تكرر الإجهاض : “لماذا يحدث ذلك معي؟”

تُعَرّف حالات الإجهاض المُتكرّر (المعروفة أيضاً باسم فقدان الحمل المُتكرّر) بأنّها فقدان الحمل مَرّتين أو أكثر. إنّ حدوث الإجهاض لمرة واحدة فقط قد يكون مُدمّراً للأزواج المُتَأمّلين بأن يُصبحوا آباءً وأمهاتٍ لتزداد هذه الخسارة النفسية والعاطفية مع زيادة حدوث الإجهاض.
تتبادر إلى ذهن المرأة بعد مرورها بتجربة الإجهاض العديد من الأسئلة مثل؛ "لماذا حدث هذا لي؟ هل سيحدث مرة أخرى؟ هل أنا المُلامة؟" على الرغم من محاولة المحافظة على المنطق والتوازن في التعامل مع الأمر إلّا أنّ العديد من النساء ينتابهنّ مزيج من الشعور بالذنب والحزن والغضب واليأس.
تُعتَبر الوراثة السبب الأكثر شيوعاً لحدوث الإجهاض. أي أنّ هناك شيئاً ما يحدث أثناء تَشكّل البويضة أو النطاف أو عندما يَحدُث الإخصاب. عادةً ما يكون هذا بسبب وجود عدد غير صحيح من الكروموزومات أثناء النموّ والتطوّر. يُعدّ هذا سبباً في حدوث حوالي 60% من حالات الإجهاض ويصبح أكثر شيوعاً عندما تتقدّم المرأة (وبويضاتها) في السن.
تكون في الغالب فرصة أن تتكرر حالة الإجهاض مرة ثانية لدى امرأة أجهضت سابقاً هي 1 في المائة. إلّا أنّ هذه النسبة تزداد إذا كان سبب الإجهاض نوعاً آخر من المشاكل الجينية يُطلق عليه اسم "النقل" الذي يحدث عند فقدان أو وجود جزء إضافي من كروموزوم معين عند بويضات المرأة أو نطاف الرجل. يمكن اكتشاف وجود ذلك بإجراء اختبار لكروموزومات الوالدين.
لا ترتبط جميع حالات الإجهاض بهذه المشاكل الجينية. قد تكون بعض  الحالات نتيجة وجود مشاكل طبّية كاضطراب في المناعة يجعل المرأة عرضة لحدوث جلطات الدم مثل متلازمة مضاد الفوسفولبيد.  كما يمكن للسكري واضطرابات الغدة الدرقية أن تُسبّب خسارة الحمل.
لسوء الحظ، لا يمكن كشف سبب الإجهاض المتكررغالباً (حتى 75% من الحالات). تتضمّن الإجراءات التي يتمّ القيام بها لمحاولة العثور على تشخيص للحالة الاطلاع على التاريخ الطبّي والفحص الجسمي واختبارات الدم والاختبارات الجينية (لكل من الوالدين وأنسجة الحمل). يمكن أيضاً إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية أو أي نوع آخر من التصوير لمعرفة ما إذا كان شكل الرحم جزءاً من المشكلة أيضاً.
يَعتمد علاج فقدان الحمل المتكرر على الأسباب المؤدّية له. قد تحتاج بعض النساء إلى جراحة لتصحيح شكل الرحم في حين قد تتلقى أخريات مضادات التخثر في حال إصابتهنّ بمتلازمة الفوسفوليبيد. 
بشكل عام، يمكن لِحوالي 65% من النساء في الحصول على أطفال أصحاء بعد تكرر فقدان الحمل. من المهم أن تحصل النساء (وشركاؤهن) على الدعم الذي يحتاجون إليه خلال هذه الفترة، حيث يلومون أنفسهم في كثير من الأحيان أو يضطرون إلى التعامل مع نصيحة مُقدّمة لهم بِنيّة حسنة من الأسرى والأصدقاء إلّا أنّها ليست مفيدة.
المصدر:

  • The American Congress of Obstetricians and Gynecologists
  • FAQ 100: Repeated miscarriages
  • May 2016

برعاية Bundoo®

Follow by Email
Twitter
Visit Us
Follow Me
LinkedIn
Share