إفرازات عنق الرحم خلال الدورة الشهرية

تتَغيّر إفرازات عنق الرحم أو المخاط الناتج عنه من ناحية الكمية واللون والقوام والملمس خلال الدورة الشهرية.

قد يشكل مراقبة مخاط عنق الرحم بشكل مُستَمِر ودقيق يومياً وسيلة لتحديد موعد الإباضة. وهو أحد الأشكال الطبيعية لتنظيم الأسرة، غالباً ما يتم تَطبيقه بالإقتران مع قياس درجة حرارة الجسم القاعدية (BBT) بشكل يومي, لمساعدة النساء اللاتي يَواجهن صعوبة بالإنجاب في تَحديد متى يَكُنّ أكثر خصوبة. وبشكل معاكس، يُمكِن استخدامه كوسيلة طبيعية وغير مُكلِفة لمنع الحمل عند الأزواج الذين يُحاولون تَجَنّب حدوثه. إلّا أنّه عندما تَعتَمِد النساء على مخاط عنق الرحم فقط لتحديد متى يكون من “الآمن” ممارسة الجنس دون استخدام أي حماية، تكون مُعَدّلات الحمل غير المقصود مرتفعة نسبياً.

الإفرازات المخاطية النموذجية خلال الدورة الشهرية

  • عند الحيض: تَغيب الإفرازات المخاطية  في الغالب. وإذا كان هناك القليل منها، فمن الصعب التمييز بينها وبين دم الحيض.
  • الطور 1: يكون خلال 3-4 أيام بعد الحيض. لا يُلاحظ وجود إفرازات ويَتَرافق بشعور بالجفاف. ويُعتَبَر هذا الطور مرحلة كامنة من الدورة الشهرية.
  • الطور 2:يكون خلال  3-5 أيام التالية. يُصبِح المخاط قاتم ودبق ويَتَرافق بشعور بالرطوبة.
  • الطور 3: يكون خلال 3-4 أيام التالية. تزداد كمية المخاط ويُصبِح صافي وزلق وقابلاً للتمدّد ويترافق بشعور بالبلل. تَحدُث الإباضة في نهاية هذا الطور, ويُعرَف موعد حدوثها ب “يوم الذروة”.
  • الطور 4: يكون بعد بضعة أيام من يوم “الذروة” ويسبق دورة الحيض التالية. تصبح الإفرازات سميكة ولزجة وقد يكون هناك بعض الأيام الجافة. تُسمّى مرحلة ما بعد الإباضة “بالطور الأصفري” من الدورة.

قد تختَلِف مدة كل طور  وقد يَستَغرِق الأمر عدّة أشهر حتى تبدأ الأنثى في التعرّف على نمط دورتها الشهرية. بمُجَرّد أن تَتَمكّن من تمييز الأطوار المختلفة للدورة المخاطية عندها، ستصبح الأنثى التي ترغب في الحمل قادرة على زيادة فرص حدوث الحمل عن طريق توقيت الجماع في الأيام التي يكون فيها المخاط في حالته المثلى (المرحلة 3)، والتي تتزامن مع الأيام التي تكون فيها الأنثى أكثر خصوبةً. تنتهي الفترة الأكثر خصوبة لتلك الدورة بعد أربعة أيام من يوم الذروة.

في حال حدوث الحمل، قد يُصبِح المخاط سميكاً ودبقاً وشفافاً وقد تُعاني المرأة من نزيف الإنغراس الخفيف. يَجِب أن يَستَمر هذا الأمر لمدة 24-48 ساعة فقط. في مراحل الحمل المبكرة، قد تكون إفرازات عنق الرحم لزجة وذات لون أبيض أو أصفر.

ما هو المخاط ولماذا يَتَغيّر أثناء الدورة الشهرية؟
المخاط عبارة عن مزيج مُعَقّد من الماء والدهون والكوليسترول والكربوهيدرات والأيونات غير العضوية والبروتينات. يُعتَقَد أنّ دور المخاط هو الحماية في المقام الأول، فهو يُفرَز من الجهاز التنفسي والهضمي أيضاً. يُشَكّل مخاط عنق الرحم حاجزاً طبيعياً يحمي القناة التناسلية الأنثوية العلوية من الإمراضيات المحتملة. كذلك, يُعَدّ مصدراً للأجسام المضادة للنطاف. 

قبل الإباضة مباشرة، يُصبِح مخاط عنق الرحم صافياً وقابلاً للسيلان، ممّا يُسَهّل اختراق الحيوانات المنوية أو النطاف عنق الرحم. عندما يكون المخاط في عنق الرحم أكثر سماكة ولزج القوام، فإنّه من الطبيعي أن يحجب مرور الحيوانات المنوية. في الحمل الطبيعي، يجب أن يمر الحيوان المنوي عبر عنق الرحم ليصل إلى البويضة. يكون الإلقاح غير ممكناً إذا لم يَتَمكّن الحيوان المنوي من التنقّل عبر عنق الرحم. من الممكن استخدام الأدوية للتلاعب بتركيب مخاطية عنق الرحم, فمثلاً يمكن جعله يعيق مرور الحيوانات المنوية, وبالتالي قد يشكل وسيلة غير هرمونية لمنع الحمل يوماً ما.

يُعتَقَد أنّ تغيّرات المخاط الذي يفرزه عنق الرحم تنتج عن تأرجح مستويات الهرمونات؛ إذ تَتَزامن إفرازات الإباضة الرطبة والشفافة مع ارتفاع مستويات الاستروجين. مازال تأثير مانعات الحمل الهرمونية على مخاط عنق الرحم غير مفهوماً بشكل كبير، وبالتالي، من غير المرجح أن تكون النساء اللاتي يَستَخدِمنَها قادرات على تَتَبّع دورتهنّ بالطريقة نفسها. كما أنّ النساء اللاتي لديهنّ دورة شهرية غير منتظمة أو النساء اللاتي لا تحدث لديهن الإباضة سيواجهن صعوبة كبيرة على الأرجح في تحديد الدورة المخاطية لديهن. كذلك هو حال النساء اللاتي بَدَأت الدورة الشهرية لديهن للتو (تم البلوغ حديثاً) أو اللاتي اقتربنَ من سن الأمل أو اللاتي أنجَبنَ حديثاً أو أو تَوقّفنَ عن تناول وسائل منع الحمل الهرمونية أو تَوَقّفنَ عن الرضاعة الطبيعية أو اللاتي يُعانين من حالات هرمونية مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات. كما أنّه من غير المُحتَمَل أيضاً أن تكون النساء اللاتي يُعانين من التهابات الجهاز البولي التناسلي بشكل دائم قادرات على متابعة مخاط عنق الرحم بدقة.

متى يجب طلب المزيد من المساعدة
كما هو مُوَضّح أعلاه، يُمكِن أن تَتَغيّر كمية وقوام مخاط عنق الرحم بشكل كبير ومستمر خلال دورة الحيض. إلّا أنّه هناك أوقات يجب فيها طلب نصيحة إضافية:

  • إذا كان المخاط أخضر أو ​​أصفر أو رمادي اللون.
  • إذا كان مصحوباً بحكّة مُفرِطة أو بإحساس حارق.
  • إذا كان له رائحة.
  • عند المعاناة من نزيف غير طبيعي من الرحم.

​​​​​​​المصدر:

  • Bigelow, J. L. “Mucus Observations in the Fertile Window: a Better Predictor of Conception than Timing of Intercourse.” Human Reproduction, vol. 19, no. 4, 1 Apr. 2004, pp. 889–892., doi:10.1093/humrep/deh173.
  • Ecochard, Rene, et al. “Self-Identification of the Clinical Fertile Window and the Ovulation Period.” Fertility and Sterility, vol. 103, no. 5, May 2015, doi:10.1016/j.fertnstert.2015.01.031.
  • Han, Leo, et al. “Cervical Mucus and Contraception: What We Know and What We Don’t.” Contraception, vol. 96, no. 5, Nov. 2017, pp. 310–321., doi:10.1016/j.contraception.2017.07.168.