الصيام خلال الحمل

خلال شهر رمضان, يَمتَنِع المسلمون البالغون عن تناول الطعام والشراب من شروق الشمس حتى غروبها. إنَ الصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة ويُعتَقَد أنّ أكثر من 400 مليون مُسلِم يَصومون كلّ عام. تتّفق معظم المذاهب الإسلامية على إعفاء الحوامل والمُرضعات من الصيام, وأنّه بإمكانهنّ تعويض الصيام في وقت لاحق. رغم من هذا الإعفاء، تختار العديد من النساء الصوم خلال شهر رمضان ويُفَضّلن الاحتفال بالشهر الكريم مع أسرتهنّ. تُشير الأرقام إلى أنّ ما يَصِل إلى 90% من النساء المُسلِمات الحوامل يَختَرن الصوم ولو لجزء من الشهر. فإذاً، من وجهة نظر طبية، هل يُسبّب الصيام أيّة مشاكل؟ وكيف يُمكنكِ جعل
هذه العملية الروحانية العميقة خالية من الضغط قدر الإمكان على طفلك الذي لم يولد بعد؟

هل الصيام أثناء الحمل آمن؟
لقد بَحَثَت بعض الدراسات العلمية حَول هذا السؤال, لكنّ كانت النتائج مُتَضاربة ولم تظهر أي نتيجة مُحَدّدة. بشكل عام، يُمكن أن تُؤدّي فرط التغذية ونقصها أثناء الحمل إلى حدوث مُضاعفات, مثل تسمّم الحمل أو ولادة طفل بوزن زائد أو قليل. علاوة على ذلك، يُمكن أن تُساهِم هذه التجاوزات في حدوث مشاكل صحية  مثل السكري وعدم تحمل الجلوكوز لاحقاً. حقيقةً, لم يتم تحديد أثر الصيام بدقة بعد.  وجدت إحدى تحاليل ميتا (تحليل مَزيجِ من البيانات من دراسات مختلفة) أنّ الصيام لم يُؤثّر على وزن الطفل عند الولادة. لم يكن بالإمكان قياس نتائج أخرى ذات علاقة بالولادة لاختلاف المعايير المُستَخدَمة في هذه الدراسات.

لا يُنصَح بالصوم أثناء الحمل إلّا إذا كنتِ تَتَمتّعين بصحة جيدة بشكل عام ولا تُعانين من أيّة مُضاعفات في الحمل. أمّا بالنسبة للنساء المُصابات بسكري الحمل أو سكري ما قبل الحمل, فيُنصَح بعدم الصيام بشدة لزيادة خطر إصابتهنّ والطفل بارتفاع سكر الدم. كذلك, سيَقتَرِح طبيبك تجنب الصيامأيضاً  إذا كنت تعانين من ارتفاع ضغط الدم أو التهابات في الكلى أو مشاكل في القلب.

كيف يُمكِنني ضمان صيام صحي؟
أولاً، أخبري طبيبك أو مُمرّضة التوليد أنّك تُخَطّطين للصيام واستَمِعي لنصائحهم. قد يرغبون في مُراقَبَتك عن كثب خلال شهر رمضان.

يُشَكّل الجفاف خَطَراً مُهمّاً قد تُواجهينه أثناء الصيام, لا سيما خلال أشهر الصيف الطويلة والحارة. لذلك، إذا بدأتِ تَشعُرين بالدوار والإغماء والضعف والارتباك, فيجب أن تَفطري بشرب عصير وتناول وجبة خفيفة مالحة لتُعَوّض السكريات المفقودة والسوائل والأملاح. لتفادي حدوث ذلك، حاولي ألّا تُجهِدي نفسك؛ ابقَي في مكان بارد وتناولي الكثير من السوائل أثناء السحور والإفطار والكثير من الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من الماء كالفواكه والخضروات والشوربات واليخنات.

استمرّي في تناول المُكَمّلات مثل حمض الفوليك وتأكّدي من أنّ يكون الطعام الذي تَتَناولينه في السحور والإفطار مُتوازن من الناحية الغذائية. اهتمّي بتناول الأطعمة ذات المؤشر السكري المنخفض عند السحور, حيث تمنحك هذه الأطعمة الطاقة ببطء خلال ساعات الصيام. من الأمثلة على هذه الأطعمة المعكرونة الكاملة والخبز الكامل والحبوب والنخالة والفاصولياء.

أخيراً، يوجد خيار آخر مناسب للعديد من النساء, وهو تبديل الأيام التي يتم الصوم فيها أو الصوم في عطلات نهاية الأسبوع فقط. يُقلّل هذا الخيار عدد الأيام التي يجب تعويضها في وقت آخر ويُمكّن المرأة من الشعور بأنّها تصوم الشهر الكريم.

الصيام في رمضان قرار شخصي. قد يَزيد الحمل من صعوبته الجسدية لأنّ الطفل لديه مُتَطلّبات غذائية إضافية. تأكّدي من أنّ يكون خياركِ مَبنيعلى علم بحالتك. وإذا اخترتِ الصوم, تأكدي من أنّ صحتك جيدة قبل بدء شهر رمضان.

المصدر:

  • Al-Arouj, M, et al. “Recommendations for Management of Diabetes during Ramadan: Update 2010.” Diabetes Care, vol. 33, no. 8, Aug. 2010, pp. 1895–1902, doi:10.2337/dc10-0896.
  • Baynouna Al Ketbi, L M, et al. “Diet Restriction in Ramadan and the Effect of Fasting on Glucose Levels in Pregnancy.” BMC Research Notes, vol. 7, 24 June 2014, p. 392, doi:10.1186/1756-0500-7-392.
  • Danielewicz, H, et al. “Diet in Pregnancy-More than Food.” European Journal of Pediatrics, vol. 176, no. 12, Dec. 2017, pp. 1573–1579, doi:10.1007/s00431-017-3026-5.
  • Glazier, J D, et al. “The Effect of Ramadan Fasting during Pregnancy on Perinatal Outcomes: a Systematic Review and Meta-Analysis.” BMC Pregnancy and Childbirth, vol. 18, no. 1, 25 Oct. 2018, p. 421, doi:10.1186/s12884-018-2048-y.
  • “Ramadan and Pregnancy.” British Nutrition Foundation, www.nutrition.org.uk/healthyliving/nutritionforpregnancy/ramadanpregnancy.html.
  • Ziaee, V, et al. “The Effect of Ramadan Fasting on Outcome of Pregnancy.” Iranian Journal of Pediatrics, vol. 20, no. 2, June 2010, pp. 181–186.
Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share