هل تجعل الإصابة بمُتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات الرضاعة الطبيعية صعبة ؟

A woman breastfeeding

تُعتَبَر متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أحد أكثر الحالات الهرمونية التي تُؤثّر على النساء في سنّ الإنجاب شيوعاً. يُمكِن أن يكون لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات أثر ضار على الخصوبة، وتُواجه النساء المصابات بهذه الحالة صعوبة في الحمل ويَتَعرّضن بشكل كبير لخطر المعاناة من مضاعفات الحمل مثل الإجهاض.

يُعتَقَد أيضاً أنّ متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات يُمكِن أن تؤثّر على قدرة الرضاعة الطبيعية عند المرأة، حيث تُبَيّن بعض الدراسات أنّ النساء اللواتي تم تشخيصهنّ سريرياً بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أقل قابلية للبدء بالرضاعة الطبيعية مقارنةً بمن لا يُعانين من هذه الحالة. ويبدو أنّ المشكلة تَكمُن في بدء الرضاعة الطبيعية، إذ لا تتوقف النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات عن الرضاعة الطبيعية مقارنةً بغيرهن بمُجرّد أن تكون البداية ناجحة.

أسباب ازدياد صعوبة الرضاعة الطبيعية بسبب متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

غالباً ما يكون لدى النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات مستويات منخفضة من هرمون البروجسترون، خاصةً إذا كانت الإباضة لا تحدث لديهنّ بانتظام ويشكل عدم الإباضة أحد الأعراض السريرية الرئيسة لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات. يكون هرمون البروجسترون ضرورياً لتطور الثدي بشكل طبيعي. كذلك, يُعتَقَد أنّ المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات لديهن أنسجة غُدّية ثَديية ناقصة، ممّا يَعني عدم خضوع الثديين للتغيّرات الفيزيولوجية الطبيعية الضرورية خلال الحمل.

غالباً ما تُعاني المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات من فرط الأندروجينية، أي أنَه يتم إنتاج مستويات عالية من الأندروجينات. على وجه التحديد.  ثَبُتَ أنّ مستويات كبريتات ديهيدروايبياندروستيرون (DHEAS) تكون مرتفعة عند الحوامل المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات. يُعتَبَر DHEAS أندروجيناً ضعيفاً، إلّا أنّه يُمكِن أن يَخضَع لعملية تحويل داخل الخلايا لجعله من الأندروجينات الأكثر فعالية مثل التستوستيرون.يكون أحد مواقع حدوث هذا التحويل هو الغدد الثديية، ممّا يَزيد احتمال تَراكُم هرمون التستوستيرون في أنسجة الثدي لدى المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات خلال الحمل. تقوم الأندروجينات بإيقاف مُستَقبِلات البرولاكتين وتثبيط إفراز الحليب، مع العلم أنّ البرولاكتين ضروري لنمو الثدي واصطناع الحليب.

يُمكِن أيضاً أن تَضعف فعالية البرولاكتين بسبب ارتفاع مستويات الأنسولين. تُعَدّ مقاومة الأنسولين أحد الأعراض الشائعة لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات ويكون لدى العديد من المصابات بهذه الحالة مستويات زائدة عن المعتاد من الأنسولين في الدم. إضافة إلى وجود تأثير مباشر للأنسولين على اصطناع الحليب عبر تأثيره على تكاثر خلايا الغدة الثديية, يُساهم الأنسولين في ارتفاع مستويات الأندروجين التي تَظهر عند النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات.

الحجة المضادة

تَبَيّنَ من إحدى الدراسات الاستقصائية الكبيرة التي تناولت حوالي 5000 امرأة، 6.5% منهنّ مصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات وجود علاقة بين السمنة والرضاعة الطبيعية. كانت الأمّهات اللاتي يعانين من السمنة أقل قدرة على البدء والحفاظ على الرضاعة الطبيعية. وعلى الرغم من معاناة الكثير من المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات من زيادة في الوزن، إلّا أنّه كانت تُعزى أيّة مشاكل يُواجِهنَها في الرضاعة الطبيعية إلى ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لديهنّ بدلاً من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات. بالتأكيد, يوجد العديد من التفسيرات التي تُبيِن أسباب ارتباط السمنة بانخفاض مُعدّلات الرضاعة الطبيعية. تكون النساء اللاتي يُعانين من السمنة أكثر حاجة إلى تدخلات أثناء المخاض والولادة مقارنةً بغيرهنّ ممّا يُقَلّل من القدرة على الرضاعة الطبيعية. كذلك, قد تُواجه الأمهات المرضعات صعوبة في تثبُت الطفل على الثدي بسبب كبر حجمهنّ. تُعتَبَر السمنة أيضاً أحد العوامل المؤدية إلى فرط الأندروجينية ومقاومة الأنسولين الذين يُعتَقَد أنَهما يشكلان أحد أسباب انخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية ويزيدانها صعوبة. وبالتالي، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات يواجهنَ صعوبات في الرضاعة الطبيعية بسبب حالتهنّ أو بسبب الأعراض المرتبطة بهذه الحالة.

علاوة على ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ العديد من النساء يواجهن صعوبة في الرضاعة الطبيعية بغض النظر عن أيّ حالات طبية.  قد لا يكون من المهم البحث في أسباب صعوبة الرضاعة الطبيعية ولكن من الضروري البحث عن حلول للمشكلة عوضاً عن ذلك.

لماذا تُعَد الرضاعة الطبيعية ضرورية؟

توصي منظمة الصحة العالمية بإرضاع جميع الأطفال رضاعة طبيعية حصراً خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم. إذ تُوَفّر الرضاعة الطبيعية فوائد صحية واسعة للرضيع وتَكون أفضل طريقة لتلبية جميع احتياجاته الغذائية، كما أنّها تشكل مصدراً يتوفر مجاناً وفي أي وقت. لهذه الأسباب، ينبغي مساعدة ودعم جميع النساء اللاتي يُواجهنَ صعوبة في الرضاعة الطبيعية بشكل كافٍ للتغلّب على العقبات التي يواجهونها، سواء أكانت طبية أو جسدية أو نفسية أو مزيجاً من الثلاثة.

المصدر:

  • Joham, Anju E., et al. “Obesity, Polycystic Ovary Syndrome and Breastfeeding: an Observational Study.” Acta Obstetricia Et Gynecologica Scandinavica, vol. 95, no. 4, 18 Jan. 2016, pp. 458–466., doi:10.1111/aogs.12850.
  • Kochenour, N K. “Lactation Suppression.” Clinical Obstetrics and Gynecology, vol. 23, no. 4, Dec. 1980, pp. 1045–1059., doi:10.1097/00003081-198012000-00008.
  • Marasco, Lisa, et al. “Polycystic Ovary Syndrome: A Connection to Insufficient Milk Supply?” Journal of Human Lactation, vol. 16, no. 2, May 2000, pp. 143–148., doi:10.1177/089033440001600211.
  • Sir-Petermann, T., et al. “Maternal Serum Androgens in Pregnant Women with Polycystic Ovarian Syndrome: Possible Implications in Prenatal Androgenization.” Human Reproduction, vol. 17, no. 10, Oct. 2002, pp. 2573–2579., doi:10.1093/humrep/17.10.2573.