أَصبَحَ عُمر ابنتي 15 سنة ولم تَبدَأ دَورتها الشهرية بعد، هل يَجب أن أقلق؟

تبدأ الدورة الشهرية لدى مُعظَم الفتيات عند بلوغ سن 12 عاماً تقريباً؛ أي بَعدَ حوالي عامَين من ظُهور علامات البلوغ الأولى. والمُصطلح الطبّي لبداية الدورات الشهرية هو “الحيض”. ويُعتَبَر سن ال12 مُتَوَسّط ​​العمر لبدء الحيض، إلّا أنّه يُمكِن أن تَبدَأ الدورة الشهرية عند الفتيات منذ سن 8 عاماً. كذلك، هناك دليل على تَراجُع مُتَوسّط سن البلوغ خاصة في بعض البلدان.

قبل 200 عاماً، كان من الطبيعي أن تَبدَأ الدورة الشهرية عند الفتاة بين 15 و17 عاماً. إلّا أنّه في الوقت الحاضر يكون هذا هو الاستثناء وليس القاعدة؛ حيث تَبدَأ الدورة الشهرية لدى 98% من الفتيات قبل بلوغهنّ سن الخامسة عشرة.

إذاً، هل يَجِب أن تَقلَقي إذا كانت ابنتك من ضمن 2% من الفتيات اللاتي لم تَبدَأ دورتهنّ الشهرية بعد؟

الجواب هو غالباً لا. إذ يَتَأخّر بلوغ بعض المراهقات مُقارنة بأقراهنّ بشكل طبيعي وتُسمّى هذه الحالة طبّيّاً “انقطاع الطمث الأَوّلي”. وبما أنّ سن البلوغ يَرتَبِط بعامل وراثي، فمِنَ المُحتَمَل أن تًواجه ابنتك حالةً مشابهةً لحالتكِ إذا كانت دورتكِ الشهرية قد تأخّرت مُقارنةً بصديقاتك.

نمط الحياة

يُمكن أن تَلعَب عوامل أخرى كنمط الحياة المُتّبَع دوراً في ذلك أيضاً. فزيادة الوزن بشكل كبير أو نقصانه أو القيام بتمارين رياضية بشكل مُفرِط يُمكن أن يُؤَخّر البلوغ. لذلك، كثيراً ما تَتَأخّر الدورة الشهرية لدى راقصات الباليه ولاعبات الجمباز مُقارنةً بأقرانهنّ. كما أنّ وجود اضطراب في الأكل أو المعاناة من ضغط شديد يُمكِن أن يُؤَخّر الحيض. لذلك، يجب حلّ المشكلة الأساسية أولاً لمعالجة الحالة؛ على سبيل المثال:

  • إيجاد طريقة صِحّية لفقدان الوزن أو اكتسابه.
  • تخفيف شدّة برنامج التمارين الرياضية الحالي.
  • تحديد الأمور المُسَبّبة للضغط والعمل على حَلّها.

مشاكل صحية

في بعض الحالات، تكون هناك مُشكلة طبية كامنة تُسَبّب تَأخّر الدورة الشهرية. كما تُؤَخّر بعض علاجات السرطان سنّ البلوغ أو تَمنَع حدوثه. وقد تكون هناك مُشكِلة هيكلية مثل فقدان أو حَجب جزء من الجهاز التناسلي؛ وتُعتبر بطانة الرحم الهاجرة التي تتصف بتراكم رواسب بطانة الرحم خارج الرحم  المُشكلة الهيكلية الأكثر شيوعاً التي تُعيق  الوظيفة الإنجابية الطبيعية.  ويُسبّب أحد العيوب الخلقية الذي يُعرف “بعدم التكَوّن المولري” فقدان كامل أو جزئي لأجزاء من الرحم والمهبل. 

كما يُمكِن أن تُؤدّي الاضطرابات الوراثية الأخرى بما فيها متلازمة تيرنر ومشاكل الوطاء (تحت سرير المخ) أو الغدة النخامية إلى تَأخّر البلوغ. إلّا أنّ الخَلَل الوظيفي الوطائي الذي يَحدُث قبل البلوغ غالباً ما يُحَل بشكل طبيعي بمرور الوقت. إضافةً إلى ما سبق، تُعَدّ متلازمة المبيض المتعدد الكيسات إحدى المضاعفات الطبية التي يُمكِن أن تُسَبّب عدم انتظام الدورة الشهرية للفتيات. وقد أظهرت الأبحاث أنَّ الفتيات اللواتي يتم تشخيصهنَّ  سريرياً بمُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات يبدأن عادةً دورتهنَّ الشهرية قبل مُتوسّط العمر أو بعده. . كذلك، تُسبّب مُتلازمة المبيض المُتعدد الكيسات اضطرابات في الدورة الشهرية بشكلٍ مُنتظم، مثل عدم انتظام الدورات الشهرية الذي قد يتفاقم لدى الفتيات اللواتي اختبرن للتو سنّ البلوغ.  يجب تشخيص أيّ من هذه الحالات الطبية السابقة من قِبَل طبيب قادر على تَقديم المشورة حول أفضل طريقة لتدبير الأعراض.

الخلاصة:

يرتبط العمر الذي تبدأ فيه الفتاة دورتها الشهرية بمزيج من الواسمات الوراثية (الاستعداد الوراثي) والعوامل البيئية مثل النظام الغذائي والرياضة. وحتّى اليوم، يملك المُجتمع الطبّي والعلمي بيانات محدودة حول الجينات المُحددة التي تلعب دوراً في ذلك؛ ولكن مع ظهور دراسة الترابط الجينومي الكامل (GWAS)، أصبح من المُمكن تحديد الأهداف الجينية المُحتملة ودراستها بشكلٍ أوسع. 

وما زال يلزم القيام بمزيد من الأبحاث لفهم العوامل التي تُساهم في توقيت الدورة الشهرية. 

قد تَرغَبين في استشارة الطبيب إذا لم تبدأ الدورة الشهرية لابنتك في عمر 15 عاماً للاطمئنان، خاصةً إذا لم تَظهَر لديها أيّ من علامات البلوغ المُعتادة. إلّا أنّه إذا بَدَأ ثدييها في النمو وكذلك شعر العانة فمن المُحتَمَل أن تَبدَأ الدورة الشهرية لديها في المستقبل القريب.

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.  

المصدر:

  • Carroll, Jessica, et al. “Environmental and Genetic Factors Influence Age at Menarche in Women with Polycystic Ovary Syndrome.” Journal of Pediatric Endocrinology and Metabolism, vol. 25, no. 5-6, 19 Apr. 2012, pp. 459–466., doi:10.1515/jpem-2012-0047.
  • Karapanou, Olga, and Anastasios Papadimitriou. “Determinants of Menarche.” Reproductive Biology and Endocrinology, vol. 8, no. 1, 30 Sept. 2010, p. 115., doi:10.1186/1477-7827-8-115.
  • Müller, Jørn. “Disturbance of Pubertal Development after Cancer Treatment.” Best Practice & Research Clinical Endocrinology & Metabolism, vol. 16, no. 1, Mar. 2002, pp. 91–103., doi:10.1053/beem.2002.0183.
  • Practice Committee of American Society for Reproductive Medicine. “Current Evaluation of Amenorrhea.” Fertility and Sterility, vol. 90, no. 5 (suppl.), Nov. 2008, pp. S219–S225., doi:10.1016/j.fertnstert.2008.08.038.

“Delayed Periods.” NHS, www.nhs.uk/conditions/periods/delayed-periods/.