أسبوع 12 من الحمل

مرحباً بكِ في الأسبوع 12 من الحمل. رُغم ذكر غثيان الصباح  في الأسابيع الماضية دوماً, إلّا أنّه يجب أن تَبدأ أعراضه فعلاً أن تخف الآن إذا كنتِ تُعانين منه. إذ يَبدَأ النمو فعلياً بالنسبة لكِ ولطفلك مع التوجه إلى الثلث الثاني من الحمل.

جسمك
على الرغم من أنّك قد تَشعرين بأنّك حامل منذ فترة طويلة جداً (خاصةً إذا عانيتِ من صعوبة في الثلث الأول من الحمل)، إلّا أنّ معظم الأشخاص الذين يَرَونكِ الآن قد لا يَعرفون أنّك حامل. في هذه المرحلة, من المُرَجّح أن تكون أيّة زيادة في الوزن حول الثديين والبطن والساقين غير ملحوظة. وقد تُلاحظين حدوث تَغَيّرات طفيفة في لون بشرتك، ولكن من المُحتَمَل أن لا يتم ملاحظة هذه التغييرات من قبل غيرك .

قد تَكونين قادرة على الشعور بالمنطقة العلوية من الرحم فوق الحوض. فقد ازداد اتساع الرحم الآن وأصبح بحَجم حبة جريب فروت كبيرة, رغم أنَ “بروز بطنك بسبب الطفل” سيظلّ صغيراً جداً وقد لا يتواجد بعد. يعتمد ذلك كله على شَكل الجسم وقوة عضلات البطن لديك. إذا كنتِ حاملاً بطفلك الأول، فمن المُحتَمَل الاستمرار في ارتداء ملابسك العادية، رغم أنّك قد تَجِدين الراحة أكثر في  ارتداء الملابس الواسعة.

يُهاجِر الرحم بحلول هذا الوقت تَدريجياً من قاع الحوض نحو مُقَدّمة البطن لإعطاء الرحم والطفل مَساحة أكبر للنمو. صَدّقي أو لا تصدقي،  بحلول مَوعد ولادة طفلك, سيتضاعف حجم الرحم بحوالي  500 و1000 مرة نسبةً لحجمه قبل الحمل  .

أخيراً، في حين أنّه من الجيد التخلّص من التعب وغثيان الصباح والحاجة المُستَمِرة لإفراغ المثانة أثناء الثلث الأول من الحمل، إلّا أنّ هذا لا يَعني أنّ الهرمونات قد انتَهَت من عملها بعد. يَزداد إنتاج هرمون البروجسترون لديك طوال فترة الحمل, ممّا يمكن أن يكون له مجموعة من التأثيرات الفيزيولوجية. قد تَشعرين بالدوار بشكل مُتَقطّع خلال اليوم لأن هرمون البروجسترون يمكن أن يسبّب تَسَرّب الأوعية الدموية قليلاً فيُؤَدّي إلى انخفاض كمية الدم التي تدور في  الجسم والتي تصل إلى الرأس. قد يَبدو هذا الأمر مُخيفاً لكن لا داعي للخوف؛ عندما تَشعرين بالدوار، اجلسي بهدوء لبضع دقائق حتى يَتَوازن دَوَارن الدم في جسمك. كما يُمكِن للوقوف ببطء وشرب كميات كافية من الماء أن يُساعدك في تَجَنّب الدوار. حاولي ألّا تتركي نفسك تشعرين بالدوار لدرجة الإغماء، فقد تكون هذه التجربة مؤلمة. من الأفضل الانتباه إلى علامات التحذير المُبْكرة والراحة قبل تتَدهور الأمور. يمكن أن تتأثر الرغبة الجنسية لديك أيضاً ، حيث تَجِد بعض النساء فكرة الجماع مزعجة للغاية بينما تجد أخريات العكس تماماً.

خلال مَوعد فحصك في الأسبوع 12 من الحمل، اسألي طبيبك أو ممرضة التوليد أيّ أسئلة لديك. ففي هذه المرحلة، قد تَرغبين في مناقشة خيارات الفحص المُتاحة لك بما فيها تلك التي تُحَدّد وجود اضطرابات جينية مثل متلازمة داون والتليف الكيسي وغير ذلك من التشوّهات. من المُمكن الكشف عن العديد من الاضطرابات الوراثية اليوم بِسَبَب طرق التشخيص المُتَقدّمة، لكن هذا لا يعني ضرورة خضوعك لهذه الفحوصات. إنّه قرار شخصي، ويُنصَح بالحصول على جميع المعلومات التي تَحتاجينها لمساعدتك على تحديد ما تريدين القيام به مع زوجك. 

طفلك
يَبلغ عمر طفلك الآن 10 أسابيع (العمر الجنيني) ويَبلغ طوله حوالي 6.4 سم من الرأس إلى القدمين. في الأسبوع الماضي، كان حجم طفلك تقريباً كحجم حبة تمر، أما هذا الأسبوع فهو بحجم حبة بصل صغيرة أو حبة ليمون.

في هذه المرحلة، تَتَطوّر الملامح الخارجية الرئيسة للطفل وتنمو بشكل كامل تقريباً. إذ تَبدو ملامح وجه طفلك بشرية تماماً الآن وتكون قد تموضعت في مواقعها. العيون مُغلقة والأذنين والأنف مُتَشكّلين تماماً. يَظهر القليل من الشعر على فروة الرأس. وتَتَشكّل أصابع اليدين والقَدَمَين طفلك (مع الأظافر)، وقد يَبدَأ طفلك في فَتح وإغلاق أصابع يديه وقدميه.

يُرافِق هذا التطوّر الخارجي حدوث العديد من الأشياء المشوقة في الداخل. يَتَطوّر دماغ طفلك والجهاز العصبي المركزي بسرعة كبيرة، جنباً إلى جنب مع الأعضاء الرئيسة. تُصبِح الأمعاء الدقيقة قادرة على امتصاص السكر الآن (رغم أنّ طفلك لا يزال يتلقّى جميع عناصره الغذائية من الحبل السري). وتُصبِح الكلى قادرة على العمل. كما تَكون الغدة النخامية قد بدأت تَعمَل بشكل طبيعي وتُرسِل إشارات لإنتاج الهرمونات.

من المُدهِش أنّ كل هذا التطوّر يَعني أنّ طفلكِ يُمكِنه الآن الرد والتجاوب معك؛ إذ يمكنه الضغط على فمه وفتحه وإغلاقه، وفتح يديه وإغلاقهما. سوف يَسمَع أصواتاً من خارج الرحم وسيبدأ بمرور الوقت في التعرّف على صوتك.

نصيحة الطبيب:
“إنّ لكل فحص جيني، بما في ذلك تحاليل الدم والفحص بالموجات فوق الصوتية، مَخاطر وفوائد.”

الأسبوع 11 من الحمل

برعاية Bundoo®