فوائد الرضاعة الطبيعية للأمّ
من المعلوم أنَّ الرضاعة الطبيعية مُفيدة جداً للأطفال، ولكن هل تعلمين أنَّ الرضاعة الطبيعية تعود بالفائدة أيضاً على الأمّ المُرضّعة لفترة طويلة؟
في الأيام القليلة الأولى من الرضاعة الطبيعية، سوف تُحفّز مُحاولات الرضاعة الطبيعية الأولى لكِ إطلاق الأوكسيتوسين، وهو هرمون موجود في الغدّة النخامية يُحفّز الثديين على إخراج أو “إدرار” الحليب. كذلك، يُؤدّي الأوكسيتوسين إلى انقباض الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي الذي كان عليه في فترة ما قبل الحمل بهدف تجنّب حدوث نزيف بعد الولادة. وتُحفّز الرضاعة الطبيعية أيضاً إطلاق البرولاكتين، وهو هرمون تبيّن أنَّ له تأثيراً مُهدّئاً على الأمّ، إذ يسمح لها بالاسترخاء وبناء رابط خاص مع طفلها خلال كامل فترة الرضاعة.
كذلك، تُعتبر الرضاعة الطبيعية حصراً بمثابة وسيلة طبيعية لمنع الحمل. وتعود عادةً الدورة الشهرية بعد 6-8 أسابيع من الولادة لدى النساء اللواتي يستخدمن زجاجة الرضاعة، أمّا بالنسبة للنساء اللواتي يُرضعن طبيعياً، فقد تنقطع الدورة الشهرية لديهنّ لعدّة أشهر، ما يُخفّض بالتالي من فرص حدوث الحمل مُجدداً. ومن الضروري جداً عدم الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فحسب كوسيلة لمنع الحمل. إذ تختلف كلّ امرأة عن الأخرى ولا تُعتبر هذه الطريقة موثوقة جداً. وفي حال لم ترغبي في الحمل مُجدداً، يجب أن تستخدمي وسائل منع حمل إضافية. كذلك، ينطوي عدم حدوث الدورات الشهرية على فائدة إضافية وهي الحفاظ على الحديد لدى الأمّ.
تُعتبر الرضاعة الطبيعية طريقة جيدة لفقدان بعض من “الوزن الزائد بعد الولادة”. ويتطلّب إنتاج حليب الثدي بين 200 و500 سعرة حرارية يومياً، ما يُوازي لفّات السباحة في المسبح أو ركوب الدرّاجة صعوداً لمُدّة ساعة. وقد أظهرت الدراسات أيضاً أنَّ الرضاعة الطبيعية تُساعد على خفض مُستويات الجلوكوز في الدمّ، ما يعود بفائدة كبيرة على الصحّة، بما في ذلك تخفيف خطر الإصابة بداء السكّري من النوع 2. كما تنطوي الرضاعة الطبيعية على فوائد أخرى، مثل خفض خطر إصابة الأمّ بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدمّ، والسكتة الدماغية؛ وبحسب بعض الأبحاث، تدوم هذه الفوائد لعدّة عقود.
أظهرت بعض الأبحاث أنَّ الرضاعة الطبيعية تُخفّف من خطر الإصابة بأمراض السرطان المُرتبطة بالهرمونات، مثل سرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم. وعلى الرغم من أنّنا ما زلنا نجهل سبب ذلك، ولكن يعتقد بعض الباحثون أنَّ السبب هو قلّة الدورات الشهرية التي تُؤدّي بدورها إلى خفض مُستويات الهرمونات المُرتبطة بسرطانات الجهاز التناسلي، خاصة الأستروجين.
المصدر:
- American Academy of Pediatrics (AAP), Breastfeeding and the Use of Human Milk.
- American College of Obstetricians and Gynecologists, Breastfeeding: Maternal and Infant Aspects.
- La Leche League International, llli.org.
مُراجعة: د. سارة كونولي.
برعاية Bundoo®