ملامسة الجلد للجلد لتهدئة مولودكِ الجديد
قد يترافق مع المولود الجديد العديد من التحديات التي تُثمر عن فوائد كثيرة في المستقبل ولكنّها تبقى بلا شكّ تحديات صعبة! ماذا لو أخبرناكِ عن تقنية تُساعد على تهدئة طفلكِ وتُحسّن قدرتكِ على الرضاعة الطبيعية بثقة وتجعل علامات طفلكِ الحيوية أكثر استقراراً؟ سوف تغتنمين بالتأكيد هذه الفرصة لتجربتها؟ نعم، هذه التقنية موجودة وبسيطة للغاية : ملامسة الجلد للجلد مع طفلكِ في مرحلة مبكرة وبشكلٍ متكرر.
لا يوجد غموض حول تقنية ملامسة الجلد للجلد وهي ليست عملية معقّدة أو تستوجب مهارات متقدّمة. فهي تعني حصول تواصل جسدي مباشر بينكِ وبين طفلكِ. ويكون الطفل عادة عارياً باستثناء حفّاض.
ويُمكنكِ البدء بممارسة تقنية ملامسة الجلد للجلد بعد الولادة مباشرة. وعليكِ أولاً تجفيف طفلكِ بواسطة بطانية ووضعه مباشرة على صدركِ بين ثدييكِ ويجب أن يكون وجهه مُوجّهاً إلى السطح الداخلي لأحد الثديين. ومن ثمَّ يجب أن تُغطيه ببطانية دافئة وجافة وأن تضعي له قبعة لمنع خسارة جسمه للحرارة بشكلٍ مفرط خلال الدقائق الأولى من ولادته. وسوف يتأكّد مُقدّم الرعاية الصحية من عدم تغطية البطانيات لوجه طفلكِ ومن فصل ذقنه عن صدره لإبقاء مجرى الهواء مفتوحاً.
ولا تقتصر مدة ملامسة الجلد للجلد فقط على مرحلة ما بعد الولادة مباشرة بل يُمكنكِ القيام بها بشكلٍ منتظم خلال الأسابيع والأشهر الأولى من ولادة طفلكِ. ويُمكنكِ القيام بها تماماً كما جرى شرحها أعلاه أو باستطاعتكِ حمل طفلكِ بواسطة شيالات أو حمّالات أطفال ما يسمح لكِ بإنجاز بعض الأمور في الوقت نفسه. ولا توجد فترة زمنية قصوى لممارسة تقنية ملامسة الجلد للجلد إذ يُمكنكِ القيام بها متى تشعرين أنَّ طفلكِ بحاجة إلى أن يكون قريباً منكِ. وقد تُلاحظين أنَّ طفلكِ سوف يبدأ بالتوجّه نحو ثديكِ خلال هذه الفترة لذا أعطه إياه لمعرفة ما إذا كان سيلتصق به. وتُعتبر هذه طريقة لتهدئة الأطفال العصبيين أو لفهم علامات الجوع لدى طفلكِ خلال الأسابيع القليلة الأولى.
ولا تقتصر عملية ملامسة الجلد للجلد فقط على الأم وطفلها إذ يُمكن أن يستفيد منها أيضاً زوجكِ أو شريككِ. وبالفعل، تُعتبر ملامسة الجلد للجلد طريقة رائعة لبناء رابط قوي بين الأب والطفل.
ويُمكن للأطفال الذين يولدون قبل الأوان ويقضون وقتاً في وحدة العناية المُركّزة لحديثي الولادة الحصول على ملامسة الجلد للجلد. وقد يستفيد حتّى الأطفال الأصغر حجماً من تقنية ملامسة الجلد للجلد بشكلٍ منتظم شرط أن تكون وضعية طفلكِ جيدة وتجنّب التلاعب بأنابيب الحقن الوريدي وأجهزة المراقبة. ولا تُوطد ملامسة الجلد للجلد علاقة الطفل بوالديه فحسب بل تُساعد أيضاً على تعافي الطفل. وبالفعل، يُعاني عادة هؤلاء الرضّع الأكثر عرضة للخطر من تراجع في صحتهم عندما تتوقّف عملية ملامسة الجلد للجلد.
من Bundoo®