أسباب العقم عند المرأة – فشل الإباضة

يُعتبر فشل الإباضة السبب الأكثر شيوعاً للعقم عند المرأة ويُؤثّر في 40% من النساء اللواتي يعانين مشاكل في الخصوبة. في حال فشل الإباضة، يجب أولاً تحديد السبب وراء ذلك إذ توجد أسباب عدة لعدم حدوث الإباضة.

متلازمة المبيض متعدد الكيسات

تُعتبر متلازمة المبيض متعدد الكيسات سبباً رئيساً من أسباب العقم وانقطاع الإباضة وأحد أكثر مشاكل غدد الصم شيوعاً التي تُؤثر في النساء في سن الإنجاب. تُشير التقديرات إلى أنَّ واحدة من بين عشر نساء تعاني من هذا المرض مما يؤكد مدى انتشاره. كذلك، يُشير الارتباط الوثيق بين متلازمة المبيض متعدد الكيسات ومقاومة الإنسولين وداء السكري من النوع الثاني، التي تتواصل معدلاتها بالتزايد، إلى احتمال ارتفاع نسبة هذه المتلازمة.

تُشَخَّصُ المرأة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات، بحسب معيار روتردام، في حال إصابتها باثنين من الأعراض السريرية الرئيسية الثلاثة ألا وهي تكيس المبايض وفرط الأندروجين و/أو عدم حدوث الإباضة. لا تُصاب جميع النساء اللواتي يعانين هذه المتلازمة بالعقم. يمكن للمرأة التي تُواجه صعوبة في الإنجاب تغيير نمط حياتها مثل خسارة الوزن الذي يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً. وقد تبين أنَّ خسارة 5% من وزن الجسم لدى المرأة التي تعاني من متلازمة المبيض متعدد الكيسات يُمكّنها من استعادة الإباضة. وتشمل المقاربات البديلة لاستعادة الخصوبة لدى المرأة التي تعاني هذه المتلازمة: العلاج الهرموني وتحريض الإباضة طبياً (يُستخدم عادة عقار كلوميفين لهذا العلاج) وتقنية تثقيب المبيضين.

قصور المبيض الأولي

يحدث قصور المبيض الأولي الذي يُسمّى أيضاً بفشل المبايض المبكر عندما يتوقف المبيضان لدى المرأة عن إفراز الهرمونات وإنتاج البويضات في سنّ مبكرة. يُشَخَّص هذا المرض لدى النساء تحت عمر الأربعين في حال:

  • انقطاع الحيض (غياب الدورات الشهرية) لأكثر من أربعة أشهر،
  • مستويات الهرمون المُنبه للجريب ≥ 40 ميلليلتراً في الحالتين.

في حال الإصابة بقصور المبيض الأولي، تُستنزف الجريبات المبيضية مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الهرمون المُنبه للجريب وعدم انتظام الدورة الشهرية و تناقص مستويات الأستروجين.

يعود سبب حوالي 10 إلى 12% من حالات قصور المبيض الأولي إلى وجود اضطرابات صبغيّة و وراثية مثل متلازمة الصبغي X الهش الأكثر شهرة. تنجم هذه المتلازمة, أي متلازمة الصبغي X الهش, عن تحول في جين (FMR1) الذي يُسبب تخلفاً عقلياً عند الرجال ولكن ليس النساء. غير أنَّ المرأة التي تُعاني هذا التحول يزداد خطر إصابتها بقصور المبيض الأولي بنسبة 13 إلى 26% وقد تعاني أيضاً من أمراضاً عصبية في وقت لاحق في حياتها.

ويبدو أيضاً أنَّ قصور المبيض الأولي يتعلق بالمناعة الذاتية أيضاً. يجعل مرض أديسون الأنثى أكثر عرضة للإصابة بقصور المبيض الأولي. كذلك, يوجد ارتباط بين قصور المبيض الأولي وأمراض المناعة الذاتية الأخرى بما في ذلك قصور الدرقية. وتُعتبر الأجسام المضادة للهرمون المُنبه للجريب سبباً آخراً لحدوث قصور المبيض الأولي. كان علاج السرطان السابق يزيد من خطر إصابة المرأة بقصور المبيض الأولي إذ تبين أن عدداً كبيراً من هذه العلاجات يُضر بالمبيضين. كذلك، ثمة احتمال وجود ارتباط بين قصور المبيض الأولي والأمراض المعدية مثل فيروس العوز المناعي البشري والسّلّ والهِربِس والتهاب النكفية الوبائي وجدري الماء إلّا أنّه لم يتم اكتشاف أي علاقة سببية بعد. على الرغم من كل عوامل الخطر والعلاقات المعروفة، تبقى أسباب الإصابة بهذا المرض لدى أغلبية النساء مجهولة.

بالنسبة إلى النساء الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، مثلاً في حال وجود عامل الوراثة العائلية، يُعتَبَر قياس نسبة هرمون AMH مؤشراً موثوقاً لمعرفة مخزون المبيض. وترتبط مستويات هرمون AMH في الدم بعدد الجريبات التي تنمو في المبيض.

كذلك، تستطيع المرأة التي تعاني هذا المرض والتي لا ترغب في الإنجاب استكشاف خيارات علاج أخرى مثل العلاج بالهرمونات البديلة لأنَّ نقص الأستروجين لفترة طويلة قد يُؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على جوانب أخرى من صحة المرأة بما في ذلك انخفاض كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بعدوى في الجهاز البولي. قد تُؤثر أيضاً خسارة الأستروجين سلباً على الصحة النفسية.

أمراض غدد الصم

يُمكن أن تُؤثر المشاكل المتعلقة بالغدة الدرقية أو الغدة النخامية على الإباضة. تواجه ثلث النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الخصوبة من مضاعفات في الغدة الدرقية.توجد الغدة الدرقية في الرقبة ووظيفتها الرئيسية إفراز الهرمونات التي تُنظّم عمليات الاستقلاب وتُحافظ على نمو طبيعي. تلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً غير مباشر في نمو الحويصلات المبيضية. مع عدم نمو الجريبات بشكل كافي, ينخفض احتمال تحرر البويضات ومع عدم وجود بويضة لا يمكن أن تحصل الإباضة.

قصور الدرقية.  يُسبب خمول الدرقية إنتاجاً غير كافٍ لهرمونات الغدة الدرقية. ومن المحتمل أن يُصيب قصور الدرقية النساء أكثر من الرجال بسبعة أضعاف. وفي الدول النامية، يعود السبب في أغلب الأحيان إلى نقص اليود في النظام الغذائي. أّما في الدول التي تتمتع بنظام غذائي غني باليود، فيعود السبب الرئيسي إلى التهاب الدرقية لمرض هاشيموتو وهو مرض مناعة ذاتي يهاجم فيه الجهاز المناعي الغدة الدرقية ويؤدي إلى تثبيط إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
تشمل أعراض قصور الدرقية : التعب وزيادة الوزن وبطء في الحركة والأفكار وأوجاع في العضلات وحساسية متزايدة تجاه البرودة. سوف تعاني 20 إلى 50% من النساء من عدم انتظام الدورة الشهرية و/أو فرط البرولاكتين (ارتفاع نسبة البرولاكتين). كذلك، قد يُعرّض هذا القصور المرأة لأعراض أخرى مشابهة لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات.

يكون خط العلاج الأول لقصور الدرقية هو بديل صناعي لهرمون دواء ليفوثيروكسين. يمكّن هذا العلاج, أي ليفوثيروكسين, النساء اللواتي يعانين من عدم انتظام في الدورة الشهرية بسبب تناقص هرمون الغدة الدرقية من استعادة انتظام الدورات الشهرية. تبقى الأدلة المتعلقة باستعمال ليفوثيروكسين خلال الحمل غير حاسمة حتّى اليوم. وبالتالي، على المرأة الحامل والتي تعاني قصور الدرقية استشارة طبيبها لمعرفة ما إذا كان بإمكانها الاستمرار في العلاج أو لا. كذلك، يُعتبر عامةً أنَّ المرأة التي تتخطى مستويات هرمون المنشط للدرقية لديها 4.0 mlU/L أكثر عرضة للإجهاض. لذلك يُنصح عادة بمواصلة العلاج بهرمونات الدرقية التعويضية بهدف تعزيز معدلات الحمل.

انقطاع الحيض الوظيفي الناتج عن اضطراب الغدة النخامية

يعود سببه إلى انقطاع إفراز هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH) من قبل عصبونات الغدة النخامية. يؤدي هذا الهرمون عادةً إلى تحرر الأستروجين من المبيضين وبالتالي قد يُؤدي نقصه إلى تناقص في الأستروجين وانقطاع الإباضة. يُعيق هذا الانقطاع توازن المحور الوطائي النخامي التناسلي فيكون مسؤولاً عن 20 إلى 35% من حالات انقطاع الحيض الثانوي. كذلك, يمكن أن يكون أحد أسباب تأخر البلوغ.

في حال تم استبعاد وجود حالة خِلقِية، فإن الأسباب الأكثر شيوعاً لانقطاع الحيض الوظيفي الناتج عن اضطراب الغدة النخامية هي عدم توازن الطاقة ( يعود سببه عادة إلى انخفاض مدخول السعرات الحرارية أو الإفراط في ممارسة الرياضة) والضغط. لذا يجب إجراء تغييرات في نمط الحياة وتعلّم التحكم في حالتنا العاطفية إذ يُساعد ذلك على تخفيف أعراض انقطاع الحيض الوظيفي الناتج عن اضطراب الغدة النخامية. وهذا أمر بغاية الأهمية, لأنَ عدم تدبيره يمكن أن يُؤثر في كثافة العظام ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ويُعرّض الشخص للاكتئاب والقلق.

أسباب أخرى

ثمة عدة عوامل أخرى فشل الإباضة عند المرأة وتُؤدي إلى عدم انتظام الدورات الشهرية لديها. تشمل هذه العوامل العمر حيث ينخفض احتياطي المبيض مع الوقت والعوامل التي تتعلق بالبيئة ونمط الحياة.


أسباب
العقم عند المرأة – لمحة عامة


أسباب
العقم عند النساء – مشاكل هيكلية متعلقة بالجهاز التناسلي

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل العقم والحمل وسن الأمل. تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.

المصدر:

  • Bahn, R S, et al. “Hyperthyroidism and Other Causes of Thyrotoxicosis: Management Guidelines of the American Thyroid Association and American Association of Clinical Endocrinologists.” Thyroid, vol. 21, no. 6, June 2011, pp. 593–646., doi:10.1089/thy.2010.0417.
  • Balen, A H, et al. “The Management of Anovulatory Infertility in Women with Polycystic Ovary Syndrome: an Analysis of the Evidence to Support the Development of Global WHO Guidance.” Human Reproduction Update, vol. 22, no. 6, Nov. 2016, pp. 687–708., doi:10.1093/humupd/dmw025.
  • Chakera, A J, et al. “Treatment for Primary Hypothyroidism: Current Approaches and Future Possibilities.” Drug Design, Development and Therapy , vol. 6, 2012, pp. 1–11., doi:10.2147/DDDT.S12894.
  • De Vos, M, et al. “Primary Ovarian Insufficiency.” The Lancet, vol. 376, 11 Sept. 2010, pp. 911–921., doi:10.1016/S0140-6736(10)60355-8.
  • Garber, J R, et al. “Clinical Practice Guidelines for Hypothyroidism in Adults: Cosponsored by the American Association of Clinical Endocrinologists and the American Thyroid Association.” Thyroid, vol. 22, no. 12, Dec. 2012, pp. 1200–1235., doi:10.1089/thy.2012.0205.
  • Gude, D. “Thyroid and Its Indispensability in Fertility.” Journal of Human Reproductive Sciences, vol. 4, no. 1, Jan. 2011, pp. 59–60., doi:10.4103/0974-1208.82368.
  • Kim, C H, et al. “Effect of Levothyroxine Treatment on in Vitro Fertilization and Pregnancy Outcome in Infertile Women with Subclinical Hypothyroidism Undergoing in Vitro Fertilization/Intracytoplasmic Sperm Injection.” Fertility and Sterility, vol. 95, no. 5, Apr. 2011, pp. 1650–1654., doi:10.1016/j.fertnstert.2010.12.004.
  • Krassas, G E. “Thyroid Disease and Female Reproduction.” Fertility and Sterility, vol. 74, no. 6, Dec. 2000, pp. 1063–1070.
  • Meczekalski, B, et al. “Functional Hypothalamic Amenorrhea and Its Influence on Women’s Health.” Journal of Endocrinological Investigation, vol. 37, no. 11, Nov. 2014, pp. 1049–1056., doi:10.1007/s40618-014-0169-3.
  • POI Guideline Development Group. “Guideline on the Management of Premature Ovarian Insufficiency.” European Society of Human Reproduction and Embryology, Dec. 2015, www.eshre.eu/Guidelines-and-Legal/Guidelines/Management-of-premature-ovarian-insufficiency.aspx.
  • Poppe, K, and D Glinoer. “Thyroid Autoimmunity and Hypothyroidism before and during Pregnancy.” Human Reproduction Update, vol. 9, no. 2, 2003, pp. 149–161., doi:10.1093/humupd/dmg012.
  • Practice Committee of the American Society for Reproductive Medicine. “Subclinical Hypothyroidism in the Infertile Female Population: a Guideline.” Fertility and Sterility, vol. 104, no. 3, Sept. 2015, pp. 545–553., doi:10.1016/j.fertnstert.2015.05.028.
  • Ross, D S, et al. “2016 American Thyroid Association Guidelines for Diagnosis and Management of Hyperthyroidism and Other Causes of Thyrotoxicosis.” Thyroid, vol. 26, no. 10, Oct. 2016, pp. 1343–1421., doi:10.1089/thy.2016.0229.
  • “Underactive Thyroid (Hypothyroidism) .” NHS, www.nhs.uk/conditions/underactive-thyroid-hypothyroidism/.
  • Visser, J A, et al. “Anti-Müllerian Hormone: an Ovarian Reserve Marker in Primary Ovarian Insufficiency.” Nature Reviews, Endocrinology, vol. 8, no. 6, 10 Jan. 2012, pp. 331–341., doi:10.1038/nrendo.2011.224.
  • “What Are Some Possible Causes of Female Infertility? .” National Institutes of Health, www.nichd.nih.gov/health/topics/infertility/conditioninfo/ca