لماذا يجب فحص الثآليل التي تظهر دائماً ؟
تُعتَبَر الثآليل بروزاً جلدياً شائعاً وغير سرطاني يَظهَر على سطح الجلد. تسبب الثآليل التهاب الطبقة الخارجية من الجلد بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV). تَختَلِف الثآليل في الحجم والموقع, ولكنها تُشاهَد غالباً على اليدين والوجه وباطن القدمين. عادةً ما تكون الثآليل قاسية وصغيرة وخَشِنة. قد تَتَشكّل الثآليل لوحدها أو في مجموعات كما يُمكِن أن تنتشر من مكان إلى آخر، فمثلاً، أولئك الذين يَقضمون أظافرهم غالباً ما يُشاهِدون نمو ثؤلول جديد حول فمهم. تكون الثآليل حميدة تماماً ويختفي معظمها تلقائياً خلال عامين.
الثآليل البولية التناسلية
تُعرَف الثآليل التي توجد حول المسالك البولية والتناسلية باسم الثآليل البولية التناسلية. وكثيراً ما تتواجد حول المهبل وداخل الجهاز البولي التناسلي الذي يَشمل عنق الرحم و المهبل والإحليل والعجان والشرج والجلد المحيط به. تحدث 90% من هذه الثآليل بسبب فيروس الورم الحليمي البشري من النوع 6 أو النوع 11، وكلاهما شكلان غير سرطانيان من الفيروس. الثآليل البولية التناسلية شائعة جداً وتؤثّر على حوالي 15% من النساء النشيطات جنسياً. من الأسباب التي تَجعل الكثير من الناس يُصابون بالثآليل البولية التناسلية هو أنّه قد لا يتم التعرّف عليها إلّا بعد شهور أو حتى سنوات من الإصابة الأولية بفيروس الورم الحليمي البشري؛ أي أنَ الإصابة تبقى كامنة لفترة طويلة من الزمن.
غالباً ما لا تترافق الثآليل البولية التناسلية بظهور أعراض. إلّا أنّها يُمكِن أن تُسَبّب ألم أو انزعاج حسب موقعها. يتم تشخيصها عادةً بعد الفحص البصري ويَعتَمِد العلاج على حجمها وموقعها وعددها وما يفضله المريض. سيختفي الكثير منها بمرور الوقت دون الحاجة إلى العلاج؛ إلّا أنّه إذا كانت تُسَبّب ألماً أو كان لها تأثير نفسي، فتوجد خيارات لإزالتها.
معالجة الثآليل البولية التناسلية
من المهم أن نَتَذكّر أنّ علاج الثآليل لن يُعالِج الفيروس الأساسي. لذلك, يكون مُعدّل تكرارها مرتفعاً، خاصةً في الأشهر الثلاثة التالية للعلاج. إنّ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الذي يَزداد شعبية يُقَلّل من عدد المصابات بسرطان عنق الرحم بشكل كبير ويَمنَع الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري لكنّه لا يُعالِج الفيروس بعد انتقاله. تَحمي اللقاحات المُستَخدَمة اليوم من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV-6) و (HPV-11) إضافةً إلى أكثر أشكال الفيروس المُسبّبة للسرطان.
خيارات العلاج الرئيسة هي:
- الكريمات التي يطبقها المريض موضعياً. يُعتَبَر كريم Imiquimod مُحسِّناً للمناعة ومُحَفّزاً لإنتاج السيتوكينات. أمّا Podofilow فيَمنَع انقسام الخلايا ويؤدّي إلى موت أنسجة الثآليل. تَعتَمِد فعالية هذه العلاجات بشكل جزئي على مدى تطبيقها بشكل صحيح من قبل المريض. وهي مناسبة للاستخدام على الثآليل التناسلية الخارجية فقط.
- العلاج بالتبريد. يُستَخدَم النيتروجين السائل كوسيلة للانحلال الخلوي المُحَفّز حرارياً. يَتَطلّب تطبيقه أخصائي مُدَرّب ويؤدي في بعض الأحيان إلى ظهور تَقرّحات على الجلد المحيط بمنطقة تطبيق هذا العلاج. لا يُنصَح باستخدامه للثآليل المهبلية بسبب وجود خطر ثقب المهبل.
- الاستئصال الجراحي. إزالة الثآليل بالمقص أو الليزر أو الكي الكهربائي (الحرق) أو المشرط أو ثاني أكسيد الكربون. يُمكِن استهداف ثآليل مُتعدّدة مرة واحدة. يُعَدّ هذا العلاج مناسباً للثآليل الخارجية وثآليل عنق الرحم والمهبل والمتواجدة داخل الشرج.
- حمض ثلاثي كلورو استيك (TCA) / حمض ثنائي كلورو استيك (BCA) . هي عوامل كاوية تُدمّر الثآليل عن طريق تَخثّر البروتينات كيميائياً. يجب تطبيقها بحذر لأنّ وجود زيادة من حمض ثلاثي كلورو استيك/ حمض ثنائي كلورو استيك يُمكِن أن يُسبّب تلف الأنسجة المحيطة. تشير بعض الأدلّة أنّ العلاج بحمض ثلاثي كلورو استيك يُمكِن أن يكون فعالا مثل العلاج بالتبريد. رغم أنَه يُستخدم على نطاق واسع, لقد تم التحقق من هذا العلاج بشكل ضعيف فعلياً نتيجة ضعف المقارنة مع دواء بديل . وهو يُستَخدم للثآليل التناسلية الخارجية وثآليل عنق الرحم والمهبل وداخل الشرج.
متى يجب تقييم الثآليل بشكل أكثر دقة؟
تَختَلِف أشكال فيروس الورم الحليمي البشري التي تُسبّب الثآليل التناسلية البولية عن تلك التي تُسبّب السرطان، وبالتالي، فإنّ الثآليل التناسلية “الطبيعية” لن تَتَطوّر إلى السرطان. إلّا أنّه ينبغي تقييم الثآليل ذات المظهر غير العادي مثل الثآليل المصبوغة أو التي تنزف أو المتقرحة من قِبَل اختصاصي. في هذه الحالات، عادةً ما يأخذ الطبيب خزعة للبحث عن خلايا غير طبيعية. فالتقرّح الحرشفي الشديد داخل الظهارة (H-SILs) هو عبارة عن خلايا غير طبيعية يُسبّبها التهاب مزمن بفيروس الورم الحليمي البشري. قد تَتَطوّر هذه الخلايا إلى سرطان إذا تُرِكَت دون علاج.
يجب تقييم أي ثآليل يتم التعرّف عليها داخل عنق الرحم بواسطة اختصاصي أولاً لاستبعاد وجود آفات سرطانية.
الثآليل والحمل
لا ينبغي أن تُستَخدَم الكريمات المَوضعية الموصى بها لعلاج الثآليل التناسلية الخارجية في الحمل، لأنَ البيانات حول سلامتها تُعتَبَر محدودة.. قد تَجِد النساء المصابات بالثآليل الشرجية التناسلية أنّ الثآليل تَبدَأ في التكاثر أو تَتَفتت (أي تُصبِح هشة) أثناء الحمل. وغالباً ما تكون محاولات إزالة الثآليل أثناء الحمل غير فعالة وبالتالي يوصي العديد من الأطباء بالانتظار حتى الولادة.
إنّ مَبدأ انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين ليس مفهوماً جيداً حتى الآن؛ في حالات نادرة جداً، قد يصاب الطفل بثآليل في الحنجرة (الورم الحليمي التنفسي)، ولكن لا ينبغي التوصية بإجراء عملية قيصرية كإجراء مُعتَمَد. في بعض الحالات، تَحجب الثآليل الحوض فتصبح العملية القيصرية ضرورية.
المصدر:
- “Anogenital Warts.” Centers for Disease Control and Prevention, www.cdc.gov/std/tg2015/warts.htm.
- Buck, H W. “Warts (Genital).” BMJ Clinical Evidence, vol. 1602, 13 Aug. 2010.
- “Warts.” American Academy of Dermatology, Inc, www.aad.org/public/diseases/contagious-skin-diseases/warts.