هل يجب أن أتناول مُكمّلات البروجسترون إذا كانت لديّ متلازمة المبيض المتعدد الكيسات
يَلعَب البروجسترون والاستروجين, الهرمونات الجنسية الأنثوية الأساسية, دوراً أساسياً في الحفاظ على الوظيفة الفيزيولوجية وبقائها طبيعية.
خلال الدورة الشهرية العادية, تَرتَفع مستويات هرمون البروجسترون بشكل سريع بعد الإباضة وتبقى مُرتَفعة لمُدّة 14 يوماً تقريباً, وهو ما يُسمّى الطور الأصفري للدورة. يُعدّ قياس مستويات هرمون البروجسترون خلال فترة الدورة الشهرية طريقة جيدة لتحديد ما إذا كانت الإباضة قد حدثت أم لا. يدل وصول مستويات هرمون البروجسترون في مصل الدم إلى 5 نانوغرام/مل خلال الطور الأصفري إلى حدوث الإباضة أمّا انخفاضها عن 1.8 نانوغرام/مل يعني عدم حدوث الإباضة. تكون هذه المعلومات قَيّمة حقاً للنساء اللواتي يُحاولن الحمل, حيث لا يمكن الحمل دون حدوث الإباضة. ولكن حتى بالنسبة لأولئك اللاتي لا يحاولن الحمل فإنّه من المفيد التأكّد من حدوث الإباضة أو عدم حدوثها.
يُعدّ ضعف الإباضة المصحوب بمستويات منخفضة جداً من هرمون البروجسترون أحد الأعراض الرئيسية للإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات. علاوةً على ذلك، يمكن أن تُسبّب مستويات البروجسترون المنخفضة زيادة في مستويات هرمون التستوستيرون, إذ يكون حجب مستقبلات الأندروجين إحدى الوظائف الطبيعية لهرمون البروجسترون. التستوستيرون هو أندروجين, وإنَ عدم وجود كفاية من البروجستيرون لحجب مستقبلات التستوستيرون يسبب ارتفاع مستويات التستوستيرون وتجاوزه الحدّ الطبيعي عند الإناث. يُؤدّي ذلك إلى ظهور صفات شبيهة بالذكور عند الأنثى مثل زيادة شعر الوجه (كثرة الشعر).
تستطيع زيادة مستويات هرمون البروجسترون تحسين اثنين على الأقل من الخصائص الرئيسية التي تميِز متلازمة المبيض متعدد الكيسات. إلّا أنّه من المهم اتباع الطريقة الأفضل لزيادة مستويات هرمون البروجسترون كزيادة الإمداد الطبيعي للجسم. قد يعني هذا البحث بشكل أعمق في الأسباب التي تجعلك تُواجهين أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات؛ هل ترتبط بمقاومة الأنسولين أو بالتوقّف عن تناول حبوب منع الحمل او أنَها حالة التهابية أو تأثير جانبي لحالة أخرى؟ قد يخفف مُعالجة السبب من أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات بما فيها زيادة مستويات هرمون البروجسترون الداخلي المنشأ. يُعَد الخيار الأفضل الثاني هو أخذ نسخة بيولوجية مُطابقة لهرمون البروجسترون التي تكون أقرب ما يمكن إلى الهرمون الطبيعي, وهي تتواجد عادةً على شكل كريم أو كبسولة. يُمكن أن يكون ذلك مفيداً جداً في تنظيم الدورة الشهرية وحلّ بعض المشكلات التي ترتبط بفترة انقطاع الطمث أو سن الأمل كاضطرابات النوم.
بالطبع ليس من الضروري تناول مُكمّل البروجسترون، ولكن قد يكون من المفيد التفكير في تناول المُكمّل إذا لم تتمكّني من زيادة هرمون البروجسترون الداخلي المنشأ لديكِ. يحتوي البروجسترون على عدد من الفوائد الصحية أهمّها حماية الرحم من التعرض للاستروجين بشكل مفرط الذي يَرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم. يُحسّن هرمون البروجسترون الطاقة ويوازن الحالة المزاجية ويُقلّل من ظهور حَبّ الشباب (بسبب خصائصه المُضادّة للأندروجين) وله بعض الخصائص المضادة للالتهاب حيث تكون الاستجابة المناعية المرتفعة أحد الأعراض الشائعة لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
إحدى الحقائق المُهمّة التي يجب أخذها في عين الاعتبار هي أنّ حبوب منع الحمل الفموية لا تحتوي على هرمون البروجسترون أو حتى نسخة بيولوجية منه. إنّها تحتوي على بروجستوجين مُنتَج صناعياً (ويُسمّى أيضاً البروجستين) وبذلك لن تُوفّر جميع الفوائد الصحية للبروجسترون الطبيعي. في حين إمتلاك البروجستينات الحديثة بعض الخصائص المضادة للأندروجين ولكن يوجد عدد من الآثار السلبية التي تجب مراعاتها قبل التفكير في استخدام حبوب منع الحمل كخيار لعلاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات. من هذه الآثار السلبية نذكر زيادة القلق والاكتئاب وفقدان الشعر وخطر تَخثّر الدم. إنّ حبوب منع الحمل ليست وسيلة لدعم إنتاج هرمون البروجسترون الداخلي بل هي وسيلة تقلد بعض الآثار لتوفير الراحة من الأعراض على المدى القصير.
المصدر:
- De Melo, A S, et al. “Hormonal Contraception in Women with Polycystic Ovary Syndrome: Choices, Challenges, and Noncontraceptive Benefits.” Open Access Journal of Contraception, vol. 8, 2 Feb. 2017, pp. 13–23., doi:10.2147/OAJC.S85543.
- Briden, L. “7 Superpowers of Progesterone.” Lara Briden – The Period Revolutionary, 4 Nov. 2016, www.larabriden.com/superpowers-benefits-progesterone/.
- “Progesterone Therapy.” The Centre for Menstrual Cycle and Ovulation Research, www.cemcor.ubc.ca/resources/topics/progesterone-therapy.