تقييم سلامة القناة الفالوبية (البوق) عند النساء اللواتي يواجهن صعوبة في الإنجاب

يُؤثّر العقم على حوالي 15% من الأزواج على مستوى العالم. يُعَرّف العقم بأنّه عَدَم القدرة على الحمل بعد 12 شهراَ من المحاولة المُستَمِرّة. تَكون أسباب العُقم مُتَنَوّعة ومُعَقّدة وتُرافقها مُشكلات تُؤثّر على كلّ من الذكور والإناث.

بالنسبة للعقم عند النساء، يَكون انسداد قناة فالوب سبباً في 30-35% من الحالات. ونَظَراً لمُعدّل الانتشار هذا، فإنّه في حالات العقم دون سبب واضح, يَكون تقييم سلامة القنوات (البوق) أحد الفحوصات الأولى التي يَجِب على الطبيب إجراؤها. حيث يَجِب أن تكون قناة فالوب مَفتوحة دون عائق. إذا تَمّت إعاقة أو سد قناة فالوب، يُمكِن أن يُقَلّل ذلك بشكل كبير من احتمال الحمل عند الأنثى. لذلك، فإنّ تقييم سلامة القنوات (البوق) هو خطوة رئيسة في الفحص التشخيصي للنساء اللاتي يُواجهنَ صعوبة في حدوث الحمل.

تكون بعض التقنيات الأكثر استخداماً:

  • إدخال سائل إلى قناة فالوب عبر التنظير الرحمي
  • تصوير الرحم وقناة فالوب بالأشعة (HSG)
  • الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل
  • التخطيط بالموجات فوق الصوتية بوجود محلول ملحي (SIS)
  • تصوير الرحم وقناة فالوب بالموجات فوق الصوتية بوجود مادة ظليلة (HyCoSy)

إدخال سائل إلى قناة فالوب عبر التنظير الرحمي

يتم في هذه الطريقة تَدَفّق سائل من خلال عنق الرحم عبر قناة فالوب. لذلك، تُعرَف هذه الطريقة أيضاً باسم التدفق البوقي. يُمكِن استخدامه تَشخيصياً إلى جانب تنظير البطن. كما ثَبُتَ أنّه يَعمَل كخيار علاجي في حالات الانسداد الجزئي لأنّ بعض النساء اللاتي خَضَعنَ لهذا الإجراء استَطَعنَ الحمل لاحقاً دون الحاجة إلى مزيد من العلاج. ما زال سَبَب حدوث هذا الأمر غير واضح وجودة الدراسات التي أُجرِيَت حتى الآن مُنخَفِضة، لذلك، من غير المُرَجّح أن يوصي الأطباء باتباع هذا العلاج لوحده.

يتم تطبيق عملية إدخال سائل إلى قناة فالوب أحياناً كخطوة تسبق الإجراءات المساعدة على الإنجاب حيث ثَبُتَ أنّها تُحَسّن معدلات الحمل إذا تم إجراؤها في اليوم السابق للتلقيح داخل الرحم.

هذه التقنية آمنة وسهلة ولا تُسَبّب سوى القليل من الانزعاج.

تصوير الرحم وقناة فالوب بالأشعة (HSG)

يَعتَمِد هذا الإجراء على حَقن مادة ظليلة (صبغة) باستخدام قسطرة في عنق الرحم وعلى طول قناة فالوب. يتم تسجيل صور الأشعة السينية على فترات مُتَقطّعة. غالباً ما تَكون هذه التقنية جزءاً من الفحص الأولي عند الاشتباه بالعقم البوقي نظراً لانخفاض التكلفة نسبياً وعدم الحاجة إلى التخدير بعكس تنظير البطن. عادةً ما يتم تنفيذ هذا الإجراء بين اليومين 7 و12 من الدورة الشهرية عند الأنثى (حيث يكون اليوم 1 هو اليوم الأول من فترة الحيض عند الأنثى).و هذا لأنّه في هذه المرحلة, لا يوجد أيّ احتمال لحدوث الحمل وتَكون سماكة بطانة الرحم في الدرجة المثلى.

يُمكِن أن تَكون المادة الظليلة ذات أساس زيتي أو قابلة للذوبان في الماء. وَجَد تحليل لـ 13 تجربة أنّ تصوير الرحم وقناة فالوب بالأشعة بوجود مادة ظليلة قابلة للانحلال في الزيت كان مُرتَبِطاً بحدوث حمل لاحق بنسبة 29-55%. في المقابل، كانت نسبة الحمل عند النساء اللاتي لم يَخضَعنَ لتصوير الرحم وقناة فالوب بالأشعة 17%. لذلك، يُعتَقَد أنّ تصوير الرحم وقناة فالوب مع مادة ظليلة قابلة للذوبان في الزيت يُحَسّن مُعدّلات الحمل و ولادة أطفال أحياء، ولكن تُعتَبَر الأدلة مُنخَفِضة الجودة. لم يتم العثور على أيّ ارتباط بين زيادة معدلات الحمل واستخدام المواد الظليلة القابلة للذوبان في الماء.

غالباً ما لا يُظهِر تصوير الرحم وقناة فالوب بالأشعة الالتصاقات التي تَقَع خارج قناة فالوب مثل رواسب بطانة الرحم، كما أنّه غير مناسب لتحليل الشكل الخارجي للمبيض. سوف تُواجه بعض النساء ردّ فعل على المادة الظليلة بشكل ألم بطني؛ بينما لا ترغب نساء أُخرَيات بالخضوع لتقنية تستخدم الإشعاعات المؤينة.

الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل

يُعتَبَر الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل أداة مفيدة لتحديد بعض الأسباب البُنيَوِية للعقم عند النساء، بما في ذلك متلازمة المبيض المتعدد الكيسات وبطانة الرحم الهاجرة والأورام الليفية، لكنّها تُعتَبَر بشكل عام أقل فائدة في تحديد سلامة القنوات ما لم توجد حالة مَوَه البوق، يحدث موه البوق عند انسداد قناة فالوب بسائل وانتفاخه. يُمكِن أن تَعمَل الموجات فوق الصوتية بفعالية فقط عندما يكون هناك سطح ناتج عن اتصال سائل و نسيج (سائل خلالي)، لذلك، تَكون قناة فالوب غير مرئية في ظل الظروف العادية. وقد ساعد تطوير التخطيط بالموجات فوق الصوتية بوجود محلول ملحي على التعامل مع هذه المسألة.

التخطيط بالموجات فوق الصوتية بوجود محلول ملحي (SIS)

يتم تَمرير المحلول الملحي عبر قسطرة إلى الرحم . ينتفخ الرحم عند امتلائه بالمحلول الملحي فيتم دفع المحلول إلى قناة فالوب. يتم إجراء تخطيط بالموجات فوق الصوتية بشكل مستمر. تَشمُل علامات انسداد البوق تَراكم السائل في تجويف الرحم أو نقص “انسكاب” المحلول الملحي من نهاية إحدى قناتي فالوب. كما يُمكِن استخدام هذه التقنية لتشخيص أمراض الرحم مثل بطانة الرحم الهاجرة والبوليبات، بالإضافة إلى تصوير ورؤية المبيضين. غالباً ما تُستَخدَم هذه التقنية كمحاولة لتحديد السبب الأساسي لنزيف الرحم غير الطبيعي.

لقد أَثبَتَ التخطيط بالموجات فوق الصوتية بوجود محلول ملحي أنّه يُعطي نتائج مُماثلة لتلك التي يتم الحصول عليها باستخدام تصوير الرحم وقناة فالوب بالأشعة وتنظير البطن دون الحاجة إلى إشعاعات مؤينة أو تخدير. تكون المضاعفات قليلة للغاية وترجِع بشكل أساسي إلى انتفاخ الرحم بشكل غير طبيعي ممّا يُمكِن أن يُسَبّب غثيان وألم خفيف إلى متوسط الشدة.

تصوير الرحم وقناة فالوب بالموجات فوق الصوتية بوجود مادة ظليلة (HyCoSy)

يَجمَع هذا الإجراء بين مبادئ تصوير الرحم وقناة فالوب بالأشعة والتخطيط بالموجات فوق الصوتية بوجود محلول ملحي لزيادة الدقة في التشخيص. يَعتَمِد مبدأ هذه التقنية على تحسين رؤية قناة فالوب عبر جعل المادة الظليلة واسعة الانتشار للحصول على صورة أوضح. يتم ذلك عبر استخدام مادة ظليلة تحتوي على فقاعات صغيرة، يتم حقنها في تَجويف الرحم والسماح لها بالتبدّد بطريقة مشابهة لتلك التي نشاهدها في تقنيات التصوير الأخرى. تُشبِه معدّات التصوير المُستَخدَمة في هذه الطريقة الأدوات التي يتم استخدامها في التخطيط بالموجات فوق الصوتية بوجود محلول ملحي. وتُوفّر المادة الظليلة القدرة على تحديد موقع الانسداد بشكل أكثر دقّة.

إنّ أَبسَط طريقة لتصوير الرحم وقناة فالوب بالموجات فوق الصوتية بوجود مادة ظليلة هي استخدام محلول ملحي مُهَيّج (غازي)، وهي طريقة مُماثلة لتلك المُستَخدَمة من قِبَل أطباء القلب الذين يُريدون فحص القلب بالتفصيل. كما تتوفر المواد الظليلة لهذا الإجراء تجارياً.

من حيث الفعالية، يُعتَبَر تصوير الرحم وقناة فالوب بالموجات فوق الصوتية بوجود مادة ظليلة مُشابِهاً لتصوير الرحم وقناة فالوب بالأشعة. إلّا أنّه يَتَجنّب الحاجة إلى التعرّض للأشعة السينية ممّا يَجعله أكثر أماناً نوعاً ما، ويُعتَبَر مُتَفوّقاً على تصوير الرحم وقناة فالوب بالأشعة في فحص وتقييم البنى المجاورة للحوض. كما أنّ عدم الحاجة إلى مُعدّات مُتَخصّصة يَجعله أيضاً طريقة فحص أولية فعالة من حيث التكلفة نسبياً. ولكن أهم عيب في هذا الإجراء هو ارتفاع الإيجابية الكاذبة  إلى حدّ ما بسبب الطبيعة المُلتَوِية للغاية لقناة فالوب؛ باعتبار أنّ قناة فالوب عبارة عن قِطعتين أنبوبتين بطول 10-12 سم مضغوطتين في مساحة صغيرة جداً داخل حوض الأنثى. قد يُصَعِب هذا الأمر من تحديد وجود انسداد حقيقي. في الحالات التي تكون فيها المشكلة مُتَعلّقة بقناة فالوب، قد يكون تصوير الرحم وقناة فالوب بالأشعة هو الخيار المُفضّل.

إنّ ظهور تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد للرحم وقناة فالوب بالموجات فوق الصوتية بوجود مادة ظليلة يجب أن يُحَسّن دقة هذه التقنية. ولكن تَكلفة هذه العملية أعلى وتَتَطلّب مُعدّات أكثر تَخصّصاً، ممّا يَعني أنّها قد لا تَكون مُتَوفّرة في جميع مرافق الرعاية الصحية.

في حالات العقم دون سبب واضح، يجب أن تكون الطريقة الأولى هي تقييم سلامة القنوات. تُقَدّم هذه المقالة نظرة عامة على بعض التقنيات الأكثر شيوعاً المُستَخدَمة لتصوير ورؤية قناة فالوب. قد تكون هناك حاجة إلى طرق بديلة أخرى إذا كانت المشكلة غير مُتَعلّقة بقناة فالوب.

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.

المصدر:

  • Ranaweera, A K, et al. “Value of Sonographic Hydrotubation Using Agitated Saline as a Screening Test for Tubal Patency.” Scholars Journal of Applied Medical Sciences, vol. 1, no. 2, 2013, pp. 122–130.
  • Mardanian, Farahnaz, et al. “Evaluation of Efficacy of Transvaginal Sonography with Hysteroscopy for Assessment of Tubal Patency in Infertile Women Regarding Diagnostic Laparoscopy.” Advanced Biomedical Research, vol. 7, no. 1, 25 June 2018, p. 101., doi:10.4103/abr.abr_71_17.
  • Mohiyiddeen, Lamiya, et al. “Tubal Flushing for Subfertility.” Cochrane Database of Systematic Reviews, 1 May 2015, doi:10.1002/14651858.cd003718.pub4.
  • Okonkwo, Onyinye Onyeka, et al. “Successful Pregnancy Following Refusal of Laparoscopy but Acceptance of Hydrotubation-Only Procedure for Bilateral Tubal Blockade.” Clinical Obstetrics, Gynecology and Reproductive Medicine, vol. 1, no. 2, 2015, pp. 40–42., doi:10.15761/cogrm.1000111.
  • Panchal, Sonal, and Chaitanya Nagori. “Imaging Techniques for Assessment of Tubal Status.” Journal of Human Reproductive Sciences, vol. 7, no. 1, Jan. 2014, p. 2., doi:10.4103/0974-1208.130797.
  • Phillips, Catherine H., et al. “Comparison of Uterine and Tubal Pathology Identified by Transvaginal Sonography, Hysterosalpingography, and Hysteroscopy in Female Patients with Infertility.” Fertility Research and Practice, vol. 1, no. 20, 23 Dec. 2015, doi:10.1186/s40738-015-0012-3.
  • Saunders, Rhiana D., et al. “Current Methods of Tubal Patency Assessment.” Fertility and Sterility, vol. 95, no. 7, June 2011, pp. 2171–2179., doi:10.1016/j.fertnstert.2011.02.054.
  • Simpson, William L., et al. “Hysterosalpingography: A Reemerging Study.” RadioGraphics, vol. 26, no. 2, 1 Mar. 2006, pp. 419–431., doi:10.1148/rg.262055109.