تشخيص العقم عند الذكور  

يُؤثّر العقم أو الفشل في الحمل بعد 12 شهراً من ممارسة الاتصال الجنسي غير المحمي على حوالي 15% من الأزواج. حتّى اليوم، تُركّز الكثير من الأبحاث حول العقم على المشكلات المتعلّقة بالجهاز التناسلي للأنثى. إلّا أنّه مع اعتبار أنّ العوامل الذكورية تلعب دوراً يصل إلى 50% من جميع حالات العقم، فمن المهم أن يخضع الرجال أيضاً لفحوصات شاملة في حالة الاشتباه بوجود مشكلة.

اتّباع نهج تدريجي

يجب أن تكون الخطوة الأولى هي مُراجعة التاريخ الطبي بشكل مُفصّل إذ لا يرجع العقم عند الذكور إلى تشوّهات الحيوانات المنوية فقط، بل من المهم أيضاً مراعاة تأثير البيئة والحالات الطبية السابقة والتاريخ العائلي فجميعها يمكن أن تؤثّر على خصوبة الذكور. في هذه المرحلة، يتمّ إجراء فحص بدني أيضاً للتحقق من وجود تشوّهات هيكلية في القضيب أو الخصيتين ويبحث الطبيب أيضاً عن دوالي الخصية (الأوردة المتضخّمة في كيس الصفن).

عادةً ما يُعتَبر تحليل السائل المنوي “المعيار الذهبي” للتحقّق من العقم عند الذكور. يتمّ استخدامه لتحليل حجم الحيوانات المنوية وعددها وتركيزها وحركتها ولتحديد الحيوانات المنوية غير منتظمة الشكل أيضاً وما إذا كان هناك عدد كبير غير طبيعي من كريات الدم البيضاء.

القيم المرجعية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية هي:

[table id=7 /]

إذا كانت النتائج غير طبيعية، فسيتمّ أخذ عينة ثانية نظراً لأنّ التباين العالي أمر شائع. حتى لو بَقيَت النتائج خارج القيم المرجعية فإنّ العقم المُطلَق نادر الحدوث، ومع مرور الوقت يستطيع العديد من الأزواج الحمل.

لا ينبغي التقليل من فائدة تحليل السائل المنوي؛ إلّا أنّه لن يُحدّد جميع العوامل المرتبطة بالعقم عند الذكور وغالباً ما يتطلّب الأمر إجراء اختبارات إضافية.

يمكن أخذ عينات دم لقياس مستويات الهرمونات المنتشرة حيث يمكن أن يكون انخفاض المستويات دليلاً على وجود مشاكل معينة، على سبيل المثال، انخفاض هرمون التستوستيرون يمكن أن يكون علامة على فشل الخصية.  أما انخفاض كل من  التستوستيرون والهرمون المنبه للجُرَيب وهرمونات المُلَوتن معاً يشير إلى وجود مشكلة في محور الغدة النخامية (قصور الغدَد التناسُلِية مع نَقْص مُوَجِّهَة الغُدَدِ التناسُلِية) إذا تمّ تعطيل هذا المحور، فإنّه يمكن أن يعوق إطلاق الهرمونات الجنسية من الخصيتين.

توجد اختبارات أخرى كالموجات فوق الصوتية عبر المستقيم و/أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد انسداد قناة القذف وتحليل البول بعد القذف للتحقّق من تراجع القذف. كانت تُستَخدم تقنية أخذ خزعات من الخصية على نطاق واسع كأداة تشخيصية لعقم الرجال، إلّا أنّ المعلومات المحدودة التي تُقدّمها بالإضافة إلى الطبيعة الجراحية لهذه التقنية حالت دون استخدامها كمعيار حالياً.

المُستقبل المُتَوَقَّع للرجال الذين يُعانون من العقم

مع توفّر هذا الطيف الواسع من الاختبارات، إذا كان الزوجان يُكافحان من أجل الحمل ويعتقدان أنَّ المُشكلة موجودة لدى الذكر، فيكون من المُمكن في أغلب الأحيان تحديد المُشكلة وإيجاد حلّ لها.

إذاً، ماذا يحمل المُستقبل؟

سيتمّ في المُستقبل القريب بأحسن الأحوال تحديد علامة حيوية نشيطة تدلّ على العقم عند الذكر في السائل المنوي (أو المصل). تجري حالياً فحوصات للكشف عن مختلف البروتينات التي يُعتَقد أنّها تَلعَب دوراً في ذلك. سابقاً، كان يُعتَقد أنّ الأجسام المضادة للحيوانات المنوية قد تَخدِم هذا الغرض، إلّا أنّ وجودها يُعتَبر الآن مرتبطاً بشكل ضعيف بمُعدّلات الحمل. 

تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.

تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم. 

المصدر:

  • Bieniek, J M, et al. “Seminal Biomarkers for the Evaluation of Male Infertility.” Asian Journal of Andrology, vol. 18, no. 3, 2016, pp. 426–433., doi:10.4103/1008-682X.175781.
  • Chiu, W W, and L W Chamley. “Clinical Associations and Mechanisms of Action of Antisperm Antibodies.” Fertility and Sterility, vol. 82, no. 3, Sept. 2004, pp. 529–535., doi:10.1016/j.fertnstert.2003.09.084.
  • Katz, D J, et al. “Male Infertility – The Other Side of the Equation.” Australian Family Physician, vol. 46, no. 9, Sept. 2017, pp. 641–646.
  • “What Is Male Infertility?” Urology Care Foundation, www.urologyhealth.org/urologic-conditions/male-infertility.