الأسبوع الثامن عشر من الحمل
خلال الثلث الثاني من الحمل، من الطبيعي زيارة الطبيب أو القابلة كل أربعة أسابيع تقريباً ،أي من المُحتَمَل أن يكون لديكِ موعد ما بين الأسبوع السادس عشر والأسبوع الثامن عشر من الحمل. في هذه المرحلة، سَيَكون من المُمكن إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لبُنية الطفل لكشف وجود أي اضطراب، على الرغم من أنّ بعض الأطباء يُفَضّلون الانتظار حتى اقتِراب الأسبوع العشرين. قد يَتَمكّن طبيبك أثناء قيامه بهذا الفحص من إخباركِ ما إذا كنتِ حاملاً ببنت أو بصبي؛ ولكن يجب الأخذ بعين الإعتبار أنّ الأجنة لا تكون جميعها مُتعاوِنة أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية، لذلك، فمن غير المضمون الحصول على إجابة مُحَدّدة. أمّا إذا كنتِ تُفَضّلين إبقاء جنس المولود مفاجأة، فأخبري من يقوم بالفحص بالأمر مُسبقاً حتى لا يقوم بإخبارك. تَرغَب بعض النساء في مَعرفة جنس المولود في أَقرَب وقت مُمكِن حتى تَتَمكّن من البدء في إعداد غرفة الطفل والبحث عن أسماء له.
جسمك
قد تَشعُرين بألم خفيف في ظهرك في هذه المرحلة من الحمل، تختلف شدته وتتراوح بين القليل من الإزعاج إلى شديد يُصَعِب من الحركة. رغم أنّه يكون مُزعجاً وغير مريح، إلّا أنّه نادراً ما يشير إلى وجود أمر خطير؛ ولكن إذا أَصبَح الألم شديداً جداً أو استَمرّ لفترة طويلة، فَيَجِب طلب الاستشارة الطبية. يُمكِن أن تَكون كثرة التغيّرات التي تَحدث أثناء الحمل مسؤولة عن هذه الأوجاع والآلام ويُعتَقَد أنّ حوالي 80% من الحوامل سَوف يُعانين من آلام الظهر.
إذاً، لماذا تكون آلام الظهر شائعة جداً؟ بداية، أَصبح الرحم الآن بحجم بالون مائي مُتَوسط الحجم، ويَتوضع هذا الوزن الإضافي في الجزء الأمامي السفلي من البطن ممّا يُشَكّل ضَغطاً إضافياً على العضلات والأربطة أسفل الظهر، كما أنّه يُغَيّر مَركَز الثقل مما يعني أنَه قد يساعد على فقد التوازن بشكل أسهل. بالإضافة إلى ذلك، يُنتِج جسمك الآن كميات كبيرة من هرمون الحمل الذي يُسمّى ريلاكسين. كما يوحي الاسم، يكون هذا الهرمون مسؤولاً عن ارتخاء المفاصل والأربطة والسماح لجسمك بحمل طفلك الذي ينمو بأمان، خاصةً مع ازدياد حجمه ووزنه خلال الأشهر القادمة؛ إلّا أنّه على المدى القريب يُمكِن أن يُؤدّي إلى تفاقم أيّ ألم في الظهر قد كان لديك مسبقاً.
إذا كنتِ تعانين من ألم في الظهر، فهناك خطوات يُمكنكِ اتخاذها لتخفيف الانزعاج. قومي بتحديد موعد للحصول على مساج للحمل، أو اطلبي من زوجك أن يقوم بذلك كمُدِلك غير محترف. يُساعد القيام بتمارين وتَجَنّب زيادة الوزن بشكل كبير والحصول على حزام بطن داعم في تخفيف آلام الظهر أيضاً. إذا كانت وظيفتك تَتَطلّب الوقوف لفترات طويلة، تأكّدي من أخذ قسط من الراحة والجلوس بإنتظام. يُمكن تناول بعض مُسكّنات الألم دون وصفة طبية باعتدال أثناء الحمل، ولكن من الأفضل مناقشة ذلك مع طبيبك أولاً حتى يَتَمكّن من تقديم النصح لكِ حَول الخيار الأكثر أماناً.
كملاحظة أخيرة، الآن مع نمو طفلكِ بسرعة أكبر، من المهم مُتابعة تناول فيتامينات ما قبل الولادة. إنّ أحد أهم هذه الفيتامينات هو الحديد الذي تَحتاجه الحوامل للحفاظ على تِعداد كريات الدم الحمراء وتزويد الطفل الذي ينمو بإمدادات كافية. إذا بدأتِ تُعانين من أعراض غير عادية مثل الصداع والدوخة والرغبة الشديدة في تناول بعض أنواع الطعام، فقد يكون ذلك مؤشراً على نقص الحديد. حَدّدي مَوعداً مع مُزَوّد الرعاية الصحية الخاص بك للتحقّق من مستويات الحديد لديكِ وَوَصف المُكَمّل المناسب إذا لزم الأمر.
طفلك
يَبلغ العمر الجنين لطفلك الآن 16 أسبوعاً ويبلغ طوله حوالي 12.5 إلى 14 سم ووزنه ما بين 140 و200 غ. يَختَلِف ذلك بين طفل وآخر، ولكن في هذه المرحلة يَكون حجم مُعظم الأطفال بحجم اللفت تقريباً.
فيما يَتَعلّق بموضوع الحجم، خِلال الأسابيع القليلة الماضية، يَكون طفلكِ قد شَهِدَ دفعة نمو سريعة حيث يَزداد حجمه بحوالي 50% كل أسبوع. سَيَستمر هذا لفترة من الوقت، لكن سيبدأ مُعَدّل النمو في التباطؤ مع مرور الأسابيع.
يبدو طفلك الآن بشرياً بشكل كبير. انتَقَلت الأذنان إلى مَوقِعهما النهائي وتَشَكّلَت الأظافر وتَوَضّعت العينان في المكان الصحيح (على الرغم من أنّها تَظَل مُغلَقَة حتى الولادة). داخلياً، تَطَوّرَت الأجهزة التناسلية إلى درجة أنّها ربما تَكون مرئية في الفحص بالموجات فوق الصوتية. بالنسبة للإناث، تَكَوّنت قناتا فالوب والرحم، وللذكور، تَشَكّل القضيب بوضوح وأصبح بالإمكان تحديده. إلّا أنّ الأطفال الذكور جيدون جداً في إخفاء “أعضائهم الذكرية” أثناء فحص الموجات فوق الصوتية.
يَتَطوّر جهاز طفلك العصبي جيداً الآن. بَدَأَت الأغمدة النخاعية في التطَوّر، وهي التي تَتَشكّل فوق الخلايا العصبية وتُعتَبَر ضرورية لنقل الإشارات بين الخلايا. يَتَزامَن نمو الأعصاب السريع هذا مع نمو الدماغ بشكل فائق ، حيث يبدأ الجهاز العصبي في إرسال معلومات مُفصّلة بشكل متزايد إلى الدماغ، ممّا يَسمَح لطفلك بالتعرّف على المزيد من المُحَفّزات ومعالجتها. تُعتَبَر هذه طريقة مُبكرة للغاية لتبدأ بها شخصية طفلك الفريدة في التطوّر.
ملاحظة أخيرة مثيرة للاهتمام، يَتَعلّم طفلك الآن كيفية التثاؤب. قد تَكونين قادرة على رؤيته وهو يُحاول تجربة ذلك أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية.
نصيحة الطبيب:
“عادةً ما تكون فترة المخاض عند النساء اللاتي يُمارسن الرياضة خلال فترة الحمل أَقصَر من غيرهنّ، كما يقل خطر الإصابة بسكري الحمل واحتمال الحاجة إلى عملية قيصرية، ويُنجِبنَ أطفالاً أصحاء.”
برعاية Bundoo®