هل يُمكن أن تُسبّب الأورام الليفية مشاكل في الحمل؟
الأورام الليفية هي أورام صلبة غير سرطانية تَنمو في الرحم. تكون الأورام الليفية شائعة الحدوث, إذ تحدث عند 70 إلى 80% من النساء عند بلوغِهنّ 50 عاماً. لا تُسَبّب في معظم الأحيان أيّة مشاكل, ولا يتمّ اكتشافها إلّا عند إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لأسباب أخرى لا تتعلق بها كالحمل أو مشاكل طبية أخرى. ومع ذلك، فإنّ النساء الحوامل اللاتي يَكتَشِفنَ أنّهنّ مصابات بأورام ليفية غالباً ما يقلقنَ من تأثير هذه الأورام على حملهنّ وطفلهنّ.
تمّ العثور على الأورام الليفية التي لم يتم تشخيصها سابقاً في 1-10% من فحوصات الأمواج فوق الصوتية التي تُجرى عند الحمل. تكون الأورام الليفية أكثر شيوعاً في مجموعات عرقية مُعيّنة, فهي شائعة عند النساء الأميركيات من أصول إفريقية. قد يتراوح عدد بالأورام الليفية بين واحدة إلى عدّة أورام عند الإصابة بها. كذلك, قد يختلف حجمها اختلافا كبيرا إذ أظهرت إحدى الدراسات التي شملت 15,000 امرأة أنّ الأورام الليفية ازداد حجمها عن 10 سنتيمترات عند 10% من المصابات.
تَرتَبط الأورام الليفية ببعض المشاكل الخاصة بالحمل، منها:
– صعوبة الحمل واحتمال العقم (يكون ذلك أكثر شيوعاً إذا كان الورم الليفي في تجويف الرحم حيث تَنغَرس البويضة أو إذا كان يضغط ويُغَيّر شكل تجويف الرحم)
– زيادة خطر التوضّع غير الطبيعي للطفل كاتّخاذه الوضعية المقلوبة داخل الرحم
– ارتفاع مُعدّلات الولادة المُبْكرة وتَمزّق الأغشية المُبْكر
– زيادة حدوث مشاكل في المشيمة بما فيها المشيمة المنزاحة وانفصال المشيمة
– ازدياد الحاجة للولادة عن طريق العملية القيصرية (لأنّ الورم الليفي يَمنَع الطفل من الدخول إلى قناة الولادة)
– زيادة خطر الإصابة بنزيف ما بعد الولادة
يُعتَقد عادةً أنّه كلّما كان الورم الليفي أكبر كان أكثر إيذاءً. ففي نفس الدراسة المذكورة أعلاه، كانت تعاني النساء اللاتي يزيد حجم الأورام الليفية لديهنّ عن 10 سنتيمترات من مشكلات أكثر من النساء اللاتي لديهنّ أورام ليفية أصغر.
يُمكن أن تَتَغيّر الأورام الليفية في الواقع أثناء الحمل استجابةً لهرمونات الحمل، حيث يَزداد حجم نصف الأورام الليفية تقريباً بينما يَتَقلّص النصف الآخر. في حال كانت حجمها سيزداد, تقوم الأورام الليفية بالنمو في الثلث الأول من الحمل غالباً. والأمر الجيّد أنّ العديد من هذه الأورام (حوالي ثلث الأورام المدروسة في إحدى الدراسات) تَختَفي بعد الولادة ومُعظَمها يتقلّص في الحجم.
يمكن أن تُسبّب بعض الأورام الليفية ألماً كبيراً لدى الحوامل. يمكن أن تبدأ الأورام بالتحطّم أو التلف في حال كانت تنمو بشكل أسرع من الأوعية الدموية التي تُغذّيها. قد يكون هذا الأمر غير مريحاً ويجعل بعض النساء بحاجة إلى أدوية مُسكّنة للألم للتَحَمّل. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الورم الليفي مُؤلِماً جداً إذا قام الورم الليفي بالالتواء على نفسه. يُمكن علاج هذا الأمر بالأدوية المُسكّنة للألم أو في بعض الأحيان بعملية جراحية لفكّ التواء الأورام الليفية وربما إزالتها (رغم أنّ مُعظم الأطباء يرغبون في تَجنّب هذا النوع من الجراحة أثناء الحمل إذا لم تكن ضرورية).
بشكل عام، من المستحيل التنَبّؤ أيّ الأورام الليفية سوف يُسبّب مشكلة وأيّها لن يُسَبّب. من المُرَجّح أن تُجرِي الحامل والمُصابة بالورم الليفي عِدّة فحوصات بالموجات فوق الصوتية لمُتابعة نموّ الأورام الليفية وحالة طفلها ويجب تحذيرها من المُضاعفات التي تم ذكرها في هذه المقالة.
المصدر:
- The American College of Obstetricians and Gynecologists
- Practice Bulletin #96: Alternative to hysterectomy in the management of leiomyomas. BA Kase and SC Blackwell
- Fibroids in pregnancy: meaning and managementContemporary OB/GYN
- Vol 59, Number 12,December 2014.
برعاية Bundoo®