الأسبوع الثامن من الحمل

مرحباً بكِ في الأسبوع الثامن من الحمل. قد تُلاحِظين الآن بعد مرور شهرين تقريباً على حملكِ حُدوث تَغيُر في حجم بَطنك. في هذه المرحلة، لا يَزال الرحم والطفل صغيرَين جداً وتُخفيهما عظمة العانة تماماً، لكنّ احتمال المُعاناة من انتفاخ قَد يَجعَلك تَبدين أكبر حجماً ممّا أنتِ عليه حقيقةً. أمّا بالنسبة لطفلك، فَتَتَطوّر لديه الآن مَلامح أكثر وضوحاً. من الممكن أن تكوني قد شاهدتِ أو سمعتِ دقّات قلبه في الموعد مع الطبيب.

جسمك
مع بداية أسبوعك الثامن، من الشائع البدء في الشعور بآثار نموّ الرحم. من الممكن المعاناة من تَشَنّج خفيف على الجانبين أو ألم يُشبِه تشنّجات الحيض. قد تكون المعاناة من هذا الألم أمراً طبيعياً وهو يُدعَى “ألم الرباط المُدَوّر” إذ يَتَمَدّد الرحم مع الأربطة التي تُمسِك به وتتّسع لاستيعاب حجم طفلك الذي ينمو.

تُعاني بعض النساء أيضاً من نوع آخر من الألم يُدعَى “عرق النسا”، وهو أَلَم ناتج عن زيادة الضغط على العَصَب الوركي الذي يمر عبر الظَهر و الساقَين. يُمكن الشعور بهذا الألم بِشَكل حاد وأحياناً بشكل شديد في الظهر والساقين. إذا عانَيتِ من هذا الألم، حاولي الاستلقاء على الجانب الآخر لتَخفيف الضغط على العصب الوركي أو الجلوس على سطح صلب مع تخفيف ثِقَل وزنك على مَوضِع الألم.

يكون النزيف المِهبَلي أمراً غير طبيعياً في هذه المرحلة. إذا واجهتِ نزيفاً مِهبَلِياً، من المُحتَمَل أن تعتقدي أنَك تمرين بتجربة إجهاض بدايةً. حقيقةً, يُعَد حصول تبقيع خفيف بعد إجراء فحص داخلي أمراً طبيعياً وليس مُقلِقاً. ولكن إذا كان النزيف غزيراً أو مُرتَبِطاً بتشنّجات أو ألم شديد، فيَجِب الاتصال بمُقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ مباشرةً للحصول على نصيحة حول ما يجب القيام به بعد ذلك.

رغم أن النزيف قد يكون مرعباً حقيقةً, فهو لا يعني الإجهاض بالضرورة. تُواجه العديد من النساء النزيف في مرحلةٍ ما من الحمل ثُمّ يستمر حملهن ويُنجِبن أطفالاً أصحاء. لكن مع تَزايد حالات الإجهاض وتأثيرها على ما لا يَقِل عن 20% من حالات الحمل (قد تكون النسبة أكثر من ذلك، ولكن الكثير من حالات الإجهاض تَحدث قبل أن تَعرف المرأة أنّها حامل فلا يتم تَوثيقها), قد يكون أي نوع من النزيف مخيفاً.  من الجيد أن احتمال حدوث الإجهاض ينخَفِض مع تَقَدّم الحمل. تَتَضمّن أعراض الإجهاض المُحتَمَل نزيف مهبلي وألم وتشنّجات وخروج بعض الأنسجة من المهبل. إنَ المعاناة من أيّ من هذه الأعراض يستدعي الاتصال بطبيبك أو القابلة.

ليس القصد تخويفك. تَذَكّري أنّ المعاناة من بعض التشنّجات وعَدَم الراحة أمرّ طبيعي تماماً في هذه المرحلة وليس من الضروري أن يشير إلى وجود مشكلة. ابقَي على اتصال وثيق مع طبيبك وتأكدي من طرح أي سؤال عليه.

قد تُعانين أيضاً من الصداع أو الشقيقة خلال هذه الفترة حيث تُعاني حوالي 20% من الحوامل من الشقيقة. إذا كنتِ تُعانين من صداع مؤلم, اسألي مقدم الرعاية الصحية الخاص بك عن الأدوية التي يُمكنكِ تناولها أو الطرق التي يُمكنكِ اتباعها لتخفيف الألم.

إذا لم تكوني قد زُرت طبيبك بعد, فاحرصي على حجز موعد في الأسابيع القليلة القادمة. كوني مُستَعدّة لتقديم تاريخ طبي كامل والخضوع للفحوصات اللازمة التي تتضمن تحاليل الدم والبول. كذلك, سيَتَحقّق مقدم الرعاية الصحية من فصيلة دمك ويتأكد من عامل الريسوس الخاص بك لمعرفة ما إذا كنتِ سلبية الريسوس و تحتاجين إلى أخذ حُقَن الأجسام المضادة للغلوبولين المَناعيّ D  في وقت لاحق من الحمل؛ كما سيقوم بفحصك لكشف وجود أيّ أمراض منقولة جنسياً بما فيها فيروس العوز المناعي البشري (فيروس الإيدز).

طفلك
يَبلغ العمر الجنيني لطفلك 6 أسابيع. وبَعد تَسارع نموّ طفلك في الأسبوع الماضي, سيَتَباطأ نموه قليلاً هذا الأسبوع. يكون طول طفلك حوالي 19 ملم، أي بحجم حبة فاصولياء بحلول نهاية الأسبوع الثامن.

في هذا الوقت، تُصبح ملامح الطفل التي بَدَأَت في الظهور في الأسبوع الماضي أَكثَر دِقّة و”تَتَوضّع في مكانها”. تَتَحرّك العينان, وقد كانتا أكبر بقليل من الغمازة, ببطء نحو مُنتَصَف الوجه. كذلك, يَتَشَعّب العصب البصري ويُصبح أكثر تعقيداً وتَبدأ الجفون بالظهور. يَظهر على الوجه الآن نتوء خفيف حيث يَنمو أنف طفلك وتَتَشكّل الهياكل التي ستُكون الأذنين.

يَمتَدّ جذع طفلك أيضاً ويَكتَسِب شكلاً أكثر وضوحاً. يَبدَأ “الذيل” الطويل بالانكماش لتشكيل الجسم ويَمتَدّ طول الذراعين والساقين ويَتشكّل المرفقين والأصابع وأصابع القدمين.

نصيحة الطبيب:
“بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة يومياً، حاولي أن تَتَناولي 5-6 وجبات صغيرة”.

الأسبوع السابع من الحمل <> الأسبوع التاسع من الحمل

برعاية Bundoo®