا يمكن قياس مقاومة الأنسولين مباشرةً بشكل واضح أو دقيق تماماً. توجد حاجة إلى وسيلة موثوقة أكثر لقياس استقلاب الأنسولين والعمل جارٍ على تحديد علامة بيولوجية موثوقة. تتضمّن الاقتراحات حتى الآن adiponectin (يتم تثبيطه لدى مرضى المتلازمات الاستقلابية) ومُتمم العنصر C3 (ثَبُتَ بالفعل أنّ له علاقة قوية بالسمنة) وFGF21 (قد تكون مستوياته الزائدة في مصل الدم مؤشرا بيولوجياً على مقاومة الأنسولين). إنّ تحديد مقاومة الأنسولين بشكل مبكر يعني إمكانية اتباع تدابير للوقاية كمحاولة لتخفيف الأعراض الأخرى الشبيهة بأعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.

4. الهرمونات الاصطناعية (مثل حبوب منع الحمل المركبة) لا تعالج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات بل تُخفي تأثيراتها
تكون حبوب منع الحمل المُركّبة إحدى وسائل العلاج الرئيسة لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات. من الناحية النظرية، يكون استخدام حبوب منع الحمل أمراً منطقياَ إذا تم اعتبار متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أحد اضطرابات غدد الصم, فيمكن أن يؤدي تنظيم مستويات الهرمون إلى تخفيف الأعراض.

تحتوي حبوب منع الحمل المُركّبة على هرمون الاستروجين المُضاد للاندروجين بطبيعته وهرمون البروجسترون الذي يَمنع إفراز الهرمون الملوتن. تُقلّل هذه التركيبة من بعض علامات فرط الأندروجينية مثل حَبّ الشباب والشعرانية ويمكن أن تُنظّم الدورة الشهرية.

تشكل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أحد الأسباب السائدة لعقم الإناث ويُعتَقد أنّها مسؤولة عن ما يصل إلى 70% من الحالات. رغم استخدامها على نطاق واسع, إلّا أنّ حبوب منع الحمل ليست الحل الأمثل لتحسين الخصوبة. كما أنّها ليست حلّاً يمكن استخدامه على المدى البعيد عند أي امرأة مُصابة بمرض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات. وذلك لأنّ الآثار العلاجية الظاهرة تخفي المشكلات فقط؛ إذ لا يحل تناول حبوب منع الحمل المشاكل الأساسية كما أنّه لا يقوم بتنظيم الدورة الشهرية فعلياً لأنّ النزيف الشهري الذي تَتعرّض له المريضة هو نزيف يتم عبره طرح حبوب منع الحمل وليس الحيض الطبيعي. لذلك، لم يتم تنظيم الدورة الشهرية حقيقةً. يشكل هذا الأمر خيبة لمن يتناولن حبوب منع الحمل على أمل انتظام الدورة والحمل. إذا كانت لديهنّ دورة شهرية غير منتظمة قبل تناول حبوب منع الحمل, فمن المُحتَمل جداً أن العودة إلى حالة مماثلة بمجرّد التوقف عن تناولها. كذلك، تم تحديد نوع من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات سببه استخدام حبوب منع الحمل الفموية حالياً أو سابقاً من قِبَل المجتمعات الطبية والعلمية. قد يؤدي هذا الأمر إلى شكوى النساء اللاتي لم تظهر لديهنّ أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات سابقاً من الأعراض الشائعة الناتجة عن هذه المتلازمة كالعقم.

إضافةً إلى ذلك، يمكن أن تتفاقم الحالات الاستقلابية التي تُعدّ اعتلالاً شائعاً يُرافق متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو يحدث نتيجة بعض أنواع حبوب منع الحمل المُركّبة.

لا تخلو حبوب منع الحمل من المخاطر والآثار الجانبية التي ينبغي الاطلاع عليها بحذر قبل بدء العلاج. يجب البحث عن علاج بديل إذا تتضمن تاريخ العائلة الإصابة بالجلطات أو تشخيص مُسبَق بارتفاع ضغط الدم أو السكري. كذلك, يُنصَح بالعلاجات غير الهرمونية عند من يعانين من عدة عوامل تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

رغم من أنّ كثير من الإرشادات السريرية توصي باستخدامها، فقد أُجرِيَت العديد من الدراسات لمعرفة فعالية حبوب منع الحمل في علاج الحالات الهرمونية على نساء لم يُصَبن بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات.  علاوةً على ذلك، يجب تَذكّر أنّ مُكَوّنات حبوب منع الحمل اصطناعية تحاول نسخ الهرمونات الطبيعية فتكون مماثلة من الناحية الهيكلية لكن مع وجود اختلافات أساسية. على سبيل المثال، هرمون البروجسترون الطبيعي هو هرمون السعادة وقد ثَبُت أنّه يُخفّف القلق. إلّا أنّ نظيره الصناعي، البروجستين، مُرتَبط بمزاج اكتئابي ورغبة جنسية منخفضة ومشاعر سلبية.

مع أخذ كل هذا بعين الاعتبار، سيكون من الخطأ القول أنّ حبوب منع الحمل غير مُفيدة في علاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات. إنّها تُخفّف بالفعل الأعراض عند كثير من المصابات, وخصوصاً من يعانين من فرط الأندروجينية. لتحديد النسل, تكون حبوب منع الحمل أحد أكثر الخيارات المتاحة استخداماً. كما يبدو أنّها تُقلّل من خطر تطور سرطان بطانة الرحم حيث تكون المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات أكثر عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم ثلاث مرات نتيجة زيادة تَعرّض الرحم  للإستروجين دون أي اعتراض. يمكن أن يقلل تناول حبوب منع الحمل إلى حدّ كبير من هذا الخطر.

وبالتالي، لا ينبغي تجاهل حبوب منع الحمل كخيار لعلاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، ولكن يجب أن يكون الأطباء مستعدّين لاستكشاف خيارات أخرى بجانبها أو مكانها بدلاً من اعتبارها العلاج المُفضّل لجميع المرضى.

5. أفضل طريقة لتدبير متلازمة المبيض المتعدد الكيسات هي التغيير في النظام الغذائي ونمط الحياة
تبقى حقيقة واحدة صحيحة مع ازدياد المعرفة حول متلازمة المبيض متعدد الكيسات رُغم التطوّر الحاصل في العلوم الطبية والأدوية المتاحة حالياً لتحسين وإطالة الحياة,. إنّ أفضل طريقة لتدبير أعراض الحالة هو إجراء تغيير دقيق ومدروس في نمط الحياة والنظام الغذائي.

كما ذُكِر أعلاه، غالباً ما تُستَخدم الأدوية لعلاج هذه المتلازمة: توصَف عادةً حبوب منع الحمل لمعالجة الأعراض الناتجة عن زيادة الإندروجينات. يُستَخدم الميتفورمين -هو دواء لعلاج لمرض السكري- على نطاق واسع لمعالجة مقاومة الأنسولين (رغم أنّ الدراسات متناقضة حول فعاليته) ويُستَخدم كلوميفين سترات لعلاج العقم. تُعدّ الراحة من الأعراض لفترة قصيرة أمراً هامّاً، ولكن الأفضل من ذلك تحديد سبب متلازمة المبيض المتعدد الكيسات والقضاء عليه بهدف توفير راحة دائمة من الأعراض.

مع مثل هذه الحالة مُتعدّدة العوامل، لن يكون هناك حلّ بسيط. إلّا أنّه قد تَبيّن أنّ اتباع أسلوب حياة أكثر صحةً واتباع نظام غذائي أكثر توازناً يُحسّن العديد من الأعراض بما فيها مقاومة الأنسولين والعقم. وقد تَبيّن أنّ فقدان الوزن يُؤدّي إلى تحسين الخصوبة وزيادة مُعدّلات ولادة طفل حي لدى المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات. في إحدى الدراسات، أصبحت الدورة الشهرية المنتظمة عند 80% من النساء اللاتي يعانين من تَوقّف الإباضة والعقم بعد فقدان 5% من وزن الجسم. علاوةً على ذلك، استطاعت 40% منهنّ الحمل.

الدكتورة ماجدة العازمي، استشارية وأستاذة أمراض النساء والتوليد في جامعة الكويت، تُقدّر أنّ أكثر من 50% من حالات متلازمة المبيض المتعدد الكيسات يمكن علاجها عن طريق فقدان الوزن فقط، ممّا يدلّ على التأثير الهائل لاتباع نظام غذائي صحي ليس فقط في توفير الراحة من الأعراض ولكن أيضاً في تخفيف الحاجة إلى تناول الدواء على المدى البعيد.

حتى أولئك اللاتي لديهنّ استعداد وراثي للحالة, مثل الإناث التي تمت ولادتهن مع مستويات مرتفعة من هرمون AMH وسوف تتطور لديهن غالباً أعراض تشبه متلازمة المبيض المتعدد الكيسات في مرحلة البلوغ، يستطعن اتخاذ خطوات وقائية لتقليل تأثير المتلازمة عبر الحفاظ على مؤشّر كتلة جسم صحي واتباع نظام غذائي متوازن.

أن يكون لديك متلازمة المبيض المتعدد الكيسات يعني أن يكون لديك حالة التهابية مُزمنة منخفضة الدرجة. وبالتالي، يمكن فقط لاتباع نظام غذائي مُضادّ للالتهابات أن يكون مساعداً. يتم ذلك عبر تَجنّب الأغذية المُصنّعة والتبغ والإفراط في الكحول والتقليل من تناول السكر (مهمّ للغاية للسيطرة على مقاومة الأنسولين) وتَجنّب التعرّض للمُهيّجات البيئية الضارّة بما فيها العوامل المؤدّية لاضطراب غدد الصم . كذلك يمكن مساعدة العلاج عبر تدعيم النظام الغذائي بتناول مكملات المغنيزيوم، وهو مضادّ للالتهاب يقلل من مستويات الأنسولين بشكل طبيعي, واستشارة طبيب يداوي طبيعياً للحصول على مشورة بشأن الأدوية العشبية أو الطبيعية النافعة وفق الحالة.

إنّ اتباع نظام غذائي جيد ومتوازن لا يُؤدّي فقط إلى خفض مؤشّر كتلة الجسم وتحسين تكوين الجسم، ولكن أيضاً يُعزّز التوازن الهرموني ويُحسّن انتظام الدورة الشهرية ويزيد مُعدّلات الحمل تلقائياً ويُخفض ضغط الدم ويُقلّل مستويات السكر في الدم. كما يتمّ خفض خطر الإصابة بالأمراض والمضاعفات الصحية على المدى البعيد مثل السكري من النوع 2. تكون النساء اللاتي لديهنّ مقاومة للأنسولين أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل، ممّا قد يُؤدّي إلى مضاعفات مثل زيادة للسائل الأمنيوسي وتسمّم الحمل والولادة المبكرة و ولادة طفل كبير الوزن و زيادة خطر وفاة الأجنة (وهو امر نادر جداً لحسن الحظ)

أخيراً، متلازمة المبيض المتعدد الكيسات هي متلازمة، ترتبط بمجموعة من الأعراض. لن تحدث جميع الأعراض عند كلّ مريضة. يتم تدبير الحالة بأفضل طريقة عند فهم الجسم بشكل أفضل. لن يُؤدّي إجراء تغييرات في نمط الحياة إلى تحسين أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات فحسب، بل سيؤدّي أيضاً إلى تحسين صحتك العامة وقوتك النفسية. لا يعني تشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات الإصابة بها مدى الحياة؛ بل هو سبب لتغيير الحياة ويجب أن يكون هذا التغيير نحو الأفضل وليس الأسوأ.

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.

المصدر:

  •  Azziz, R, et al. “Positions Statement: Criteria for Defining Polycystic Ovary Syndrome as a Predominantly Hyperandrogenic Syndrome: an Androgen Excess Society Guideline.” The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism, vol. 91, no. 11, Nov. 2006, pp. 4237–4245., doi:10.1210/jc.2006-0178.
  • ·         Balen, A H, et al. “Ultrasound Assessment of the Polycystic Ovary: International Consensus Definitions.” Human Reproduction Update, vol. 9, no. 6, 2003, pp. 505–514.
  • ·         Crosignani, P G, et al. “Overweight and Obese Anovulatory Patients with Polycystic Ovaries: Parallel Improvements in Anthropometric Indices, Ovarian Physiology and Fertility Rate Induced by Diet.” Human Reproduction, vol. 18, no. 9, Sept. 2003, pp. 1928–1932.
  • ·         De Melo, A S, et al. “Hormonal Contraception in Women with Polycystic Ovary Syndrome: Choices, Challenges, and Noncontraceptive Benefits.” Open Access Journal of Contraception, vol. 8, 2 Feb. 2017, pp. 13–23., doi:10.2147/OAJC.S85543.
  • ·         El Hayak, S, et al. “Poly Cystic Ovarian Syndrome: An Updated Overview.” Frontiers in Physiology, vol. 7, 5 Apr. 2016, p. 124., doi:10.3389/fphys.2016.00124.
  • ·         Gourgari, E, et al. “Bilateral Adrenal Hyperplasia as a Possible Mechanism for Hyperandrogenism in Women With Polycystic Ovary Syndrome.” The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism, vol. 101, no. 9, Sept. 2016, pp. 3353–3360., doi:10.1210/jc.2015-4019.
  • ·         Marshall, J C, and A Dunaif. “Should All Women with PCOS Be Treated for Insulin Resistance?” Fertility and Sterility, vol. 97, no. 1, Jan. 2012, pp. 18–22., doi:10.1016/j.fertnstert.2011.11.036.
  • ·         Niafar, M, and N D Nader. “Adiponectin as Serum Biomarker of Insulin Resistance in Patients with Polycystic Ovarian Syndrome.” Gynecological Endocrinology, vol. 31, no. 6, June 2015, pp. 473–476., doi:10.3109/09513590.2015.1008445.
  • ·         Norman, R J, et al. “The Role of Lifestyle Modification in Polycystic Ovary Syndrome.” Trends in Endocrinology and Metabolism, vol. 13, no. 6, Aug. 2002, pp. 251–257.
  • ·         Patel, S. “Polycystic Ovary Syndrome (PCOS), an Inflammatory, Systemic, Lifestyle Endocrinopathy.” The Journal of Steroid Biochemistry and Molecular Biology, vol. 182, Sept. 2018, pp. 27–36., doi:10.1016/j.jsbmb.2018.04.008.
  • ·     Polak, K, et al. “New Markers of Insulin Resistance in Polycystic Ovary Syndrome.” Journal of Endocrinological Investigation, vol. 40, no. 1, Jan. 2017, pp. 1–8., doi:10.1007/s40618-016-0523-8.
  • ·         Rotterdam ESHRE/ASRM-Sponsored PCOS Consensus Workshop Group. “Revised 2003 Consensus on Diagnostic Criteria and Long-Term Health Risks Related to Polycystic Ovary Syndrome.” Fertility and Sterility, vol. 81, no. 1, Jan. 2004, pp. 19–25.
  • ·         Salama, A A, et al. “Anti-Inflammatory Dietary Combo in Overweight and Obese Women with Polycystic Ovary Syndrome.” North American Journal of Medical Sciences, vol. 7, no. 7, July 2015, pp. 310–316., doi:10.4103/1947-2714.161246.
  • ·         Shokrpou, M, and Z Asemi. “The Effects of Magnesium and Vitamin E Co-Supplementation on Hormonal Status and Biomarkers of Inflammation and Oxidative Stress in Women with Polycystic Ovary Syndrome.” Biological Trace Element Research, 18 Dec. 2018, doi 10.1007/s12011-018-1602-9.
  • ·         Tata, B, et al. “Elevated Prenatal Anti-Müllerian Hormone Reprograms the Fetus and Induces Polycystic Ovary Syndrome in Adulthood.” Nature Medicine, vol. 24, no. 6, June 2018, pp. 834–846., doi:10.1038/s41591-018-0035-5.
  • ·         Briden, L. “Treatment for 4 Types of PCOS. Treat the Cause.” Lara Briden – The Period Revolutionary, 16 May 2014, www.larabriden.com/treatment-for-4-types-of-pcos-treat-the-cause/.
  • ·       “How Do Health Care Providers Diagnose PCOS?” National Institute of Health, www.nichd.nih.gov/health/topics/pcos/conditioninfo/diagnose. Last Reviewed Date 31/1/2017.
  • ·       Overview: Gestational Diabetes. NHS, www.nhs.uk/conditions/gestational-diabetes/. Page last reviewed: 05/08/2016