ما هو الحمل العنقودي أو الكاذب ؟

في حالة الحمل الطبيعية، تُساهِم بشكل متساوي كل من الحيوانات المنوية والبويضة في إعطاء الكروموسومات للجنين النامي بعد الإلقاح. إلّا أنّ هذه العملية تَتَعطّل أحياناً وتؤدي إلى نمو أنسجة غير طبيعية في الرحم مما يسبب حدوث الحمل العنقودي أو الكاذب.

يَحدُث الحمل العنقودي عندما لا يَتَشكّل جنين طبيعي بعد الإلقاح، يوجد سيناريوهين في هذه الحالة، إما حدوث حمل عنقودي كامل أو جزئي. يَحدُث الحمل العنقودي الكامل عندما يُلَقّح الحيوان المنوي بويضة فارغة (بمعنى أنّ البويضة لا تَحتَوي على مادة وراثية) مما يؤدي إلى تَطوّر نسيج المشيمة فقط. أي, لا يوجد جنين في الحمل العنقودي الكامل ولا يمكن أن يَستَمر الحمل. أما الحمل العنقودي الجزئي, فيَحدُث نتيجة وجود الكثير من الكروموسومات عند الإلقاح. يؤدي هذا الأمر إلى تَشكّيل أنسجة غير طبيعية بالإضافة إلى الجنين. لسوء الحظ، فهذا يعني أنّ الجنين عادةً ما يكون لديه عيوب شديدة غالباً ما تكون قاتلة.

بدايةً، إنّ حالات الحمل هذه ليست طبيعية وستَظهَر لدى معظم النساء علامات تحذير في وقت مُبْكر. سوف تَنزف غالبية النساء اللاتي يعانين من الحمل العنقودي في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. دائماً ما يَكون النزيف أثناء الحمل أمراً مُقلِقاً ويتم تقييمه عادةً باستخدام الموجات فوق الصوتية، ويتم أيضاً تحديد وجود أي شيء غير طبيعي بهذه الطريقة. إضافةً إلى ذلك، إذا كانت مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية HCG في الدم، فقد يُلاحِظ الطبيب أو القابلة أنّها تَرتفع بشكل غير طبيعي. في الواقع، يمكن لمستويات هرمون HCG  أن تكون مرتفعة لدرجة تؤدي إلى المعاناة من غثيان الصباح الشديد (التقيّؤ المفرط الحملي). تتضمن علامات التحذير الأخرى زيادة حجم الرحم عن ما هو طبيعي نسبةً لعمر الحمل و وجود كيسات غير طبيعية على المبيضين.

يكون علاج هذه الحالة هو إزالة الكتلة المُتَشكّلة باستخدام التوسيع والكحت أو التجريف. لا يُنصَح بترك الأنسجة غير الطبيعية في رحم المرأة لأنّ النزيف يُمكِن أن يَتَفاقم ويُسَبّب مخاطر صحية كبيرة. من أجل ضمان إزالة جميع الأنسجة، يَقوم الطبيب بقياس مستويات هرمون HCG في الدم بانتظام للتأكّد من انخفاضها. يجب أن تُصبِح غير قابلة للكشف، ولكن هذا قد يَستَغرِق أسابيع أو حتى أشهر من التشخيص والعلاج الأوّلي للحمل العنقودي. من المهم للغاية عدم الحمل مُجَدّداً عند ارتفاع مستويات HCG. لذلك، يجب  التحدث مع طبيب النسائية حول أفضل الطرق لتجنّب حدوث ذلك.

لماذا من المهم أن تَعود مستويات HCG إلى طبيعتها قبل محاولة الحمل مرة أخرى؟ إذا لم يتم إزالة الحمل العنقودي بشكل كامل، يمكن أن يُشَكّل النسيج المُتَبقّي نوعاً من السرطان يُعرَف باسم داء الأرومة الغاذية الحملي الخبيث. يكون حدوث ذلك أقل شيوعاً في الحمل العنقودي الجزئي (أقل من 5%) مقارنة بالحمل العنقودي الكامل (6-32%). تَشمُل خيارات العلاج لهذا النوع من السرطان العلاج الكيميائي والجراحة (قد تَصِل أحياناً إلى استئصال الرحم كاملاً)، وهذا يَتَوقّف على نوع ومرحلة المرض عند تشخيصه.

في حين أنّ كل هذا يبدو مخيفاً للغاية، من المهم أن نَتَذكّر أنّ حالات الحمل العنقودي نادرة الحدوث وتَختَلِف معدّلاتها في العالم، ولكن تُشير التقديرات إلى أنّها تتراوح ضمن نسبة 1 من كل 1000 حالة حمل. علاوة على ذلك، فإنّ أقل من 20% من النساء اللاتي يعانين من الحمل العنقودي ستَتَطوّر حالتهنّ حتى داء الأرومة الغاذية الحملي الخبيث. إنّ وجود حالة حمل عنقودي سابق يَزيد بشكل قليل من خطر حدوث حمل عنقودي آخر، لكنّ الخطر لا يزال بنسبة 1-2% فقط. يجب على النساء اللاتي لديهنّ حالات سابقة من الحمل العنقودي التأكّد من الحصول على الرعاية قبل الولادة في وقت مُبْكر عند الحمل لاحقاً بحيث يمكن إجراء الكشف المبكر.

برعاية Bundoo®

المصدر:

  • “Hydatidiform Mole.” Background, Pathophysiology, Epidemiology, Medscape, 2 Feb. 2019, emedicine.medscape.com/article/254657-overview#a6.
  • Soper, J T, et al. “ACOG Practice Bulletin #53: Diagnosis and Treatment of Gestational Trophoblastic Disease.” Obstetrics & Gynecology, vol. 103, no. 6, 2004, pp. 1365–1377., doi:10.1097/00006250-200406000-00051.