التعامل مع تساقط الشعر الناتج عن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات
يُعتَبر فرط الأندروجينية (زيادة الأندروجينات) أحد الأعراض الأكثر شيوعاً لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات حيث يصيب ما بين 60% و80% من النساء المصابات بهذه الحالة. الأندروجينات هي الهرمونات الجنسية الذكرية والتي تحتاج جميع النساء إلى بعض منها ولكن إذا كانت مستوياتها مرتفعة للغاية يمكن أن تظهر بعض السمات الذكورية مثل الشعرانية (شعر الوجه) وحبّ الشباب والثعلبة (تساقط الشعر).
ما مدى شيوع تساقط الشعر الناتج عن مُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات؟
لا تتوفّر الكثير من البيانات المُتعلّقة بانتشار الثعلبة عند النساء المُصابات بمُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات، ولكن يُعتَقَد أنّها أقلّ شيوعاً من الشعرانية التي تُصيب بين 65 و75% من النساء المُصابات بمُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات. وقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ 4% فقط من النساء المُصابات بمُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات اختبرن تساقط شعر فروة الرأس. وعلى الرغم من أنَّ الدراسات الأخرى تُشير إلى أنَّ النسبة هي أعلى من ذلك، يَعتبر الكثيرون أنَّ الأشخاص الأكثر عُرضة لهذه الحالة لديهم أيضاً استعداد وراثي.
كيف يبدو تساقط الشعر الناتج عن مُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات؟
يُشبه تساقط الشعر الناتج عن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات عادةً الصلع الذكوري لأنّ كلاهما مدفوع بالأندروجينات حيث يصبح الشعر رقيقاً في الجزء الأمامي وأعلى فروة الرأس ويُعطي مظهر متراجع للشعر.
ويتناقض هذا مع تساقط الشعر الطبيعي للإناث الذي يحدث عادةً مع تَقدّم العمر ويكون عبارة عن ترقّق عام عبر فروة الرأس بأكملها.
كيف يُمكن تدبير تساقط الشعر؟
يُمكن تدبير أعراض مُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات، عادةً من خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن واتّباع نظام غذائي صحّي أكثر. لا تحدث الإباضة بشكلٍ مُنتظم لدى الكثير من النساء المُصابات بمُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات، ما يُؤدّي إلى اختلال توازن هرمونيّ الأستروجين والبروجسترون. ولا يقتصر عمل هذه الهرمونات على تنظيم الدورة الشهرية فحسب، بل يُساعد الأستروجين أيضاً على نمو شعر صحّي. ويكون الحلّ الأمثل لاستعادة الإباضة هو إجراء تغييرات في نمط الحياة، ما قد يُحسّن بدوره مجموعة كبيرة من الأعراض الأخرى، بما فيها تحسين مظهر وصحّة شعركِ.
إنَّ تدبير تساقط الشعر الناتج عن مُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات له علاقة كبيرة بالتعامل مع التأثير النفسي والأعراض الجسدية لذلك. ويُمكن أن يُؤدّي تساقط الشعر الزائد إلى تراجع ثقة النساء بأنفسهنَّ. وتُسبّب هذه الحالة إرهاقاً نفسياً وتُؤثّر أيضاً على نوعية الحياة. لذلك، إذا بدأتِ تشعرين بالإرهاق والاكتئاب، يجب أن تَسعيَ للحصول على دعم ومُساعدة. كذلك، تواصلي مع طبيبكِ بانتظام وتحدّثي مع عائلتكِ وأصدقائكِ عن مشاعركِ.
أهميّة اتّباع نظام غذائي صحّي
للأسف، تتمثّل المشكلة الرئيسية في أنَّ نمو الشعر يستغرق وقتاً، لذلك حتى إذا أجريتِ تغييرات في نمط حياتكِ فقد يستغرق الأمر شهوراً قبل رؤية أيّ تَحسّن ملحوظ. وإحدى الطرق التي يُمكنكِ اعتمادها للتأكّد من أنَّ الشعر المتبقي هو في حالة جيدة وأنَّ الشعر الجديد صحّي وقوي هي اتّباع نظام غذائي صحّي.
ويُنصَح باتّباع نظام غذائي غنيّ بالبروتين والحديد لأنّهما ضروريان لنمو الشعر. ومن الأطعمة الغنية بالبروتين، نذكر: الدجاج، والسمك، ومُنتجات الألبان، والبيض. أمّا الأطعمة الغنية بالحديد، فتشمل: اللحوم الحمراء، والعدس، والسبانخ.
ويُوصى أيضاً بإدخال مُكمّلات الزنك على نظامكِ الغذائي؛ فالزنك يُعزّز الإباضة ويعيق الأندروجينات ويُحفّز نمو الشعر. ومن الأطعمة الغنية بالزنك، نذكر: الحبوب المُعَزَّزَة، والحبوب الكاملة، والخضار، والبيض.
هل من خيارات أخرى لتحسين نمو الشعر؟
لا تُوجد أدلّة كافية على فعالية أيّ دواء في تعزيز نمو الشعر. يملك الفيناستيرايد بعض الآثار المفيدة للذكور ولكنّ نتائجه على الإناث ضئيلة ويجب تجنّبه أثناء الحمل.
اقترحت إحدى الدراسات الحديثة فكرة أنَّ العلاج بالليزر منخفض المستوى قد يُعزّز نمو الشعر، غير أنَّ هذه الدراسة ما زالت في مراحلها الأولى.
للأسف، حتى بعد إجراء جميع التغييرات الصحيحة على نمط الحياة فإنَّ الوقت والصبر أمران أساسيان بالنسبة للمُصابات لتحقيق الشفاء التام.
تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.
تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.
المصدر:
- Azziz, R., et al. “Androgen Excess in Women: Experience with Over 1000 Consecutive Patients.” The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism, vol. 89, no. 2, Feb. 2004, pp. 453–462., doi:10.1210/jc.2003-031122.
- Azziz, Ricardo, et al. “The Androgen Excess and PCOS Society Criteria for the Polycystic Ovary Syndrome: the Complete Task Force Report.” Fertility and Sterility, vol. 91, no. 2, Feb. 2009, pp. 456–488., doi:10.1016/j.fertnstert.2008.06.035.
- Friedman, S, and P Schnoor. “Novel Approach to Treating Androgenetic Alopecia in Females With Photobiomodulation (Low-Level Laser Therapy).” Dermatologic Surgery, vol. 43, no. 6, June 2017, pp. 856–867., doi:10.1097/DSS.0000000000001114.
- Ohnemus, Ulrich, et al. “The Hair Follicle as an Estrogen Target and Source.” Endocrine Reviews, vol. 27, no. 6, 28 Oct. 2006, pp. 677–706., doi:10.1210/er.2006-0020.
- van Zuuren, E J, et al. “Interventions for Female Pattern Hair Loss.” The Cochrane Database of Systematic Reviews , no. 5, 26 May 2016, p. CD007628., doi:10.1002/14651858.CD007628.pub4.