ما هو الحمل خارج الرحم؟
يَحدُث الحمل خارج الرحم عندما تَنغَرِس البويضة المُلَقّحة في مكان آخر غير الرحم، مثل قناة فالوب عادةً. يحدث الحمل خارج الرحم بنسبة 1-2% تقريباً من حالات الحمل ويُعتبر من أكثر المضاعفات الخطيرة الشائعة التي تظهر في بداية الحمل. لسوء الحظ، لا يُمكِن الاحتفاظ بالحمل عندما يكون خارج الرحم بل تَجِب إزالته بأسرع ما يمكن.
الأعراض
قد يكون من الصعب تشخيص الحمل خارج الرحم لأنّ أعراضه لا تَختَلِف عن أعراض الحمل الطبيعي في كثير من الأحيان. يُمكِن أن يَحدُث القليل من النزيف المهبلي الذي غالباً ما يتم الاشتباه به على أنّه نزيف الحيض، على الرغم من أنّه عادةً ما يكون مُتَقطّعاً ومائي القوام. كما قد تُعاني الأم من ألم مُستَمِر على أحد جانبي البطن وألم في طَرَف الكتف. قد يبدو طَرَف الكتف مكاناً غير مُعتاد للألم، ولكن يُعتقد أنّه ناتج عن نزيف داخلي، لذلك، يجب أن يتم فحصه مباشرة من قِبَل أخصائي طبي. إضافةً إلى ذلك، يمكن أن تُعاني الأم من شعور بالإعياء بشكل عام وألم وعدم راحة عند استخدام المرحاض. قد يُظهِر تحليل الدم أنّ مستويات مُوَجّهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG) التي تزداد خلال فترة الحمل العادي، تَرتَفع ببطء أكثر من المُتَوقّع.
إذا كان حَجم الحمل خارج الرحم كبيراً جداً، فإنّ قناة فالوب سوف تتمزّق. يُعتَبَر هذا أمراً خطيراً ويَتَطلّب جراحة فورية لإزالة الحمل وقناة فالوب المُتَضرّرة. تَتَضمّن أعراض الأنبوب المُمَزّق ألماً حاداً مُفاجئاً وشديداً ودواراً وغثياناً وبشرة شاحبة.
العلاج
يقوم الجسم في بعض الحالات بطرح الحمل الحاصل خارج الرحم من تلقاء نفسه. وهذا ما يَحدُث على الأرجح إذا كان الحمل خارج الرحم صغيراً وصحة الأم العامة مستقرة والألم مُسَيطر عليه ومستويات مُوَجّهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية HCG مُنخَفِضة. تُعرَف فترة انتظار الطرح الطبيعي للحمل الحاصل خارج الرحم باسم التدبير التوقّعي. تَتَجنّب 50% من النساء المناسبات لهذا النهج العلاجي الحاجة إلى الأدوية والجراحة. ولكن إذا لم تَتَحسّن الأعراض أو إذا تفاقمت بشكل مفاجئ، فيلزم اتباع نهج بديل.
قد يتم وصف دواء الميثوتريكسات للتخلّص من الحمل خارج الرحم إذا لم يكن الوضع حرجاً ولم تكن حياة الأم في خطر. يُعطى هذا الدواء بواسطة حُقَن عضلية ويَعمَل كمُضاد للفولات فيَمنَع الخلايا خارج الرحم من استخدام حمض الفوليك لصنع الحمض النووي، وبالتالي يمنع نموها. يُقَدّر مُعَدّل نجاح هذا النوع من العلاج بحوالي 75%، ولكن بعض النساء يَحتَجن إلى تكرار الحقن. تَتَضمّن الآثار الجانبية الشائعة لهذا الدواء الغثيان ومشاكل في الأمعاء، وتُنصَح النساء بتَجنّب الحمل مرة أخرى حتى مرور ثلاثة أشهر على الأقل لتَجَنّب حدوث أيّ ضَرَر للجنين نتيجة الدواء.
تكون الجراحة في بعض حالات الحمل خارج الرحم كافية. وإنّ التقنية الأكثر استخداماً هي تنظير البطن، حيث يتم إدخال كاميرا من خلال شقّ صغير بحجم “ثقب المفتاح” واستخدامها للكشف عن الكتلة خارج الرحم وتحديد موقعها. إذا كانت قناة فالوب قد تمزّقت وكان هناك نزيف داخلي، فسيتم إجراء شقّ أكبر حتى يَتَمكّن الجراح من السيطرة على الموقف بأسرع وقت ممكن. وهذا ما يُسمّى فتح البطن. سواء تم إجراء عملية تنظير البطن أو فتح البطن، فإنّ الهدف الأساسي هو إزالة الخلايا خارج الرحم بشكل كامل قدر الإمكان، وفي معظم الحالات، تتم إزالة قناة فالوب بأكملها. وهذا ما يُسَمّى استئصال البوق. في حالة تلف قناة فالوب الأخرى، سيُحاول الأطباء الحفاظ على قناة فالوب التي تحتوي على الحمل خارج الرحم عن طريق إجراء عملية استئصال البوق وإجراء شقّ صغير في قناة فالوب وإزالة الخلايا خارج الرحم من خلاله. يتمثّل خطر هذه التقنية في أنّه لن تتم إزالة جميع الخلايا، لذا ستتم مراقبة مستويات هرمون مُوَجّهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية على مدار الأيام والأسابيع التالية للتأكّد من أنّها بدأت في الانخفاض. إذا لزم الأمر، سيتم إجراء جراحة تالية لإزالة قناة فالوب بأكملها. إذا كانت قناة فالوب المُتَبقّية صحية، فلا ينبغي أن يمنع استئصال البوق من حدوث الحمل مرة أخرى. بعد إجراء عملية جراحية للحمل خارج الرحم، سيتم فحص فصيلة دم الأم، وإذا كانت سلبية الريسوس، فسوف يتم إعطاؤها الحقنة المضادة ل D لتجنّب مشاكل الحمل في المستقبل.
ما الذي يُسبّب الحمل خارج الرحم؟
مازال سبب حدوث بعض حالات الحمل خارج الرحم ليس مفهوماً بشكل جيد، ولكن هناك بعض العوامل التي تَزيد من خطر حدوثه. إذ يكون خطر حدوث الحمل خارج الرحم عند النساء اللاتي خَضَعنَ لعلاج الخصوبة أكثر بأربعة أضعاف من النساء اللاتي حملن بشكل طبيعي. علاوةً على ذلك، إذا كنتِ قد عانيتِ من حالة حمل خارج الرحم سابقة فإنّ فرصة أن يكون الحمل التالي خارج الرحم هي 10%. كما يزداد خطر حدوث الحمل خارج الرحم عند النساء اللاتي يعانين من بطانة الرحم الهاجرة وكذلك النساء اللاتي عانين سابقاً من مرض التهاب الحوض. تَحدُث حوالي 95-98% من حالات الحمل خارج الرحم في إحدى قناتي فالوب، إلّا أنّه في حالات نادرة، يُمكِن أن يَحدُث في البطن أيضاً، وعادةً في مواقع حدوث عمليات جراحية قديمة. حيث أنّ النساء اللاتي خضعنَ سابقاً لعملية قيصرية مُعرّضات بشكل أكبر لخطر حدوث الحمل خارج الرحم مكان الندبة. إضافة إلى ذلك، يُعَدّ التدخين عامل خطر آخر وتُشير الدراسات إلى أنّ بعض المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تُسبّب تغييرات في التعبير الجيني تُؤدّي إلى عرقلة تَطوّر البويضة المُلَقّحة في قناة فالوب. ومن الأمثلة على ذلك الجين PKOKR1 الذي يُنظّم تَقلّص العضلات الملساء، وبالتالي، يُمكِن أن يُؤثّر بشكل عملي على انتقال الأجنّة عبر قناة فالوب. من المستحسن أن تَتَوقّف جميع النساء عن التدخين قبل محاولة الحمل.
لا يُؤدّي حدوث إجهاض سابق إلى زيادة خطر حدوث حمل خارج الرحم ولا يوجد دليل على أنّه حالة وراثية، ممّا يعني أنّه حتى لو حدث عند أحد أفراد أسرتك المقربين فلن يزداد خطر حدوث الحمل خارج الرحم عندك مقارنةً بغيرك من النساء.
قد يكون الحمل خارج الرحم مُؤذياً جداً، لذلك، من المهم ألّا تكتفي بالوقت اللازم لتعافي جسدك فحسب، بل يجب أن تُتيحي لنفسك أيضاً فرصة للحزن. بصرف النظر عن خسارة الحمل، فقد تحتاجين وقتاً للتعافَي من الجراحة والتكيُف مع الآثار الجانبية للدواء. إذا كنتِ تجدين صعوبة في التأقلم مع الحالة, تحدّثي إلى أخصائي طبي.
تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.
تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.
المصدر:
- “Ectopic Pregnancy.” NHS, www.nhs.uk/conditions/ectopic-pregnancy/. Page last reviewed: 27/11/2018.
- Hackmon, R, et al. “Effect of Methotrexate Treatment of Ectopic Pregnancy on Subsequent Pregnancy.” Canadian Family Physician, vol. 57, no. 1, Jan. 2011, pp. 37–39.
- Shaw, J L, et al. “Evidence of Prokineticin Dysregulation in Fallopian Tube from Women with Ectopic Pregnancy.” Fertility and Sterility, vol. 94, no. 5, Oct. 2010, pp. 1601–1608., doi:10.1016/j.fertnstert.2009.10.061.
- Van Mello, N M, et al. “Methotrexate or Expectant Management in Women with an Ectopic Pregnancy or Pregnancy of Unknown Location and Low Serum HCG Concentrations? A Randomized Comparison.” Human Reproduction, vol. 28, no. 1, Jan. 2013, pp. 60–67., doi:10.1093/humrep/des373.
- “What Is an Ectopic Pregnancy?” The Ectopic Pregnancy Trust, https://ectopic.org.uk/patients/what-is-an-ectopic-pregnancy/.