فرط الأندروجينية
تتمثّل المظاهر الرئيسية لفرط الأندروجينية السريرية في وجود شعرانية ذكورية وحَبّ الشباب والثَعْلَبَة (غياب الشّعْر الكلّي أو الجزئي). بالنسبة للشعرانية، فيعتقد الأطبّاء أن نسبة تتراوح ما بين 65 إلى 75% من المريضات المصابات بمتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات تتعرّض له؛ في حين يصيب حَبّ الشباب نسبة تتراوح ما بين 12-14% منهن، والثَعْلَبَة تصيب نحو 10% فقط منهن. حريّ بالذكر أنَّ مدى انتشار كل واحد من هذه الأمراض يختلف باختلاف العِرق؛ مع ذلك فإن حَبّ الشباب على وجه الخصوص شائع بصورة متكافئة تقريباً بين جميع الأعراق، وخصوصاً عند البلوغ نتيجة التغيرات الهرمونية.
أما فرط الأندروجينية البَيوكيميائيّة يعني أن المرأة المصابة به لديها مستويات مرتفعة من الهرمونات الجنسية الذكرية. بهذا الصدد، يعمد الطبيب إلى التحقق من مستويات هرمون التيستوستيرون عبر فحوصات الدم، الأندروستندويون والدِيهيدرو إيبي آندرُوستِيرُون (DHEA)/ سُلفات الدِيهيدرو إيبي آندرُوستِيرُون (DHEAS). مع ذلك فإن الكثير من هذه المقايسات محدودة الجدوى نظراً لضعف دقّتها وحساسيتها في اكتشاف الهرمونات، لا سيما إن كانت هذه المُقايسات مُصممة في الأصل لقياس مستويات مرتفعة جدًا من الهرمونات الذكرية.
في هذا السياق، سجّل الأطباء أن ما نسبته نحو 70% من النساء المصابات بمتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات لديهن مستويات مرتفعة من هرمون التيستوستيرون الحرّ. والتيستوستيرون الحرّ ما هو إلا جزءٌ من إجمالي الهرمون الذكريّ الذي يؤثر على الأنسجة المُستهدفة. ذلك أن هرمون التيستوستيرون الإجمالي يتضمن أيضًا جزءًا هرمونيًّا مرتبط بالغلوبولين المرتبط بالهرمون الجنسي (SHBG) يُوجَد في مصل الدم. وتكمن المشكلة في قياس مستويات التيستوستيرون المرتبط في مصل الدم أن هذه المستويات لا ترتبط بالضرورة بالنشاط البيولوجي للهرمون، ولذلك، يعتبر الأطباء التيستوستيرون الحرّ مقياساً أكثر دقة لذلك النشاط.
من جهته، يُتخذ الأندروستندويون والدِيهيدرو إيبي آندرُوستِيرُون (DHEAS) عادةً بمثابة علامة سريرية (كلينيكية) على وجود فرط الأندروجينية. ذلك أن هذا المُكوّن متوفر بكثرة ومستقر، ويسهل قياسه، وقد سجّل الأطباء ما نسبته من 25 إلى 35% من النساء المصابات بمتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات لديهن مستويات مرتفعة من الأندروستندويون والدِيهيدرو إيبي آندرُوستِيرُون (DHEAS). لذلك من الأجدى طبيًا بالفعل قياس مستويات كلٌّ من التيستوستيرون الحرّ والأندروستندويون والدِيهيدرو إيبي آندرُوستِيرُون (DHEAS) في النساء اللائي يُشتبه بأنهن مصابات بمتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات.
قراءة المزيد حول مُشكلات طرق تشخيص مُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات التقليدية